عجبًا لأمر المسرحية الليبرالية التهكمية!!

يقول الأستاذ "وائل القاسم في مقاله " نهاية المسرحية التهكمية":
"لقد أثبتت هذه التجربة التهكمية الهزلية هشاشة عِظام جسد التيار الديني المتطرف، وسهولة التلاعب به وبرموزه.
لا أدري كيف صدّقوا وطاروا فرحاً بتلك التغريدات القليلة.. لا أدري كيف أخذوها بهذه الجديّة التامة، رغم أني كتبتُ قبلها بنصف ساعة فقط تغريدتين متتاليتين، أنتقدُ فيها موقف التيار الديني المتشدد وأفعال بعض أتباعه في معرض الكتاب!؟
كيف يمكن للإنسان أن يتغيّر ويتحوّل بهذه القوة التي ظهرت في كلامي بهذه السرعة.. خلال أقل من ساعة!!
لقد كتبتُ ما كتبتُ ساخراً من أولئك البله الذين لا يستطيعون تفهم الآخر أبداً"
أنا لا أستغرب أن تكون المراكز الغربية تفكر لهؤلاء الاخوة - وهذا في أصله ليس بعيب، بل ليتنا نجد من يفكر لنا- فالمعلوم أن العالم الغربي يتعامل ويحرك دول العالم الثالث وفق أدق ما توصل إليه من تقنيات علوم النفس والدماغ - وهي علوم أغلب مشايخنا المعاصرين لا يبالون بها ولا يعتقدون فيها أهمية - ، وجميل أن نُصدم لعلنا نفيق - ويبدو أنه حلم لن يتحقق!-، من يتخيل أن العالم الغربي يهتم بجودة الفكر حتى إن
وزير الدفاع الأمريكي الأسبق" دونالد رامسفيلد" يقوم بتقديم ورقة مالية رمزية، مطبوعة في البنتاجون، بقيمة مليار دولار، لأي من مساعديه أو مستشاريه الذين يقدمون فكرة غير تقليدية، تبدو ملائمة، للتعامل مع حالة إقليمية تفاجئ كل من يتعامل معها بصعوبات معقدة". وذلك في الدفاع وأعمال الحروب العضلية العسكرية لا العلمية!!!!!!. أما نحن فلا وقت عندنا لمثل هذا التفكير لأننا نخشى أن يزاحم علوم الدين فتضيع ولا تُحفظ بسبب انصرافنا عنها إلى الفكر والإبداع والاستفادة من العلوم الحديث! - وفي ذات الوقت لم نر أنفسنا أضفنا شيئا يُذكر لها، ولم نحفظها لأنها أصلا محفوظة في الكتب، وحتى لم نفلح في أن نصبغ بها العقول المعاصرة! - . ثم إننا لا ندري ما فائدة الأفكار غير اتقليدية! فهل أنهينا التقليدية أولاً لننتقل الى غير التقليدية!!! فلا أضفنا شيئا جديدا لعلوم الدين في الكتب ولا حفظناها في عقول الناس المعاصرين ولا نلنا من العلوم الحديثة شيئا!!
وأعود لأستغرب مع الأستاذ وائل! وأقول: لماذا اندفع من اندفع وثار بهذا الشكل وراء بضعة شباب أعلنوا توبتهم في ظروف غير معقولة في حين أن هؤلاء المندفعين لم نرهم اندفعوا وثاروا قبل ذلك لرجوع كثير من أئمة ومنظري المناهج التغريبية حتى بات رجوعهم بمثابة ظاهرة! كما يقول الدكتور محمد عمارة " تخلّقت في الواقع الثقافي ظاهرة هامة، ذات صلة، وذات دلالة، وملفتة للأنظار..ألا وهي: تراجع عدد كبير من الأعلام الذين تغربوا عن التبشير بالنموذج الحضاري الغربي، وهذه الظاهرة التي لا تزال قائمة، ومستمرة، والتي شملت وتشمل العديد من الذين سلكوا طريق التغريب بشقيه: الليبرالي، والشمولي"!!!! فهل من مجيب أو حتى مُفكر في الإجابة؟ أم أن حفظ علوم الدين في الكتب تشغلنا عن التفكير وعن حفظها في العقول - وهي العقول التي من أجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب؟!!

تعليقات

المشاركات الشائعة