دعوة للشك في عقول رواد الثقافة العرب.






دعوة للشك في عقول رواد الثقافة العرب.
نريد تطبيق منهج القرآن الكريم في الشك الذي هو أكثر تمسكا بالشك من المنطق الديكارتي! على ما قاله الدكتور محمد دراز في هذا الموضوع
http://elmorsykhalid.blogspot.com/2013/01/blog-post_7.html
قامت لدي أدلة كثيرة جدا على أن المناهج الكبرى والصغرى الذي يجب أن نتبعها للنهضة بالدين والدنيا غير معروفة إطلاقا إلى الآن على الرغم من تعاقب رواد الثقافة في العصر الحديث، وحتى من يعرفون هذه المناهج قد يعرفونها بالإجمال لا بالتفصيل – كعادة الأفكار الحديثة - .
من ضمن هذه الأدلة التي قامت في نظري ما أرسلته في سؤال لأحد المفكرين وهذا نص السؤال وجوابه
قرأت كتاب أسس لإعادة البناء الاجتماعي لبرتراند راسل فوجدت كثيرا من تحليلاته لحياة الغرب مؤسسات وأفرادا تشابه حالتنا في  أصولها الكبرى وأكثر من ذلك من حيث التخلف ونقص الابداع الخ . وهذه الصورة هي غير التي تُرسم لنا - من الباحثين الجادين العلميين - بشكل متناقض صارخ التناقض يجعلني أتسائل عن مبررات لهذا التناقض.
حتى من نصوص راسل في كتابه نصوصا خطيرة جدا هي مثال على التناقض الصارخ الذي أسأل عن مبرراته
منها:" "يحتاج العالم المتحضر، لكي ينجو من الانهيار إلى تغيير جذري تغيير في بنيته الاقتصادية وفي فلسفته في الحياة" ، ومنها""الحرية بحد ذاتها هي أساس سلبي، إنها تطلب منا أن لا نتدخل في شئون الآخرين ولكنها لا تعطينا أية قاعدة للبناء. إنها تظهر بأن العديد من المؤسسات السياسية والاجتماعية هي سيئة ويجب هدمها، ولكنها لا تبين لنا ما يجب أن نضع مكانها. لهذا السبب تحتاج نظريتنا السياسية إلى أساس إضافي حتى لا تكون هدمية مجردة"
الجواب:
صحيح والتحدي هو أننا نعيش في ظل تلك الأبنية وليس لدينا بدائل معاصرة والأخطر لا تعرف آليات الانتقال من الواقع للمنشود واختبار الربيع العربي كان كاشفا والقوم يسيرون نياما. والله غالب.
------------------------------------
الشك في المناهج التي يستخدمها رواد الثقافة وهي مناهج العلوم الإنسانية ، ولذلك أثناء تصفحي الانترنت وجدت ذكرا لمدرسة مصرية معاصرة تدعو للمنهج النقدي في علم الاجتماع تسمي نفسها" المدرسة النقدية في علم الاجتماع المصري" ومؤسس هذه المدرسة هو الدكتور سمير نعيم أحمد - أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس.
ومن مبادئ هذه المدرسة كما تقول:"
ثانيا‏:‏ تنطلق أعمال مدرسة علم الاجتماع الأكاديمي النقدي بجامعة عين شمس من التسليم بخصوصية الواقع الاجتماعي المصري والعربي بكافة أبعاده ولهذا فأنها تستمد أهم ركائزها وأهدافها العامة من مفكري التنوير المصريين في القرنين التاسع عشر والعشرين من أمثال رفاعة رافع الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومن تلاهم من أعلام الفكر المصري مثل مصطفي عبد الرازق وقاسم أمين وطه حسين‏.‏ ومن أهم هذه الركائز الاهتمام بالقضايا الكبري للوطن‏(الميكروسوسيولوجي‏)‏ مثل العدل والمساواة وحقوق الانسان وعدم طبقية التعليم ونشر القيم الحميدة والايجابية والعمل المنتج والتنمية الشاملة وعدم الانعزال عن معارف وعلوم وحياة الاخرين‏(رفاعة رافع الطهطاوي‏)‏ والتصدي للاستعمار وكشف أساليب تزيف وعي الجمهور والنهضة‏(‏ جمال الدين الأفغاني‏)‏ ومقاومة الظلم والمساواة بين الجنسين والاهتمام بالكشف عن أساليب نشر التفكير العلمي وأساليب تحقيق النهضة الشاملة استنادا الي التراث والدين‏(‏ محمد عبده‏).

وهذا موقع المدرسة
وكذلك وجدت موقعا آخر متخصص في سياسات التنمية اسمه" مركز الخليج لسياسات التنمية من مبادئه :" نشر الدراسات والتقارير وإطلاق موقع الكتروني لتوسيع دائرة التواصل والتفاعل بين أبناء المنطقة, وكافة المعنيين بتنميتها وبسلامة وتطور مجتمعاتها والمحافظة على هويتها العربية – الإسلامية."
وهناك مدرسة أخرى مصرية أسسها الدكتور حامد ربيع متخصصة في السياسة الداخلية والخارجية ومن أبرز روادها نادية مصطفى وهبة عزت وابراهيم غانم وسيف عبد الفتاح، وهناك كثيرون غيرهم ومن أبرزهم الدكتور عبد الوهاب المسيري كل هؤلاء يبذلون أقصى ما لديهم من جهد لبلوغ هذه الغاية رغم أن وسائل تحقيقها الملائمة لأمثال هذه العقول الجبارة - كعقل المسيري - معدومة أو هي في حكم المعدومة لخفائها وسط ركام غير ملائم بل هو ينفر أهل العقول المستطلعة الواثبة! ورغم ذلك ظل أصحاب هذه العقول كالمسيري إلى آخر حياتهم يبذلون أقصى الوسع لبلوغ هذه الغاية بطيب خاطر ومن غير تزمر ولا تمرد على هذا الدين الذي أتعب أحبابه وربما لم يصلوا إلى مطلوبهم! فيا لله ما أطيب هذه القلوب والله أنني كلما أتذكرهم وأقارنهم بنفسي أحتقر نفسي.
ولو أجرينا إحصائيات لعدد من يعتقد بمثل هذه الدعوات لرأينا عددهم كثيرا.
يبقي الكلام على تأصيلات نظرية كثيرة تكشف الغموض عن هذا المشروع وتحل ما يثيره من مشكلات، ويبقى الكلام عن  كيفية تحقيق وتطبيق ما تدعو إليه هذه المدارس ، هذا مشروع عمري ولكي ننجز فيه يجب أن يكون هو مشروع مئات المفكرين الصغار والكبار.


 

تعليقات

المشاركات الشائعة