من أين أوتي عدنان إبراهيم؟!


أوتي عدنان إبراهيم من جهة أن علومه أكبر من عقله، وقد كتب أحد علماء السلفية المعتدلين المتسامحين جدا خاطرة بهذا المعنى أيام بروز عدنان ولم يسم ففهمت أنه يقصده. علوم عدنان أكبر من عقله على عكس ما يظنه الدهماء والعوام وأنصاف المثقفين فيه من أنه عبقري العقل!. وقد كتبت في مقال سابق أن عدنان يتكلم بما يوحي لمستمعه - من الفئات السابق ذكرها - أنه يبث فكرا من نوع الفكر الذي لا يكتشفه إلا عباقرة البشر أول مرة!، بينما المثقف العلمي يعرف أن ما يقوله موجود في كتب هي من أبجديات العلوم! فهو لم يفعل غير قص ولصق بدون فهم من جنس الفهم الذي يفهمه الراسخون في العلم، وهذا ما اكتشفه الملحد الذي علق على عدنان ثم علقت على تعليقه ، حيث قال إنه مصنوع حوله هالة إعلامية بينما هو لما سمعه لم يجد لديه أي جديد خلاف ما قيل وما يُقال!، فلعل عدنان كمكتشف النظرية التفكيكية الذي صنع له الإعلام الفرنسي هالة إعلامية فانخدع فيه العوام الفرنسيين وأنصاف مثقفيهم، بينما صاحب النظرية التفكيكية هذه لم يأت بجديد إنما هو يكرر ما عند أفلاطون وغيره قديما جدا كما يقول فؤاد زكريا وقال في آخر حياته إنه ينوي كتابة كتاب يسرد فيه وجود النظرية التفكيكية عند أفلاطون وغيره ولا أدري هل كتبه قبل مماته أم لا لأنه كان شيخا هرما حين  أعلن عن نيته هذه .
وهؤلاء الدهماء والعوام و أنصاف المثقفين الذي خُدعوا فيه استحكمت خداعهم – بجانب جهلهم العلمي – من جهة إكبارهم بالعاطفة الإسلامية الخارجة من عدنان فربطوا بينها بسبب إلى العبقرية العلمية، والحقيقة أن لا علاقة سببية إطلاقا لأن الأفذاذ كمحمد دراز حللوا نفسية المتدين فوجدوا أن حقيقة الدين مشتركة بين المتدينين مع اختلاف عقولهم ونفسياتهم، ومن ثم فلا يصح الاستدلال بحقيقة هي مشتركة بين الجميع على فروق ما  بين أحادهم يقول  د. دراز" حقيقة الدين توجد عناصرُها قارة بين الجوانح، وتعرض دلائلها لائحة أمام الحس، حتى إن التفاتة يسيرة لتكفي للظفر بها في حدس سريع، كالبرق الخاطف. وليس إدراك هذه الحقيقة الكبرى محصول إدراكات لحقائق الكون ودقائقه الجزئية، ولا هو أشق منها كما ظُن*؛ بل، إنه يتقدمها ويمهد لها، في نظرة كلية تلم بها جملة، قبل أن تفحص أجزائها وتفصيلاتها. ولذلك يستوي العالم والجاهل في أصل هذا الإحساس: كل على فهمه يجد في الكون ما يبهره ويستولي على مشاعره.
 ----------
 ينبه الدكتور في الهامش إلى أن عباس العقاد ممن ظن ذلك في كتابه عن نشأة العقيدة الإلهية (الله)".
هذا وإن بعضا ممن أعلوا من شأن عدنان فعلوا ذلك ليستخدومه حجرا لضرب الإسلاميين عموما أو السلفيين خصوصا حين رأوه فاجرا في خصومتهم.
وأخيرا هذه كلمة للعملاق الفذ محمد دراز عن أحوال الأمة مع زعمائها فاقرؤوها ثم حددوا مكان أمتنا من الزعيم على وفق تحليل الشيخ " "وإذا صح أن يقال إن الأمم تخلق زعماءها، فمن الحق أيضا –
 وبالطريق الأحرى – أن الزعماء تخلق أممها. والأمة تلد زعيمها ولادة طبيعية، وتهيئ له وسائل تلك الزعامة؛ والزعيم يلدها بعد ذلك ولادة أخرى: روحية، أو سياسية، أو عسكرية ، أو فنية، أو غير ذلك. الأمة تمثل خصوبة التربة، وسلامة الأداة؛ والزعيم يضع البذر ويسقيه، ويتعهده وينميه. والزعيم يحرك الأداة ويوجهها، ويرسم طريقها، ويقف بها عند أهدافها. بل كثيرا ما يُضيء لها هو تلك الأهداف ويحددها؛ وذلك حيث تكون حاجات الأمة غامضة مشتبكة الطرق، غير واضحة المعالم في العقل الجمعي، فتبقى متلهفة إلى رجل الساعة الموهوب، الذي يتركز فيه وعيها، وتتحدد في نفسه حاجاتها، ويكون له من الحدس أو الإلهام أو الوحي ما ينشر به وسائل تحقيقها ويملك من العزم والحزم ما يحكم به قيادتها، ويبلغها إلى أهدافها، فإذا ظفرت به وألقت إليه بالمقاليد فقد أصابت رشدها، وفتحت لنفسها صفحة جديدة من القوة والمجد، أما إذا تشعبت عليها الطرق، واختلف الزعماء، ولم يستبن لها وجه الاختيار، أو أنها أساءت الاختيار فأهملت داعيها الرشيد او أنكرته وقضت عليه بالإخفاق أو الموت –لا لأن دعوته تتانفر وطبيعتها، بل لأنها جهلت حقيقة نفسها، وطاشت أحلامها – فإنها تكون حينئذ قد سلكت طريق شقائها، وآثرت الانتحار على الحياة من حيث لا تشعر" كتاب الدين ص 163"

تعليقات

المشاركات الشائعة