من لم يستقم بالنظريات والعقليات أُقيم بالصاعقات!.



من لم يستقم بالنظريات والعقليات أُقيم بالصاعقات!.
من سنة الله تعالى في خلقه أنه يمهل ولا يهمل، سنة دائمة مع أهل الأخطاء وأهل المعاصي أهل البدع ، فالله يمهلهم لكي يتفكروا ويقيسوا الغائب على الحاضر ويُجهدوا أنفسهم طلبا للحق والإصابة أو طلبا لضدهما لينظر كيف يعملون ، فالله يمنح الفرص تلو الفرص ويبعث بالرسائل تلو الرسائل التي مضامينها عقليات ونظريات ليتفكر العباد، أفلم يقصر الله هدايته على أهل العقول؟ كما قال: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} فإذا لم يستقم العبد وقصّر في الأخذ بأسباب الاستقامة يرسل الله عليه الصواعق – إن شاء - تكون نتيجة لما قدم هو من معاصي أو أخطاء أو بدع .
تطبيق هذه القاعدة على أهل الصحوة الإسلامية المعاصرة بمختلف إتجاهاتهم: قيل لهم منذ سنوات طويلة وإلى الآن بوسائل مختلفة وبأساليب متنوعة إن تفكيركم وأسلوب دعوتكم لا يصلحان لأهل هذا الزمان وإن عليكم أمانة حمل الدين فيجب أن تحملوه على الوجه الصحيح لا أن تبذلوا جهودا وأعمارا في غير سبيل فتضيعوا على أنفسكم وعلى الأمة فرصة تسعدون ويسعدون بها حين يقودهم أهل الدين الأتقياء، وإنكم بتقصيركم هذا تتسببون في أن يتوسل المنحرفون والضالون به ويتذرعون ليوطدوا قبضتهم الفكرية والسياسية على الناس، فلم يستجب أكثرهم وظلت الأقلية المستجيبة إما تقر بخطأ ولا تعرف تصحيحه بوضوح أو تعرفه بوضوح ولا تجد أذانا صاغية وعقول متفتحة تفكر في نصائحهم بجدية إلى أن أرسل الله عليهم صواعق خفيفة لعلهم يستجيبون فما استجابوا كذلك، حتى أرسل الله عليهم صواعق ما لها من دافع – غير الله – الصاعقة الأولى عدنان إبراهيم والصاعقة الثانية باسم يوسف عندنا في مصر.
هذا غير الصاعقة الملازمة لمن وقع في هذه الأخطاء – أو البدع في الحقيقة! -  وهذه الصاعقة هي خلو الفكر من البناء الذي أراده الله من وحيه، وهو البناء المقصود من مراد الله ولم يجعل الله النقد والهدم إلا وسيلة لإرساءه وتشييده!.
وهذا الوضع من الأوضاع التي وصفها العلامة الشيخ محمد رشيد رضا بقوله : "إن أصحاب العقول الكبيرة تعرف ما لا يعرفه أصحاب العقول إلا بعد زمن من دعوتهم إليه"

تعليقات

المشاركات الشائعة