نار المتدينين ولا جنة العالمانيين

قامت في نظري دلائل كثيرة تؤكد صحة القاعدة" نار اللمتدينين – سواء كان دينا باطلا أو حقا - ولا جنة العالمانيين" ولكن لا كبير فائدة من توجهنا بهذه القاعدة إلى المتمردين على الدين. لماذا؟ لأنه حين وقوع الناس في النيران لا يكون لعقلهم سلطة كبيرة على أفعالهم، إنما تكون السلطة لقوى الغريزة الأنانية ، والعقل حينها يفرز سيلا من الأدلة والبراهين ليدعم قوى الغريزة والعاطفة الأنانية فيظن كثير من الناس أن أحكامهم حينئذ نابعة من العقل الواعي المنظم بينما العقل غطاء يستر الأحكام الحقيقية الأنانية. يعني وقتها سوف يكون هناك قلة قليلة جدا من النخب ستخاطب أكثرية النخبة بضرورة الحفاظ على نار المتدينين ومحاولة إصلاحها لتأخذ مكانا وسطا فتستحيل دفئا ممتعا بدلا من نار محرقة، ولكن الأكثرية لا تبالي ولا تفكر في خطاب الأقلية ويكون كل سعيها هو في الانفكاك الفوري من نار المتدينين إلى أي شيء ولو كان العلمانية، وهذه الحالة النفسية هي دائما تبرير التغيرات الحادثة في المجتمعات التي تعاني من مثل هذه النيران كما حدث في أوروبا في عصور النهضة في بعض مجالات الفكر والنشاط، وكما يحدث من البشر عموما بعد قيام الساعة حينما يدعون الله أن يفرج عنهم هول الموقف وأن ينظر في أمرهم سواء كان إلى الجنة أو إلى النار!.
فحين وصول المتدينين إلى مرحلة النار في الدنيا يكون قد فات وقت الإصلاح – إلا أن يشاء الله شيئا - . إذ كان الواجب عليهم مسبقا أن يعملوا ألف حساب لكي لا يصلوا إلى هذه المرحلة بغفلتهم ، ويكون الواجب بعد ان وصلوا إليها هو أن يهب بعض المتدينين ليستدركوا الذي فات ويبدأوا من جديد بنية إنصلاح الأمر بعد سنوات

تعليقات

المشاركات الشائعة