فائدة في تكرار التنبيه على البدهيات في القرآن الكريم للدكتور محمد دراز.

أحد الملاحدة في الشبكة الليبرالية استكل هذا الموضوع فكتبت فيه هذه الفائدة :
نحن، نعلم أن الدين الاسلامي العظيم أتانا بمنظومات يكتشف العقل البشري بعضا من حكمها في أزمان وتنكشف زيادات منها في أزمان أخرى بحسب ما يفتح الله للعباد من تحصيل أدوات العلم والحكمة، فالتنبيه على البديهيات في القرآن الكريم والتكرار عليه كالنظر في أمر السموات والأرض ونحو ذلك له من الحكم العظيمة التي اكتشف الناس بعضها وما زالوا يكتشفون ، ويبقى القرآن الكريم منبع هداية وحكمة لا ينضب على مر العصور ولا تحده الأقلام ولا عقول الأجيال المتعاقبة .
وقد وجدت الدكتور محمد دراز يتكلم على بعض فوائد عن هذا الموضوع - في غير مظانها من البحث - ولكني أحببت نقلها،.
ففي كتابه" الميزان بين السنة والبدعة" حين كان يتكلم في سياق " ضروريات العقل" يقول : لا نزاع في أن ضروريات العقل متى توجه العقل(*) اليها كان أهلا لأن يستقل بالحكم فيها يقيني لا يتخلف لنبي ولا لغيره، وأن الأديان لم تجي بما يناقض هذا النوع البتة.....
(*) يقول في الحاشية: نقول" (متى توجه إليها) لأنه قد يغفل المرء عن بعض الضروريات وقد يقصر عن إدراك بعضها لكونها مغمورة بالعوائد فيحتاج إلى تنبيه عليها من الخارج، فمن يكون قد أحاط بها علما ولم يحدث فيها غفلة ولا نسيانا؟! ومن هنا جائت الشرائع لتقرير حقائق هي من متناولات الحس والبديهة في الأنفس والآفاق، والبحث على مصالح هي من مقتضيات الغريزة والفطرة، ولولا غفلة بعض النفوس عنها لكان التنبيه عليها عبثا. فانظر إلى أي حد تحتاج العقول البشرية إلى هداية الشرائع في جميع أطوارها حتى في التذكير بالحقائق الجلية. انتهى الكلام .
--------------------
ومن يصدق ومن يتخيل أن التنبيه المتكرر على هذه البدهيات في القرآن الكريم من فوائده الأخرى أنه سيلخص للبشرية طرق الاستدلال التي سيلجأ إليها أعاظم فلاسفتها عند تفكيرهم في الأسئلة الوجودية الكبرى! - وهو التفكير الذي أودى بالعالم المعاصر إلى ما هو عليه الآن من عذابات شنيعة ودمار نفسي ومادي رهيب!!! - من يصدق أن القرآن الكريم في تنبيهه على هذه البدهيات يلخص لنا مدارس هؤلاء وطرائقهم التي سيدخلون من خلالها متلمسين للصواب في الموضوع - ولكنهم لم يصيبوه لاتكالهم على أنفسهم ومن يكله الله إلى نفسه يضل ويُضل!!! - هذا ما اكتشفه الدكتور محمد دراز في كتابه البديع الأول من نوعه في تاريخ الإنسانية وهو كتاب " الدين" فبعد أن ذكر طرائق ومذاهب المدارس والفلاسفة في الأصول الالهية الدينية أعقب كلامه بالاشارة على مكان هذه الطرائق من الآيات التي تنبه وتكرر على هذه البدهيات في القرآن!! فإن لم يكن القرآن من عند الله رب العالمين كيف يتفق له هذا الوضع الدقيق عند الإرشاد إلى العقائد بما يدلك على أن واضع القرآن الكريم كان يعلم كل ما سيحدث في المستقبل بالتفصيل الدقيق إلى الآن - بل وإلى يوم القيامة - فمن سيكون هذا إلا الله رب العالمين!!!!
وهذا رابط كتاب الدين
http://al-maktabeh.com/ar/books/A00596.pdf

تعليقات

المشاركات الشائعة