هل (( الناصرية...هى المصرية))

هذا حوار دار بيني وبين أحد أساتذتنا حول مقولة ”الناصرية هي المصرية“ للدكتور جمال حمدان، فطلبت من أستاذنا الدكتور ”نصر عارف“ رأيه في رأي في الحوار، فتفضل وأجاب، وللعلم الدكتور نصر عارف من أشد المحبين للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وسماه والده ”نصر“ تيمنا بعبد الناصر، بل إن الدكتور نصر يعترف بأنه لولا ”جمال عبد الناصر“ بعد الله لما صار إلى ما هو عليه من تعليم ومهنة، بل كان زمانه فلاح عادي يعمل في الأرض! وإليكم نص الحوار ثم رأي أستاذنا.
لو لدى فضيلتك وقت أرجو إبداء الرأي في هذا الخلاف:
محاور: (( الناصرية...هى المصرية)) العبقرى د.جمال حمدان.
خالد: كيف هذا؟ فأنا لست ناصريا ولا أعرف شيئا عنها ورغم ذلك مصري.
محاور: ..وكيف لاتعرف تاريخ وطنك..وأنت المصرى؟
خالد: انا لا اقتنع بوجود فكر اسمه ناصري. لان وجود الفكر فرع عن وجود مفكر. اما عبد الناصر فرجل من رجال السياسة العملية لا السياسة النظرية. فتاريخه تاريخ رجل عملي لا فكري. وانا مهتم بالفكر وهذا ما جعلني اتأخر في معرفة الناصرية الى الآن.
محاور: ...عبد الناصر الذى كان يقرأ 18 ساعة يوميا..كيف يمكن الادعاء بأنه لم يكن صاحب فكر..وإذا لم يكن " ناصر" صاحب فكر فمن ياترى يكون ؟ ..ليس هناك فكر ناصرى..موافق..ولكن هناك عمل ناصرى ؟ اتفق الجميع على إمتيازة!
خالد: التجربة العملية السياسية الناجحة تقرأ كتجربة فترة محدودة تستحق التقدير. ولكنها لا تلزم من يريد بناء فكره . وهي لا تلزم الوطني ان يعرفها لاثبات وطنيته. ولكنها تلزم السياسي العملي ليستفيد منها لقرب الزمن بينهما. ثم ان النجاح في السياسة العملية كثيرا ما يرتبط بالصدفة وكثيرا ما يكون ضروريا طبيعيا لا دخل مباشر للناجح فيه الا إمضاء قرار، كما ان مدلول لفظة النجاح في السياسة العملية يتسع جدا حتى يفقد مدلولَه في الحقيقة، فلاتساع ارجاء المساحة المحكومة يكون النجاح الجزئي في بعض أجزائها مثبتا النجاح للرئيس، وهذا علميا فكريًا كدرجة أولى غير صادق. فهذا محمد علي كان أميا وبنى مصر الحديثة. وليس هناك اجماع حول عبد الناصر. فأنا درست في كلية اﻵداب وهي حكومية أن قرارات عبد الناصر الاقتصادية كانت لها دلالات سياسية اكثر منها اقتصادية لتثبيت شرعيته السياسية. ففي النهاية يظل أمر النهضة قائم على تقدم النهضويين فكريا قبل وبالموازاة مع نظرهم في التجارب العملية.
الدكتور نصر عارف: أستاذ خالد رأيك صحيح تماما....ولكن الفكر السياسي الذي يبنى عليه حزب أو توجه إيديولوجي لا يحتاج إلى مفكر...وإنما يحتاج إلى برنامج سياسي عملي ناجح مبني على أسس فكرية ...مثل الديجولية في فرنسا ، والتاتشرية في بريطانيا. تحياتي

تعليقات

المشاركات الشائعة