هل الإسلام هو الجهل المقدس أم أن جهل كهنته هو المقدس؟

هذه خاطرة لشيخنا حاتم العوني ثم أعقبها بتعليقي عليها:
الخاطرة: * يجعلونه عالما ثم يطلبون من الناس احترام جهله ، هو لو كان عالما حقا لما استحق جهله (فيما جهل) الاحترام ! * هناك أخطاء من جنس أخطاء العلماء ، وأخطاء من جنس أخطاء الجهلاء ، وأخطاء من جنس أخطاء الحمقى ! فلا يمكن أن يقع العالم في جنس أخطاء الجهلاء ؛ إلا نادرا ، وهي ما يكون قول العالم فيه زلة مقطوعا ببطلانها . أما أخطاء الحمقى فلا تقع من العالم أصلا ، ولو وقعت ممن يسميه الناس عالما فاعلم أنه جاهل ، ولو سماه لك الناس عالما ! وفي علم الحديث طبق المحدثون هذا المعيار ، فبعض أخطاء الرواة عندهم لا تنزل بالراوي عن درجة القبول ، وبعضها تنزله عن القبول إلى درجة العدل سيء الحفظ ، وبعضها تقدح في عدالة الراوي لدلالتها : إما على غفلته الشديدة وضعف عقله الذي يمنع عنه صفة العدالة ، وإما على اتهامه بالكذب . وقد قال الدارقطني : عن أحد الرواة وقد أخطأ في حديث : "هذا يسقط مائة ألف حديث" ، أي : لو روى مائة ألف حديث صحيحة مستوية ، ثم روى ذلك الحديث الفاحش الخطأ ، لرددنا رواياته كلها ؛ لأن ذلك الخطأ دلنا على انعدام الثقة فيه ، وعلى عدم استحقاقه للقبول . وكذلك الشأن في الفقه : رب فتوى أسقطت مائة ألف فتوى صحيحة ، لو كانت لبعضهم فعلا مائة ألف فتى صحيحة !! ولتعرفوا صحة هذا الكلام : أتحدى المدافعين عن الجهلة الذين وسموهم بالعلم ظلما أن يأتونا بمسألة واحدة للأئمة الأربعة ، من جنس أخطاء الحمقى التي وقع بعضها ممن يعظمونهم ؟! وحاشاهم من ذلك .
تعليقي: والنتيجة هي تشويه الإسلام ذاته في نظر (أهل العقول السوية وأهل التفكير العلمي من المسلمين والكافرين) وذلك بجعل "الإسلام" ذاته كبش فداء مزدوج للحمير، أحد وجهييه يُناط به الجهل فيكون هو "الجهل المُقدّس" الذي يصير الأديان خرافة إلا عند المؤمنين بها من دهمائها وعلمائها، ووجهه الثاني هو اقتيات "الحمير" على نتائج الوجه الأول، الذي يمنح الجهلاءَ شرعية ترأسهم على المجتمع الذي يكثر فيه المؤمنون بأن يناضلوا ويدفعوا عما لحق "الإسلام" (في وجهه الأول) فيردّون الجهلَ المُقدّس المزعومَ بجهلهم هم، ليتخيل مجتمعُ المؤمنين أن جهلَ علماءهم (وهو علم في نظرهم) دحض ما يُقال عن خرافة الإسلام وكونه جهلاً مقدسًا!

تعليقات

المشاركات الشائعة