أيهما أعظم المجتهد المُطلق أم المجدد؟ وهل يوجد مجتهد مطلق في زماننا؟

أحدهم سأل شيخنا العوني: سيدي الشريف حاتم العوني، هل ترون أن في عصرنا هذا من بلغ رتبة الاجتهاد المطلق؟
فأجاب أحدهم عليه: اجاب عنه الشيخ البوطي بانه لا يوجد عالم وصل الى رتبة الاجتهاد المطلق.
فقلت: ومن قال إن ما قصده علماء الإسلام الأقدمون ب "الاجتهاد المطلق" هو ما يُرجى وجوده كنموذج أمثل في عصرناالحالي؟ مثلا، المشايخ محمد عبده ورشيد رضا ومحمد دراز وابن باديس كل هؤلاء يعرفهم الشيخ البوطي ولا يرى أنهم بلغوا رتبة الاجتهاد المطلق، بينما أقول أنا إنهم وصلوا إليها! لأن الاجتهاد المطلق المطلوب اليوم هو الاجتهاد في الفكر والعقيدة والتفاعلات الاجتماعية والنفسية لا الاجتهاد الذي قصده الأقدمون وهو الاجتهاد القانوني الجزئي جدا جدا.
ألا تلاحظون أن وصف "الاجتهاد المطلق" الوارد في كتب الفقه" حاز على اهتمام وانجذاب علماءنا المعاصرين من حيث البحث عن صفاته وصفات أهله ومعايرة العلماء المعاصرين به أكثر من انجذابهم لوصف المجدد في حديث نبينا عليه الصلاة والسلام؟! لأن علماءنا يعيشون مع العلم الشرعي الذي ورثوه في كتب التراث أكثر من عيشهم مع العلم الشرعي الكائن في نصوص الوحي الأساسية وفقهها الملائم لعصرنا الذي يختلف عن فقهها الموجود في كتب التراث اختلافات يعرفها "المجددون المعاصرون كشيوخي الأربعة" ولذلك يبحثون عن صفات المجتهد المطلق ويعظمونه أكثر من تعظيمهم وبحثهم عن صفات المجدد! رغم أن الأصول الشرعية تقضي بأن يكون العكس هو الصحيح! إذ الواجب أن يكون ألفاظ نصوص الوحي ومعانيها هي الأصل الذي يكون نصب العين ليُستخدم في الرؤية والمعايرة والتصنيف! ولذلك اندرس الفقه السلفي الصحيح! وصار علماء الإسلام المعاصرين لا يفقهون إلا قليلا ولا أثر لهم في الفكر المعاصر من قريب أو بعيد (إلا في نظر الطيبين البسطاء من أتباعهم وطلابهم)!

تعليقات

المشاركات الشائعة