هل تربط الماضي بالمستقبل أم أنك تحسب الماضي شيئا إنتهى؟


ج:الإنسان كل متكامل، والماضي يجب أن يؤثر في المستقبل، ويختلف الأثر باختلاف طبيعة الإنسان، فتجد الإنسان الواحد يؤثر ماضيه السيء في مستقبله بالحسن، وإنسان آخر يؤثر ماضيه السيء في مستقبل بالسوء! كيف هذا؟ مثاله كالرجل يُضرب ضربة فيتقوى بها لأنه تعرفه نقطة ضعفه التي لم يكن ليعرفها لولا هذه الضربة فيصلحها ويخرج من الضربة مستفيدا أقوى مما كان قبلها، بينما تجد رجلا آخر تحبطه هذه الضربة وتضعفه!! كذلك ابتلاء الله لعبادة، يبتلي المؤمن ليكون هذا البلاء له تمحيصا وتربية، ويبتلي الكافر بنفس البلاء ليكون هذا البلاء له محقا ولذلك يشيع الانتحار والأمراض العصبية في بلاد الكفر وهذا تأويل قول الله تعالى حين بين الحكم العالية من ابتلاءه المؤمنين في غزو أحد { وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ( 141 ) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ( 142 )} وبقدر ما عند المؤمن من إيمان تكون استفادته بماضيه السيء ، وبقدر ما معه من فسوق وحيدة عن طاعة الله تقل استفادته من ماضيه السيء وهذا تأويل قول نبينا صلى الله عليه وسلم " عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ " وكذلك قال نبينا " التوبة تجبُّ ما قبلها" فالتوبة الصادقة تستمل على الاستفادة من أخطاء الماضي فيمحو الله بها الخاطيا ويتبقى للتائب منافعها.

تعليقات

المشاركات الشائعة