مؤمنون يؤذون مجتمعاتهم بإيمانهم من حيث لا يشعرون.

مؤمنون يؤذون مجتمعاتهم بإيمانهم من حيث لا يشعرون.
قال ابن تيمية: في "كثير من العبُّاد أرباب القلوب فإنه قد يغلب على أحدهم ما يجده من حب أو بغض لأشخاص فيدعو لأقوام وعلى أقوام بما لا يصلح، فيستجاب له، ويستحق العقوبة على ذلك الدعاء كما يستحقها على سائر الذنوب، فإن لم يحصل له ما يمحو ذلك من توبة أو حسنات ماحية، أو شفاعة غيره، أو غير ذلك. وإلا فقد يعاقب: إما بأن يُسلب ما عنده من ذوق طعم الإيمان ووجود حلاوته، فينزل عن درجته، وإما بأن يسلب عمل الإيمان، فيصير فاسقا، وإما بأن يُسلب أصل الإيمان فيكون كافرا منافقا أو غير منافق. وما أكثر ما يبتلى بهذا المتأخرون من أرباب الأحوال القلبية بسبب عدم فقههم في أحوال قلوبهم، وعدم معرفة شريعة الله في أعمال القلوب. وربما غلب على أحدهم حال قلبه حتى لا يمكنه صرفه عما توجه إليه، فيبقى ما يخرج منه مثل السهم الخارج من القوس. وهذه الغلبة إنما تقع غالبا بسبب التقصير في الأعمال المشروعة التي تحفظ حال القلب فيؤاخذ على ذلك" .
هكذا قال ابن تيمية ولو كان عاش حتى نشأة الإسلاميين الحركيين منذ عشرينيات القرن الماضي لكان قال نفس الكلام مع زيادة على صدق توجه القلب إلى الله وهذه الزيادة هي " الحركة في سبيل الله" أو ليست زيادة ولكنها بدل عبادة أرباب القلوب في زمنه، فالمثال الأول يفسد الرجلُ نفسه وغيره بحال قلبه الإيماني وعبادته، ومثلنا المعاصر يفسدون أنفسهم - أو يكسب بعضهم! - ويفسدون مجتمعاتهم - دينيا ودنيويا - بحركتهم الإيمانية الصادقة في سبيل نصرة الدين!.
ما أعظمه من دين شرع الشرائع ووضع الأوضاع على الشكل الذي لا يستفيد منه إلا العلماء لا الجهلاء ولو كانوا مؤمنين! فهذا دليل من أدلة صدق الدين، دين علمي لا خرافي كسائر الأديان المعاصرة، دين لا يجامل أحد ولو كان صادقا حتى يتحرك وفقا للعلم!

تعليقات

المشاركات الشائعة