حوار حول تعليقي على صيغة اقتراح حوار مسلم مسيحي.



حوار حول تعليقي على صيغة اقتراح حوار مسلم مسيحي.
كتبت هذا التعليق
وكلام الدكتور سامح المعلق عليه كان في مقاله هذا
حاورني في تعليقي الدكتور "كمال عبد السلام" وهو متخصص في مقارنة الأديان، ثم اشترك الدكتور سامح فوزي في نهاية التلعيقات، وهذا نص الحوار.
د كمال: الحوار حول النصوص كان بين علماء ومتعلمين يعرفون قواعد تفسير هذه النصوص وينطلقون منها والقرآن الكريم حين نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ولم تكن هناك مدارس التفاسير المشهورة وكان النبي صلى الله عليه وسلم شارحا لهذه النصوص ومطبقا لها والقرآن الكريم له طبيعة خاصة فهذا الكتاب لا تنقضي عجائبه ولا يخلق عن كثرة الرد لأنه يخاطب الناس جميعا في كل وقت وعصر ولولا هذا العقل الإنساني لما استطعنا فهم كل ما جاء به القرآن، فالعقل هو هبة صاحب الدين وقيس من نوره وبه ميز الله الإنسان وهو من أجل النعم إذا أحسن الإنسان استخدامه في البحث والاستنتاج وهو مناط التكليف ولكن فرق بين عقل وعقل، عقل تلقي أصول العلم والمعرفة ويعرف القواعد العامة التي ينطلق منها لهذا الدين أو ذاك، وعقل يفسر تبعا لهواه وطبقا لما تشتهيه نفسه أو عطل هذه الملكة بالكلية أو اخضعها لاغراضه وشهواته، وهنا أركز على أن يكون الحوار بين العلماء المخلصين للوصول للحقيقة وليس بين العوام واعتقد ان د سامح يقصد بالفهم الإنساني وهو الفهم الذي ينطلق من القيم الإنسانية التي جاءت الأديان جميعا للحفاظ عليها مثل احترام الإنسان وتكريمه وأنه سيد هذا الكون والذي سخر الله كل شيء فيه لأجله واحترام قيمة الحياة الإنسانية وقيمة ما يملك هذا الانسان وتحرص عليه وتحفظ أمنه وسلامته وعرضه وسمعته، وتلك هي القيم الإنسانية المشتركة التي تدعوا لها الأديان جميعا.
خالد:
الأستاذ الفاضل كمال شكرا لنقاشك: أقول:أولا الدكتور سامح لم يقل شيئا عن الإسلام في المقال، فهو ليس مسلما أصلا فضلا عن أن يدعي علما بالاسلام، فهو ناقل عمن يفترض أنهم درسوا الإسلام، والكلام الذي نقله عنهم الدكتور سامح صريح في نفي أي فهم مسبق من المفسرين والفقهاء والشارحين وهذا يقوله كثير من المتخصصين في علوم الاسلام من المسلمين اليوم ومعروف ومشهور عنهم، ثانيا: حين كان ينزل الوحي على نبينا لم تكن مدارس شرح الإسلام موجودة لأن نبينا أول مؤمن في الأرض، ومعلوم أن نبينا كان يجتهد ويفكر وكان الله يقرر تفكيره فيكن وحيا أو يسكت عنه فهو وحي أو ينكره ويعاتبه فلا يكون وحيا، وكان صحابة رسول الله يجتهدون بحضرته وفي غيابه وكان يصوب لهم أخطائهم في تفسير النصوص، ومن كل ذلك تبلورت علوم الدين، منذ بدأ تدوين العلوم عام مئة وكسور هجرية بعد أن دونت السنة وآثار الصحابة قام العلماء بقراءتها قراءة نقدية واستنباط القواعد منها. ثالثا: كلامك عن العقل أنت نفسك رديت عليه حين فرقت بين العقل المتعلم للقواعد والعقل المزاجي، وانطلاق الأفاضل من القواعد المجمع عليها بين الأديان والعقول لا يخلع عليهم صفة العلمية ويخرجهم من المزاجية، إلا أن يكون نقاشهم تحصيل حاصل أشبه بنقاشات مبتدأي المتعلمين، وهذا لا يصح أن يكون حالهم، لأن الواقع معقد ويتعمق المنحرفين في فهم نصوص الإسلام والاستدلال المعقد المركب، فجهلهم جهل مركب، فالواجب إذن حين نكافح هذا الجهل أن ننظر وندقق في المنهج الصحيح لفهم الإسلام الذي يتسع ويحوي المواد اللازمة لتعقب الجهالات المركبة تلك، وإلا فإن كل القيم الانسانية المجمع عليها بين الأديان تقف عاجزة تماما عند شبهة أحد السفهاء الأغرار التي تلقفها من شيخه الجاهل، فماذا عساها تجيب الإنسانيات العامة عن شبهة نسخ آيات الموادعة في القرآن بآية السيف؟ وماذا ترد حين تجد آيات قرآنية تخبر أن الكافر كالأنعام بل أضل، وآيات أخرى تزكي بعض الكفار وهم كافرون على كفرهم؟! وماذا ستجيب الإنسانيات العامة حين يأتي سفيه غر حدث السن ليقول لكم إن الإسلام كل متكامل ولا فصل بين العقيدة والشريعة والأخلاق والآداب في نصوصه؟! وماذا وماذا وماذا...؟ إذا كان هدف المتحاورين هو مجرد تسجيل موقف والسلام فلا كلام لي معهم، وإذا كان غرضهم الجدية الفاحصة بعد معرفة دقيقة بتحديات ومشكلات الوضع الراهن كما هو في الواقع (وهذا ما أفترضه في مسلميهم وإن كان فرضا بعيدا فمعرفتي بهم لا تبشر بأي خير) فأنا أناقشهم إذن راجيا أن يفتحوا لي عقولهم بالنقاش كما تفضلت حضرتك. والمشجع لي على التعليق على المقال أصلا هو الدكتور سامح لأن عقله قابل للنظر في تفكير مستجد، ولو كان كاتب المقال مسلم طرح هذه الصيغة فلربما ما تحمست للتعليق عليه أصلا. فالجدل معهم تقريبا عقيم.
د.كمال: شكرا جزيلا أستاذ خالد على اهتمامك بالرد ولكن أعتقد هناك لبس في فهم ما كتب دكتور سامح فهو يتحدث عن فهم نصين متقابلين يناقشان موضوع واحد آيات قرآنية وآيات من الإنجيل فأرجوا مراجعة كلمات المقال والدكتور سامح في هذا أيضا، وبخصوص موضوع نسخ أية السيف فهو يخالف ما أكد عليه القرآن من حرية المعتقد في آيات واضحة تمثل أصلا من أصول الدين كما أشار لهذا الفخر الرازي وتتنافي عقلا مع ان المعتقد محله القلب ولا خير في عقيدة يعتنقها صاحبها بالاكراه ولا فائدة فيها وتتنافي أيضا مع سنة التنوع التي أكد عليه القرآن بل قضية النسخ من القضايا المختلف فيها بين العلماء فمنهم من ينكرها بالكلية ويفسرها في أبواب العام والخاص والمجمل والمفصل وسنة التدرج في الأحكام للوصول للحكم النهائي وافتراضك بأن من تعرف لا يبشرون بخير فذلك أمر مرده إليك أخي الكريم ويعتمد على ظنك أم الحوار مع أهل الكتاب فقد أمرنا الله به وأن يكون بالتي هي أحسن أما نتيجة الحوار فلا يملكها احد لأنها بيد الله والهدف ينبغي ان يكون لإيضاح الحقيقة والوصول لها تقبلها أو ترفضها قضية أخرى وقد تحاور صلى الله عليه وسلم مع وفد نجران وصلوا في مسجده على طريقتهم وعادوا إلى بلادهم كما جاء وا إليه صلى الله عليه وسلم وما قلت هو وجهة نظرك ولك كل الإحترام.
خالد: نعم، مقال الدكتور سامح أنا فهمته جيدا، وعنوانه "ترميم جسور التواصل" والنقاش يتناول آيات مختارة من القرآن الكريم والكتاب المقدس، من أجل ترميم التواصل، ولكن سرعان ما يطيش الجسر بالشبهات التي سيأتيك بها الشباب الصغار المسببين للمشاكل من آيات القرآن ذاته الذي هو مادة نقاش يستهدف ترميم جسور التواصل! فالنقاش بهذا الشكل مدمر ومفخخ ومُفرِّغ لمضمونه ومعناه، أما عن الشبهة التي تفضلت ورديت عليها، فهذا هو مربط الفرس، حضرتك دخلت في نقاشات تفصيلية، وهذا هو المطلوب نريد هذا المنهج في فهم الإسلام، وإن ارتآه البعض مفصلا ومعقدا فلا يجعل جهله بالشيء دليلاً على شيء آخر! ومنذ متى كان الجهل دليلا على شيء؟ فليبتعد إذن عن الخوض فيما لا يعلم حتى ينجو من عذاب ضميره (لو كان عنده ضمير أو عقل أصلا! ههه) وربه، وينجو من إرباك مجتمعه بواسطة نقاشات بلا أصل صحيح تربك العقل الجمعي وتعوق مسيرة العلماء في تصحيح الوضع. أما عن نقاش نبينا لأهل الكتاب، فهذا ما نصيت عليه في تعليقي وفيه ذكر العلماء الأعلام بأسمائهم كتبهم ممتلئة بجدال إخواننا المسيحيين بالعلم والحكمة اتباعا لنبينا لا بالخرافة والهوى.
وأنا حديثي عمن لا يبشرون بخير، أقصد بهم المسلمين المتخصصين الطارحين لهذه الصيغة، ولم أقصد بهم إخواننا المسيحيين.
 د كمال:
كلامك صحيح الجهل ليس دليلا على شئ وهذا محل النزاع والحوار لم يكن بين جهال فكل منهم عالم بدينه ويعرف الكثير عن الديانات الأخرى كما ذكر المقال أنهم من رجال الدين المسيحي ومن الأزهر.
خالد: الإسلام كما تعرف حضرتك لا يمكن فهمه إلا بمنهج علمي، والمنهج العلمي أعمدته وأركانه أسسها علماء الإسلام الأوائل ثم من بعدهم، فهل ترى هذا هو ما قصده الدكتور سامح "بنقله"الناص المصرح بخلافه؟
د كمال: تماما هذا ما قصده الدكتور سامح وكنت أحد المشاركين في هذا الحوار وقد سعدت بحواري معك أيضا وانا بالمناسبة متخصص في علم مقارنة الأديان.
خالد: أنا أسعد بحوار حضرتك. كيف تنسب إلى الدكتور سامح قصدا باطنيا صرح هو بنقله على خلافه ونقيضه، وهذا نقله "دون حاجة إلى شرح مسبق عنه، أو اللجوء إلى تفسيرات وضعها مفسرون أو لاهوتيون أو فقهاء."؟ أعتقد أن حضرتك تعرف أن بعض المتخصصين في العلوم الاسلامية يصرحون بترك كل المسبقات الاسلامية وعلومها، فلا يستبعد أن يكون هذا هو اعتقاد من تسميهم متخصصين شاركوا في الحوار وإلا لو لم يكن هذا اعتقادهم فكيف شاركوا؟ على أي أساس شاركوا في جدل لا يؤمنون بأطره النظرية المنظمة له؟
د كمال: لأن الحوار لا يمكن أن ينطلق أصلا دون ثوابت يؤمن بها كل متحاور ويحترمها الآخر وإلا لن يكون هناك حوارا بالأساس، الأصل في الموضوع هو تفسير النص والتفسير ليس بالشيء الهين الذي يمكن أن يقوم به الجهلاء أو أن يتم دون ضوابط معروفة في كل معتقد أو معرفة مسبقة بما قيل عن النص من تفسيرات عديدة ومتنوعة من الجانبين وأيا ما كان الذي كتبه دكتور سامح فلن تستطيع أن تمحو خلفية الشخص العلمية وتكوينه الأكاديمية وتفصل بينها وبين ما يقول وما يطرحه من أفكار ورؤى وتفسيرات.
خالد: نعم، يستحيل إجراء حول عقلي أو ديني بين اثنين من البشر ما لم يكن هناك قدر ما مشترك بينهما، يعني يستحيل تصور إمكانية إقامة حوار يختلف المتحاورون في كل أطره المنظمة له، أقول كلها كلها كلها(هذا إجماع من الفلاسفة) ولذلك قال الله في القرآن الكريم لأهل الكتاب "قل يا اهل الكتاب تعالو إلى كلمة سواء" وهكذا...وأعجبني جدا كلامك هذا " الأصل في الموضوع هو تفسير النص والتفسير ليس بالشيء الهين الذي يمكن أن يقوم به الجهلاء أو أن يتم دون ضوابط معروفة في كل معتقد أو معرفة مسبقة بما قيل عن النص من تفسيرات عديدة ومتنوعة من الجانبين" ولي وقفة معه، لكن قبلا قول حضرتك هذا " وأيا ما كان الذي كتبه دكتور سامح" لا يمكن قبوله، لأن الباحث أو الكاتب شرطه أن يكون كلامه منضبطا، والدكتور سامح كاتب وباحث كبير، ومن لا يضبط كلامه المكتوب في مقالات لا يستحق وصف الباحث او الكاتب، أما عن كلامك الذي اقتبسته واعجبني وكلامك الأخير في التعليق المرتبط به، أعجبني أيضا، ولكن للأسف هو الدارس ذاته استطاع أن يمحوها وينزع عنها العلمية، وإلا فلو كانت علما لماذا لا يتمسك به؟ أليس العلم نور والعلم جميل وملزم وقاهر وقوة وو...، الحقيقة حضرتك وضعت يدك على موضع في غاية الخطورة، وهو عدم التناسق بين ما يطرحه هؤلاء المتخصصون من الانخلاع عن المسبقات، وبين كون هذه المسبقات هي سبب وجوده وسبب شهادته التي بها يسترزق أصلاً!! وهؤلاء موجودون فمثلا في مؤتمر الأزهر للتسامح المنعقد في مصر بعد تفجير كنيسة العباسية وتحدث فيه الدكتور سامح، تحدث فيه احد المشاركين بكلمة دعى فيها الى هذا المنهج الخرافي حتى قاطعه شيخ الأزهر وطلب الرد عليه!! وقاطعه الدكتور حاتم العوني لكن ترك مقاطعته لما رأى شيخ الأزهر بادر إلى الرد! وكذلك هناك أسماء بارزة عند أتباعها تدعو لهذا المنهج الخرافي! فماذا لو وجهنا لهم كلامك هذا في صيغة سؤال، كيف سيردون ويناسقون بين دعوتهم الجديدة وتكوينهم المعرفي؟ لا أعلم فالجواب يجب أن يصدر ممن يوجه لهم السؤال! ولكن الذي أعرفه عموما أنهم "مهلوسون" فالدين كما نعلم مسرح واسع للخيالات، لقدمه الضارب في التاريخ ولترسخه في النفس الانسانية حتى لو كان خرافيا بلا معنى! وبالتالي فدارسوه عرضة أكثر من دارسي غير الدين، عرضة لأن يفقدوا عقولهم ويهلوسوا بدون أن يشعروا، فمثلا قال الشيخ محمد عبده "إن من تطول فترة دراسته بالأزهر يفقد الاستعداد للعلم" واعتقد أن كل جامعات العالم هي كالأزهر أو أقل طبعا، وفقدان الاستعداد للعلم مع استمرار الفاقد في التعلم ظانا أنه يمارسه ويحصله بل وظانا أنه بلغ مرتبة عالم، هذا الاستمرار مع الفقد سينتج قطعا هلوسة وتناقضات صارخة في طيات كتاباته، تبرز جدا هذه الهلوسة إذا جادله مخالف عالم، وهذه الهلوسة نراها شائعة في الاسلاميين اليوم وفيمن يجادلهم الدكتور حاتم العوني من سلفيي السعودية وغيرهم، وأنا شخصيا لمستها في بعض من يُقال عنهم أكابر فلاسفة ومفكري الإسلام العصري في هذا العصر! حين تناقشت معهم أو قرأت كتاباتهم.
د كمال: وصلنا لنقاط الالتقاء مع التحفظ على أن الأديان مسرح واسع للخيالات وأن دارسي الأديان عرضة لأن يفقدوا عقولهم وربما تقصد الأديان البدائية والإنسانية وليست الأديان السماوية.
خالد: الحمد لله على وصولنا لنقاط الالتقاء. أما عن قصدي فهو في كل الديانات السماوية والوضعية، فكل شي قديم تكاثرت عليه العقول بالتناوش المؤمن به والكافر به، تحيطه خرافات كثيرة جدا تغطي جوهره الأصلي، ولم تحدث هذه الإحاطة المهلكة لشيء في الكون أكثر مما حدث للإسلام لكثرة المهتمين به لحفظ نصوصه الأصلية ورسوخ حضارته الأولى وشأنه العظيم في البشر المعروف إن في أثره الحسن أو أثره الضار على يد متطرفيه، هذه الاحاطة كثيرا ما تحول بين دارسه وبين أن يصل لجوهره الأصلي، فيكون عرضة لدراسة شيء هو لا يريده أصلا معتقدا أنه يبحث ما يريده، وهذا يوقعه في تدمير عقله والهلوسة.
د سامح فوزي: صباح الخير. استيقظت علي نقاش مطول بشأن المقال. جيد بالطبع. لكن أظن أن المسألة أبسط من ذلك. لم أتحدث عن منهج في التفسير أو مدرسة متكاملة في فهم النص الديني فقط حلقة نقاش يلتقي فيها مختلفون في المعتقد الديني لقراءة النص دون قراءة تفسير سابق. اظن ان ذلك يحدث في أي زمان ومكان. الله يسمح لمن يقرأ النص ان يفهمه في سياقه وحياته وتجربته. والنص تاريخيا سابق علي التفسير. هذا ليس معناه التحرر من قواعد فهم النص التي تراكمت عبر التاريخ ولكن اتاحة فرصة لنقاش خاص وهادئ حول مشتركات دينية. اظن تناقشنا كثيرا حول هذه المسألة. وكلام عميق ذكر بما لا يتلائم مع جمهور التواصل الاجتماعي. يكفي ويزيد وكل سنة ونحن جميعا بخير.
خالد: صباح النور دكتور سامح، بالطبع أنا لا أنتقدك أصلا كما أخبرت حضرتك قبل ذلك، لأنك لست مسلما ولم تدعي دعوة ما أنشأتها باجتهادك في فهم الإسلام كما يفعل مدعو التخصص، ولكني أناقش مقال حضرتك لفكرته المتواردة على ألسنة بعض المتخصصين بصفتي دارسا للإسلام بفهم علماءه العقليين لا الوعظيين، لعل البعض يجد شيئا نافعا في كلامي. قول حضرتك " الله يسمح لمن يقرأ النص ان يفهمه في سياقه وحياته وتجربته" هذا في الإسلام يجب أن يقيد بقيد "التعلم" فيبدأ قارئ النص بالتعلم من علماء هذا النص ثم يفكر فيما يلقنونه وفيما يتعلم منهم في سياقه وحياته وتجربته ليعود عليهم بما تولد في ذهنه من اشكالات أو حتى ابداعات وفتوح بديعة يتأكد منهم انها صحيحة ولا تناقضها حقائق إسلامية ذاهلة عنه، وبدون هذا القيد سيكون الإسلام قابلا لتكييف كل إنسان فرد (بغض النظر عن جهله المطلق أو تعلمه المستقيم او الخطأ) تكييفه له وفقا لسياقه وحياته، وهنا يكون الإسلام فقد صفته العلمية التعليمية (القيد السابق) ولا يكون هناك أي فائدة من إنزاله من السماء وإرسال رسول به حتى لنقول إن إنزاله وبعثه وما ارتبط وترتب على هذا الانزال هو هيصة ملهاش أي فائدة!، لأن الناس قبل إنزال الإسلام كانوا متدينن أصلا ولذلك قال القرآن الكريم {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} فأثبت لهم إيمانا، فعلام إذن نزل الإسلام وكانت كل هذه الهوجة والآثار، ما دام الايمان كان موجودا قبله، ولم يزد الإسلام بإنزاله شيئا على حرية كل فرد في تكييفه وفقا لسياقه؟ لا توجد أي فائدة وزيادة فضل تذكر في الحقيقة، ولذلك كان المقصد الأول من إنزال الإسلام هو تقرير التدين بالعلم بالتناسق مع قواعد العلم المعروفة عقليا وتجريبيا في الدنيا، وهذه هي الفائدة وفضل الإسلام على ما سبقه من تدين من نزل عليه وطالبهم بالإيمان به.وأنا سأكتفي بذلك تناسبا مع سياق مواقع التواصل، ومستعد للمواصلة مع أي صديق أو أستاذ لإستكمال الحوار على بريدي الالكتروني.

تعليقات

المشاركات الشائعة