نموذج لرؤية علماء السلف للوعظ.

نموذج لرؤية علماء السلف للوعظ.

يقول "ابن عطية" في كتابه "المحرر الوجيز في تفسير القرآن الكريم" في تفسير قول الله تعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} "وقال بعض المفسرين: الخشية رأس العلم، وهذه عبارة وعظية لا تثبت عند النقد..."

 رغم أن المقولة المنتقدة تنتمي إلى علم الأخلاق الذي هو أعظم العلوم نصيبا من تهمة عدم العقلانية والعلمية، إلا أن ابن عطية رفض المقولة رغم أنه ينقلها عن بعض المفسرين لا الوعاظ! لأنها لا تثبت عند النقد أي نقد العلم والعقل، فكيف بزماننا اليوم الذي صار فيه الخطاب الوعظي السطحي هو لاسائد؟ بل يُصدَّر هذا الخطاب الوعظي باعتباره أقوى استمساك بالدين، واعتبار من يندمج معه هو أقوى الناس تدينا في الفهم والسلوك؟! فهل يوجد تدمير للدين وللعقل أكثر من هذا الخداع؟!

ملحوظة: الوعظ في فهم صحابة رسول الله كان علما في ذاته يستحيل ممارسته إلا وفق شروط العلم والعقل، ولكن بعد انتهاء القرون المفضلة الأولى في صدر الإسلام، صار الغالب على الوعظ هو التخريف والكلام العاطفي البعيد عن العقل والعلم، وتهمة الإمام ابن عطية للوعظ بذلك مبنية على الممارسة التاريخية الغالبة لا مبنية على أن الوعظ بذاته لا يخضع للعم، وللتوسع اقرأ مقالات بعنوان "الوعظ إفتاء.. أخطر من الإفتاء في الحلال والحرام" وهذا رابطه

http://www.al-madina.com/article/262893/