حول كلمة شيخ الأزهر عن الحجاب.

حول كلمة شيخ الأزهر عن الحجاب.
أعجبني كلام الدكتور أحمد الطيب عن الحجاب إذ قال ما معناه إن الحجاب فرض على المسلمة وتركه معصية لكنه أضاف أن «المرأة التي لا تلبس الحجاب، ولكنها تحفظ لسانها من الحديث في أعراض الأخريات، مقارنةً بامرأة ترتدي الحجاب ولكنها لا تترك أحدًا وتنُم، أقل إثمًا والأخيرة أشد». فالدكتور حكيم، لأنه لو كان اكتفى بذكر فرضية الحجاب لفهم السامعون باطلا من المعنى، لفهموا ما هو غلوا في المظاهر الاسلامية، كالحجاب واللحية والنقاب، وهذا الغلو باطل شرعا لأن الله ينظر إلى العبد ويقيّمه بمجموع عمله لا بعمل مخصوص يعمله (وذلك كتقييم المدرسة والكلية لطلابها) والمسلم أو المسلمة مغموس بحكم الضرورة في أعمال كثيرة ظاهرة وباطنة، والله يقدر وزنه عنده بمجموع درجاته لا بخصوص درجة ما، ولأنه عند النظر باعتبار الأهم والمهم، سنجد الله رغم نصه على أهمية الدين كله (مظاهره وحقائقه) إلا أنه نص على الأهمية المطلقة للحقائق على الظواهر أي للأخلاق وانضباط العقل والقلب (السيرة والسريرة) على المظاهر كالحجاب والنقاب واللحية وحركات الصلاة والحج والكلام الاسلامي ، كما أوضح العلامة محمد دراز في تفسيره لوصية الله {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} وتفسيره متاح في كتاب "من خلق القرآن" على النت، وبالطبع ذلك لا يعني أن لا تبالي المرأة ذات الأخلاق والعقل النظيف بشان الحجاب، فقد تحسبه هي هينا وهو عند الله عظيم، لأن التهاون القلبي في حد ذاته عظيم عند الله ولو لم يعظُم عنده تركُ هذا المتروك بدون التهاون القلبي به، ومن هنا يحب على المسلم والمسلمة عدم التهاون بأي فرض اسلامي حتى لو مظهري، لأنه في النهاية فرض، وتفسيرنا السابق هذا هو حين نقارن الخلوقة العاقلة خالعة الحجاب بلابسته الأضعف منها خلقا وعقلا، أما لو غضينا النظر عن هذا الاعتبار المقارن، ونظرنا في شان المسلمة مع الله حين تأتيه يوم القيامة بمفردها، وفي علاقتها معه في الدنيا سنجد أن الأمر جد وخطير لتعلقه بفرض أو نهي من مناهي الله، إذ ليس هو من السنن ، وأرجو ان يكون تفكيرنا دائما تركيبيًا ذي مستويات لكي لانقع فريسة للوعي الزائف.

تعليقات

المشاركات الشائعة