الإسلام الخام والإسلام المصنّع.

الإسلام الخام والإسلام المصنّع.
طرح الدكتور "رائق النقري" استشكالا على احدى مقالاتي وسألني هل نعرف الله بمعيار تجريبي أم بشيء آخر؟ والتجريب عند الدكتور هو الأساس، فكان هذا ردي وفيه كلام عن نوعي الإسلام.
الله في  الإسلام هو ما بين القوسين (وجوده+أسماءه وصفاته+ دينه) ليس هو الوجود فقط، هو محصور بما بين القوسين، ولو كان محصورا فيما دون ما بين القوسين لما جازت معرفته بمعيار تجريبي امبيريقي ولجاز أو وجب نفي وجوده بهذا المعيار، ويكون حينها طريق إثباته هو عاطفي فقط، الله الحق إذن ما بين القوسين، فكيف نعرفه ونثبته؟ سنجد له مستويان اسميهما (الإسلام الخام) و (الإسلام المُصنَّع) الخام هو ما بين القوسين، وذلك الخام هو كل واحد مركب من مستويين (مستوى لا شخصي محض، ومستوى لا شخصي بشري) اللاشخصي المحض هو الوحي الذي القاه جبريل على نبينا، واللاشخصي البشري هو ما عناه نبينا بقوله في منهج فهم الدين القويم "مثل ما  أنا عليه اليوم وأصحابي" أي فهم إجماع علماء الصحابة  للإسلام، وهذا اللاشخصي البشري يتشابه مع مفهوم "المجتمع" عند "إميل دوركايم" والذي أراد به التفصي والانخلاع من الفرد والشخص حتى لو كان هذا الشخص هو دور كايم أو كانت أو هيوم او لوك بعقولهم الجبارة،  وهو الأساس الذي أقام عليه علم الاجتماع، هذا الاسلام الخام إذن خصيصة مستقلة عن (الفرد الشخص) يمكن أن تكون موضوع درس وبحث فيها من داخلها، ومن أبنغ القادرين على فحص هذا الموضوع في عصرنا الحديث بخلاف القديم (فأئمته معروفون ومشهورون) هم "الطاهر ابن عاشور وحاتم العوني"
المستوى الثاني هو "الإسلام المصنع" وهذا هو المقصد الأول الأعظم من بعثة نبينا، هذا المستوى محله إذا أراد مفكر ما أن يتناول (الإسلام الخام) بيديه ويلقي به في الواقع الطبيعي ليؤثر فيه ويتأثر، إذا حدث هذا الالقاء كان هو ما نسميه "معرفة الله" فالله يُعرف ويُختبَر ويتعاطى معه على أسس إمبيريقية، أي معيار تجريبي، ومن أعرفهم نبغوا في (الإسلام المصنع) في عصرنا هم محمد عبده ورشيد رضا وعبد الحميد ابن باديس ومحمد دراز، وكتبت عن كلا المستويين (الخام والمصنع) مقال عنوانه" نظرات حول شيوخي 1"

تعليقات

المشاركات الشائعة