تعليق على اﻷطروحة المعرفية عند الدكتور رائق النقري، وردود (1).



تعليق على اﻷطروحة المعرفية عند الدكتور رائق النقري، وردود (1).
الدكتور الفاضل رائق النقري: قرأت دراسة الدكتور عمار عياش ﻷطروحتك في نظرية المعرفة، وأطروحة حضرتك مفيدة جدا وصادقة في نظري، لأنها تشرح الواقع كما هو، وأذكر هنا ما قاله علماء الإسلام حين تحدثوا عن مبحث حكم الأشياء قبل نزول الشرع، ومبحث تعبد نبينا قبل بعثته على أي طريقة كان يتعبد؟ فردوا على من أجاب عن هذين السؤالين بأن العقل يتكفل بإنجازهما، قالوا إن العقل لا يعرف شيئا! هذا يتشابه مع ما توصلت إليه، فهي نظرات تلائم الواقع الكائن حقا، شرحته بمناهج معتبرة محترمة، فهي كنظرية دارون وأمثالها مثلا، لكن خلافي (وهو خلاف ناشئ عن تبصُّري بقارتي الذهنية لا خلافا ناشئا عن تبصري بخلل نظريتك وقارتك الذهنية) فلا أرى خللا في نظرياتكم إطلاقا، بمعنى أنه ليس بإمكانكم أحسن مما فعلتم حين مددتم نظريتكم في مناطق لا تطالها في الحقيقة (إلا لو قلتُ أنه كان لديكم خيار آخر وهو معرفة أن هذه المناطق  مستغلقة عن الفهم) ولا أعلم حظ هذا الخيار من لفت انتباهكم إليه حين أنتم منغمسون في شرح معرفتكم، وحقيقة خلافي هو أني بمقتضى الطريق المعرفي الذي قطعت فيه شوطا، أرى ان المناطق الفكرية المتعلقة بالدين ( وهو في اعتقادي الإسلام الحق) ومشتملاته الفكرية، أنتم مددتم إليها يد نظريتكم لتشرحها، وهذا خطأ، نعم هناك تشابه بين (قارتكم) وبين تلك المناطق، تشابها يسمح بالتفاعل الايجابي الشارح بينهما من السطوح حيث تتلامس سطحهما بالتشابه ونحوه من عمليات التفاعل، أما أن تمتد يد نظريتكم إلى داخل تلك المناطق لتفككها وتشرح طبيعة الحركات والديناميكيات الجارية داخلها عبر تفكيكها ذريا إلى كل ذراها حتى الذرة الأولى، فهذا غير ممكن لأن هذا المطلب الداخلي يحتاج إلى جهاز بصري مختلف عن الجهاز البصري في نظرياتكم، فالطريق الذي أسير فيه هو وحده الذي فيه ذلك الجهاز البصري، وهو يتفاعل معكم عن طريق السطح الخارجي جدا لقارتنا وقارتكم، وعن طريق السطوح الداخلية لقارتي وقارتكم، للتشابهات المعتبرة كونا وشرعا {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} فمثلا أنا أرى تلك الفقرة لإميل دوركهايم هي رادة على نظرية دارون وأمثالها من نظريات حاولت مد سلطانها في قارات وفجوات لتبصرها من الداخل بلا طائل"نحن نكاد نجهل، حاليا، جهلا تاما، لا أقول الأسباب التاريخية وحدها لنظمنا الأخلاقية، بل إننا لنجهل كذلك أكثر العلل الغائية التي تبرر وجود أغلب هذه النظم في الوقت الحاضر أيضا، وقد يكون الاعتراف بالجهل في هذه الحال، أفضل عونا لتلاميذنا، من التستر على ذلك، خلف تلك الشروح الصبيانية الساذجة، التي طالما استهوت فضول أولئك الشباب وخدعتهم عن أمرهم خداعا سخيفا" وطبعا طريقي لا يسفه طريقكم، بل يتعاونان والعلاقة بينهما (من حيث اختلاف قارتي وقارتكم) أعبر عنها بقول حضرتك :"إن القول بوجود معرفة صحيحة وأخرى أصح يعني الدعوة لإزالة التعصب الفكري الذي يؤدي إلى ..."
أما العلاقة بينهما (من حيث قارتي وحدها) فهي كما سبق تُضاد مد يد النظرية إلى مناطق ليس لها أن تطالها، لكن ذلك التضاد جانبي لكم فلن يضايقكم إذ لا يطلب منكم الاعتراف بسفه فكركم أو خرافيته مثلا كما يطلب "تضادي" من اكابر الفلاسفة والاجتماعيين والسياسيين في بلادنا، لو كان تضادي يستلزم منكم هذا المطلب، لكان من بأب أولى استلزمه حين اتفاعل مع فلاسفة الاجتماع الأوروبيين كإميل دوركهايم، إذ علمهم لا يمد يده فقط في مناطق لا تطالها وفقًا لخلقة تلك اليد، بل إنهم خلقوا هذه اليد ابتداء وخصيصا لتتركز في تلك المناطق، لأن طريقي الإسلامي يضاد غيره (لو كان ذلك الغير يسير في طريقه عملا بأفضل الامكانيات المتاحة إليه كحالكم وحال فلاسفة الاجتماع الأوربيين الكلاسيكيين) تضاده على مستوى المركبات لا على مستوى مقومات وأفراد المركب، فهو تضاد يُبقي على الأفراد والمقومات لكن يغيرها كيفيًا ليُحدث بهذا التغير تضادا على مستوى المركب، فهو تضاد لطيف هين لين في وسيلته وطريقه الذي يتحقق من خلاله، لا يشق على كاهل  الطرف الآخر فينفره من الاستفادة والإفادة والاقتناع (وهو ذو أثر هائل خطير فورَ تحقُّقه من حيث أثره في مسار الفكر والعمل) وليس كالتضاد بمعناه الشائع البشع المقزز المنفر عن التعاون الايجابي الفعال يقول الدكتور محمد دراز :"هذا الطابع الذي تتسم به العقيدة الإسلامية، وهو طابع الانصاف والتبصر الذي يتقاضى كل مسلم ألا يقبل جزافا ولا ينكر جزافا، وأن يصدر دائما عن بصيرة وبينة في قبوله ورده، ليس خاصا بموقفها من الديانات السماوية، بل هو شأنها أمام كل رأي وعقيدة، وكل شريعة وملة، حتى الديانات الوثنية نرى القرآن يحللها ويفصلها، فيستبقي ما فيها من عناصر الخير والحق والسنة الصالحة، وينحي ما فيها من عناصر الباطل والشر والبدعة"
خالد المرسي
حوار مع الدكتور "رائق النقري" في رفض منهجي أو اعتباره قيد الفحص.
قلت  للدكتور رائق لا يحق أن ترفض طريقي، يجب أن يكون قيد الفحص بالنسبة لك، فعارضني وقال ما معناه: ضبط فهم الفهم أولا قبل أن أعتبرك، وها أنذا أحدثه في عملية الفهم على مستواه المتقدم علميا، قلت لك إني أتيتك بدين يختلف عن الدين الذي ثبت بطلانه عند الغرب، ثم أتيتك بنوع منه غير موجود عند علماء الإسلام المعاصرين عدا شيوخي، وهو الإسلام المُصنَّع، فيجب أن يكون لديك قيد الفحص ولي عليك أدلة عدة، منها أنك  تتحدث من منطلق تجريبي كما تقول (جبر وهندسة وبرمجيات وحيوية) و"ديفيد هيوم" حقق مسألة التجريبية في كتابه "تحقيق في الذهن البشري" وهو مقنع كما يقول برتراند راسل، يقول هيوم إن ما تسميه السبب والنتيجة القائم عليهما عمليتا الاستنتاج والاستدلال (والسبب والنتيجة هما أساس العلم البشري برمته) لا برهان ولا فكرة فيهما إطلاقا (على عكس ظن الفلاسفة قبله) ويضرب المثل بأن إذا رأيت كرة بلياردو تندفع بحركة دفع من كرة قبلها، لا تستطيع تكوين فكرة عن السبب والنتيجة (حركة الدفع) من هذه المشاهدة المفردة التي رأيتها لأول مرة غير مسبوقة بما يشاكلها، فمن أين تأتي هذه الفكرة، كيف يعمل الذهن لتكوين هذه الفكرة؟ وهو طمع ببحثه أن يكون حلقة ضمن حلقات يكملها من بعده، ليتوصلوا إلى إجابة مقنعة لهذا السؤال أو يصلوا إلى أن إجابته مستغلقة على الفهم، يقول هيوم مخالفا لمن قبله (الذين يدعون نشوء هذه الفكرة في الذهن من اول مشاهدة) يقول إنها نشأت بفعل العادة، أي حين اعتدنا على رؤية هذه المشاهدة كثيرا في تشاكلها واقتران الموضوع الأول (حركة الدفع) بالموضوع الثاني (تحرك كرة البلياردو الثانية) أطلقنا لفظ السبب والنتيجة، أي  العادة في رؤية الحوادث المتشاكلة باقترانها هي التي كونت في أذهاننا ما ندعوه (السبب والنتيجة) لا أن السببية بذاتها فكرة وبرهان، إذن فأنت تحدثني وأنت عار عن البرهان، ليس معك إلا العادة، الأمر الذي يحتمل معه أن تغير الطبيعة من قوانينها في المستقبل، فبم تتشدد عليّ بمنهجك وترفضني؟!
دليل آخر: أنا أتيتك ب (غيرٌ لا يتعارض مع علمك التجريبي) ولا يصح لك أن تتشدد في رفض ذلك "الغير..."إلا إذا كنت فحصت كل ما هو "غيرا" بالنسبة إليك، وتيقنت من أن أي "غير" يجب أن ترفضه، وهذا ليس في طاقتك لأنك لا تعلم كل العوالم ولا تستطيع حسابها (الله وحده هو الذي يقدر على ذلك) بل إنني وأنا منهجي إلاهي في أصوله يقيني وظنياته تتمتع بظلال تلك اليقينيات، لا أجرؤ على أن أرفض كل "غير لم يثبت بطلانه في السابق" والسبب في ذلك أن منهجي كما قلت لك في تعليقي على أطروحة د . عمار عياش، يتضاد مع "غيره" على مستوى المركبات لا الأفراد، ولولا تلك السمة لاستغنيت وطغيت {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى، أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى} وكأن الله بتشريعة هذا يريد ممن يسير على منهجه أن لا يستغني عن غيره، فإذا جاءه "غير" تثبت وتفاعل معه ليأخذ ويعطي ويقبل ويرفض، إذن لا يصح لك أن ترفض "غيرك مما لم يثبت البحث تعارضه مه علمك التجريبي" بهذا الشكل، هل وفقت في ضبط عملية "فهم الفهم" التي قلتَ إنك تحتاج ضبطها قبل أن ترى منهجي قيد الفحص ولا يستحق الرفض؟
حوار مع الدكتور "رائق النقري" في رفض منهجي أو اعتباره قيد الفحص (2)

أحاول مرة ثانية تحديد عملية فهم الفهم بيني وبين الدكتور رائق النقري.
أنا أشعر من تعليقات حضرتك أنك ترى التفكير العقلي مجرد اوهام غير علمية، وهنا أقول إنه بمقتضى اعتقادك التجريبي يلزمك خياران لا محيص عنهما اطلاقا، أولهما مستحيل عليك التزامه، وثانيهما هو الواجب عليك التزامه والتزام مقتضياته، بيان ذلك كالآتي: مبادئك ونتائجك التي أقمتها من علمك التجريبي إنما أقمتها فقط بواسطة عملية تفكير وتأمل لا بتجريب، حين تحدث هيوم في كتاب "تحقيق عن الذهن البشري" وذكر التمييز المقام بين العقل والتجربة، ذكر عدة علوم منهاالأخلاق والسياسة والفيزياء ثم قال "فنحن لو تأملنا تلك الحجج التي يزعمون أنها، في علم من العلوم التي تقدم ذكرها، من خالص عمل الاستدلال والتفكر، لوجدنا أنها تنتهي بآخرة إلى نحو مبدأ عام أو نتيجة عامة لا يمكن تعليلهما إلا بالملاحظة والتجربة. إن الفرق الوحيد الذي بينهما وبين تلك القواعد التي يقدر الجمهور أنها حصيلة التجربة  الخالصة هو أن المبدأ العام والنتيجة العامة لا يمكن إقامتهما من دون عملية تفكير وتأمل ما كنا لاحظناه، تبينا لحيثياته واقتفاء لآثاره" وهذا أمر واضح جدا ولا يحتاج لكلام هيوم، وهذا يعني أنك بتحقيرك من التفكير العقلي تضرب أساسك من أساسه، تضرب علمك التجريبي كله لأن نتائجه ومبادئه لا يمكن إقامتها بدون "عملية تفكير وتأمل..." ومن ثم يلزمك أحد أمرين
1- تبني مذهب "الريبية الهدامة" الهدامة لكل نظر، فتعلن الاستقالة عن كل ممارسة فكرية مدفوعة الأجر، ولو تناسقت مع نفسك لأوقفت عقلك عن أي ممارسة فكرية تطوعية غير مدفوعة الأجر، وهذا قطعا لا تلتزمه
2- تنتبه إلى أنك تحت إغراء العلم التجريبي وتقدمه، وقع حيف في ميزانك الذي يقيس العلاقة بين ذلك العلم التجريبي وذلك التفكير العقلي التأملي، إذ قطعا بينهما علاقة أساسية كما تقدم، هذا الحيف لصالح العلم التجريبي على حساب التفكير التأملي، انتباهك هذا يلزمك بأن إذا رأيت أحد الناس يزعم أن لديه دراسة جادة تميز بين حدود كل من العلم الطبيعي أو التجربة في العالم الخارجي عن الانسان والداخلي فيه، وبين عالم العقل والتفكير التأملي، وتمييز بين سلطان كل منهما وحدوده في البحث، وتميز بين طبيعة وقدرة الجهاز البصري لكل منهما على إبصار الأشياء، إذا عرفت أحدا كذلك عليك أن تطالع دراسته وتبقى عندك قيد الفحص، كمثلي لما أتيتك ب "الإسلام المصنع" وكمثل "إميل دوركهايم" حين أبطل مزاعم علم النفس الإحيائي في كتابه "علم اجتماع وفلسفة" متاح على النت ارجو قراءة هذه الدراسة فيه
فقط أريد أن يكون الأمر قيد الفحص عندك، ولا أطمع في إقناعك ، فقط قيد الفحص، وهذا يكفي جدا، بل إنك لو كنت برفضك "الإسلام المصنع ومسبقاته" كافرا عند الله، لأنقذك من الله موقف "قيد الفحص" لو تبنيته، ولا يرهقك الله، وسيكتفي منك بهذا الموقف ولن يلزمك بالتصديق والتبني، لأن الله يحب العذر، كما أن موقف قيد الفحص لازم تقديس الحقيقة والمعرفة العلمية (بغض النظر عن الكفر والإيمان)
هذه ردودي على تعليقات للدكتور حول مقال لي بعنوان {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}
أستاذنا الفاضل: شرفتني بتواضعك وتعليقك على صفحتي.
بخصوص تعليقك الأول، فكله مصطلحات خاصة بك أحتاج لفهمها، وأنتظر أن يأتيني كتاب فضيلتك الذي فيه نظريتك لأفهمه وأرسل لك تعليقاتي عليه.
وللدكتور تعليق ثان فحواه أن هذه الآيات مفصلة فلا يحتاج المفكر المسلم إلى إتعاب نفسه بتفصيلها وتبيينها هو، وانتقد كون أغلب الشريعة عموميات لأنها ستكون معمية وغير واضحة، فهذا ردي:
وبخصوص تعليقك الثاني: فهي ليست مفصلة، لأن قول الله {فُصِّلَتْ} يُفهم في سياقه مع بقية الوحي، والوحي كله عام، ولذلك قال العلماء إن أغلب الوحي ثبت بعموميات، تحتاج إلى تفصيل بواسطة وسائل البشر العقلاء، وغير "الأغلب" يقصدون به نصوص الوحي المتعلقة بصفات الله، التي تفهم من غير حاجة إلى ضمها إلى نصوص الوحي الأخرى، أما الأغلب فلا يفهم إلا بضمه إلى نصوص الوحي الأخرى، لأن الوحي كله كخطاب واحد متناسق مترابط، إذن {فُصِّلَتْ}  في الآية مراد بها التفصيل بالنسبة إلى افتراض عدم وجود الوحي، فالأمر نسبي إذن، هو مفصل بالنسبة  إلى عدم وجوده، وهو عمومي بالنسبة إلى حاجة البشر إليه إذا أرادوا فهمه.
وبخصوص تعليقك الثالث المتعلق بمعيار فهمنا ومعرفتنا لله أتجريبي هو أم شيئ آحر؟: المعيار هو تجريبي امبيريقي قطعا، فالله في  الإسلام هو ما بين القوسين (وجوده+أسماءه وصفاته+ دينه) ليس هو الوجود فقط، هو محصور بما بين القوسين، ولو كان محصورا فيما دون ما بين القوسين لما جازت معرفته بمعيار تجريبي امبيريقي ولجاز أو وجب نفي وجوده بهذا المعيار، ويكون حينها طريق إثباته هو عاطفي فقط، الله الحق إذن ما بين القوسين، فكيف نعرفه ونثبته؟ سنجد له مستويان اسميهما (الإسلام الخام) و (الإسلام المُصنَّع) الخام هو ما بين القوسين، وذلك الخام هو كل واحد مركب من مستويين (مستوى لا شخصي محض، ومستوى لا شخصي بشري) اللاشخصي المحض هو الوحي الذي القاه جبريل على نبينا، واللاشخصي البشري هو ما عناه نبينا بقوله في منهج فهم الدين القويم "مثل ما  أنا عليه اليوم وأصحابي" أي فهم إجماع علماء الصحابة  للإسلام، وهذا اللاشخصي البشري يتشابه مع مفهوم "المجتمع" عند "إميل دوركايم" والذي أراد به التفصي والانخلاع من الفرد والشخص حتى لو كان هذا الشخص هو دور كايم أو كانت أو هيوم او لوك بعقولهم الجبارة،  وهو الأساس الذي أقام عليه علم الاجتماع، هذا الاسلام الخام إذن خصيصة مستقلة عن (الفرد الشخص) يمكن أن تكون موضوع درس وبحث فيها من داخلها، ومن أبنغ القادرين على فحص هذا الموضوع في عصرنا الحديث بخلاف القديم (فأئمته معروفون ومشهورون) هم "الطاهر ابن عاشور وحاتم العوني"
المستوى الثاني هو "الإسلام المصنع" وهذا هو المقصد الأول الأعظم من بعثة نبينا، هذا المستوى محله إذا أراد مفكر ما أن يتناول (الإسلام الخام) بيديه ويلقي به في الواقع الطبيعي ليؤثر فيه ويتأثر، إذا حدث هذا الالقاء كان هو ما نسميه "معرفة الله" فالله يُعرف ويُختبَر ويتعاطى معه على أسس إمبيريقية، أي معيار تجريبي، ومن أعرفهم نبغوا في (الإسلام المصنع) في عصرنا هم محمد عبده ورشيد رضا وعبد الحميد ابن باديس ومحمد دراز، وكتبت عن كلا المستويين (الخام والمصنع) مقال عنوانه" نظرات حول شيوخي 1" لا أتمكن الآن من نسخ رابطه من مدونتي لفضيلتك للاطلاع، فلو نظرية فضيلتك الحيوية كانت حقا شارحة وواصفة بصدق  لحركة  الطبيعة بمشاكلها ومزاياها حتى مشاكلها المرتبطة والمتعارضة مع ما يسميه الناس "الله او الدين" لكانت هي ضمن أسلحتي في معرفة الله الحق وتقرير نظريته الإسلامية، ولن تكون معارضة، ساكون انا متفاعلا معها تفاعلا ايجابيا لا سلبيا.


تعليقات

المشاركات الشائعة