حول قراءاتي لفلاسفة أوروبا المحدثين.

حول قراءاتي لفلاسفة أوروبا المحدثين.
وكأني بعلماء الاسلاميين الذين يسيرون في فهم الدين على طريقة الخوارج يستنكرون عليّ  استددلالي واستئناسي بكلام فلاسفة أوروبا المحدثين، ويتهمونني بالانهزامية أو التغريب، أقول لهم أنا أقرأ لهم قراءة الناقد الذي يميز الصحيح من الباطل، والصحيح عند هؤلاء الفلاسفة كثير وبالأخص في الفلسفة الحديثة عنها في القديمة، لأن الحديثة موضوعها الواقع على خلاف القديمة كان موضوعها السماء، وهؤلاء الفلاسفة وإن فقدوا الدين الحق إلا أنهم لم يفقدوا عقولهم والقدرة على إعمالها لتحصيل علوم مفيدة، فهل يستنكرون علي استفادتي بجههدم العقلي؟! ألم نعرف صدق نبينا بالعقل؟ ألم يفهم الدين بالعقل؟ إذن فالعقل ضروري ولا يعارض الإسلام، ولذلك زكى الله الفلاسفة الكفار من الأمم الأخرى كما في قوله تعالى {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ } يقول البغوي في تفسير "أولو بقية" أي : أولو تمييز، ويقول الطبري : أي: ذو بقية من الفهم والعقل، ويقول رشيد رضا في تفسيره إن "هربرت سنبسر" كمثال من هؤلاء البقية، وسبنسر من أعظم فلاسفة الاجتماع المعاصرين، ثم إن هؤلاء الجهال بمذهبهم هذا يتورطون في إنكار إمكانية دعوة هؤلاء الفلاسفة وباحثي مدارسهم والمتأثرين بهم من المثقفين (وهم كل مثقفي الكرة الأرضية اليوم!) إلى الإسلام، لأن دعوة الآخر للإسلام غير ممكنة إلا إذا كان هناك بقية مشتركة بين الطرفين تكون أساسا لإقامة الدعوة الجديدة وعقد نقاش وحوار في شأنها! ولموضوعنا أبعاد ضرورية أخرى لا يتسع المجال لطرقها. 

تعليقات

المشاركات الشائعة