إبراهيم عيسى لم يسخر من آيات القرآن الكريم!


استأت جدا مما فعله البعض حينما رفع مقطع فيديو على النت ظهر فيه الأستاذ ابراهيم عيسى وهو ينتقد سياسة الرئيس محمد مرسي وكان مغضبا جدا فأورد آية قرآنية في كلامه هذا مما جعل البعض يخرج المقطع ويعنونه بهذا العنوان" إبراهيم عيسى يسخر من آيات القرآن
" وأنا أنصح إخواني بأن لا يستعجلوا ويفسروا المواقف تفسيرا يصب في توريط الناس في الكفر وليس عندنا دليل يقيني على ذلك، كان منهج نبينا – صلى الله عليه وسلم – هو العدول عن معاملة الناس – فعلا واعتقادا – بما يقتضيه الخطأ – سيما الكفر – ما لم يكن تيقن قيام ذلك المقتضى بهم، فلو توفر له ظن أو غلبة ظن لا يعمل ولا يعتقد بمقتضاه ما لم يتوفر له اليقين، وهو في ذلك يتعامل مع البشر بمقتضى النسبة الحقة المشروعة بين الرحمة الغضب الالهي. وهذا أثر من سيرته كمثال على ذلك ما في صحيح البخاري ومسلم: عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، أَنَّهُ قَالَ : لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ دُعِيَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَثَبْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ أَتُصَلِّي عَلَى ابْنِ أُبَيٍّ وَقَدْ قَالَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا - أُعَدِّدُ عَلَيْهِ قَوْلَهُ - فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ فَلَمَّا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ قَالَ إِنِّي خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي إِنْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ فَغُفِرَ لَهُ لَزِدْتُ عَلَيْهَا قَالَ فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَمْ يَمْكُثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتِ الآيَتَانِ مِنْ بَرَاءَةٌ {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} إِلَى {وَهُمْ فَاسِقُونَ}
وفي حالة الأستاذ ابراهيم عيسى لا نستطيع أن نتيقن أنه يسخر من كلام الله، كيف والمسلمون متفقون على اجلال كتاب الله! ولم يُعرف عن ابراهيم عيسى مثل ذلك بل هو يجل النصوص ويستشهد بها ويجل من يراهم علماء دين ويدعو لسماع كلامهم كشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وكالشيخ محمد الغزالي ونحوهم، فكيف تعتقدون أنه استهزأ بكلام الله – أي قام بقليه معنى الاستهزاء بالقرآن واستقر فيه – وأنتم تعرفون عنه إجلاله لهذه الحدود؟! اتقوا الله ولا تكونوا عونا للشيطان على اخوانكم واستمسكوا بهدي نبينا.
وانا أود التوسع في تفسير حالة الأستاذ ابراهيم عيسى التي رأيناها في الفيديو لتزدادوا يقينا ووعيا بما قلت.
في علوم النفس يتكلم العلماء عن حالات يرتبط ويلتصق فيها مكان ما بشعور ما يحسه الإنسان التصاقا متكررا فينتج عن هذا التكرار هياج هذه المشاعر – سعيدة أو كئيبة – في قلب نفس الإنسان دون أن يكون لها أي باعث سببي من ظروفه الواقعية الحاضرة حينها، أي : لا لشيء إلا لأنه ذكر المكان أو الظروف التي تكرر التصاقها به حين أحس بهذه المشاعر قديما، هذا معروف في فروع كثيرة من علم النفس وبرمجات الأعصاب. فتنزيل هذا التفسير على واقع الإسلاميين في تجاربهم مع غيرهم مشهود ومعروف لدى من عايش تجاربهم، نحن الإسلاميين ملتصقون جدا بنصوص الدين ( الوحي الإلهي)  وبرموزه شعارا وجهادا وقولا ومن أجله نحيا ونموت ونجاهد سياسيا ودعويا كما هو مشهور في أدبيات الإسلاميين، ولما قد كان الأمر كذلك كان المفترض من هؤلاء الإسلاميين أن يدرسوا من علوم الدين ما تتطلبه ميادين العمل المختلفة التي يعملون بها – فكريا وحركيا - كما كان هو حال من سبقنا من المصلحين من علماء السلف والخلف وكما هو حال كل المصلحين الغربيين الذين علموا على إصلاح المجتمع بمنهج نظري أو بأيدلووجية ما مثل مفكري الغرب وفلاسفته في عصر النهضة الأوروبية الذين قامت على أكتافهم الثورة الفرنسية وبهم بنى الغرب حضارته المعاصرة، ولكن للأسف لم يفعل الإسلاميون
ذلك  ووقعوا في أخطاء كبيرة وتقصير عريض في هذه الناحية فنتج من ذلك أن كان أداءهم الجهادي – في ميادين عملهم المختلفة- أداء سيئا جدا وسطحيا وقاصرا جدا؛ بينما هم في كل وقت من أوقات أداءهم ملتصقون  بهذا بالوحي المطهر !، ولما كان أداؤهم هذا يستفز الخصوم السياسيين و يستفز الناس العاديين – إذ المرء عدو ما يجهل و لم يكن الاسلاميون يسطيعون إقناع الناس بأداءهم ولا بوجه التصاقه بالوحي المطهر-.
 فبيّن جدا أن هذا الوضع يحدث تناحرات وإحن ومناوشات متلاحقة سيما مع وتيرة الحياة اليومية السريعة في زماننا فضلا عن التوترات العصبية التي ابتلينا بها في عصر العولمة سيما زماننا هذا وحالة بلدنا الحاضرة – والعام الواحد من تلك الثلاثة يكفي لحدوث النتيجة هذه فكيف باجتماع العوامل الثلاثة؟-، مما قد يجعل أحاد الفريق المقابل يزل في أثناء تعبيره عن خلافاتهم وممارستهم الخصومة والمناوشات هذه ويدخل شيا مما التصق به الإسلاميون من نصوص الوحي أو الآثار أو الرموز القادة أو الأدبيات، يدخل شيئا من ذلك أثناء تعبيره عن الخصومة وهو حين يدخل شيئا من ذلك لا يقصد استهزاء بالله أو بدينه ولم يقم بقلبه أي معنى من ذلك، بينما يظن الجاهل أو رديء المعدن من الإسلاميين أنه يهزأ بالوحي لأن هذا الجاهل لم يتفقه في الدين الذي يحتاجه في ميدان عمله ولم يتعمق في أحوال البشر وطبائعهم وقد قال ابن تيمية : " يحتاج المتدين الورع إلى علم كثير بالكتاب والسنة والفقه في الدين، وإلا فقد يفسد تورُّعُه الفاسد أكثر مما يصلحه.
 يخرب بيت شيطانك يا ابراهيم عيسى لقد استهواني أن أكرر مشاهدة لقطة السلطانية لأستغرق في الضحك
أرجو أن لا يستمر هذا الاستهواء كثيرا
وقد كنا قررنا جواز هذا الاستهواء بشروط في هذا الرابط
http://elmorsykhalid.blogspot.com/20...g-post_31.html

"

تعليقات

‏قال malek
سبحان الله لماذا يكابر اذاً لماذا لا يخرج علينا و يوضح مقصده؟ مع انه اخطأ بلا شك و خطأه واضح لكل من يفهم في اللغة اولاً قرائته لـ الأيات ليس فيها توقير و حراكات جسمه زادت الطين بلة ثانياً تحريفه لـ معنى سلطانيه على سبيل التهكم بـ مرسي الى سلطانية و هي اناء الشوربة ثالثاً خطأه في قراءة الأيات (هاام اقرؤا كتابيه ) و التعقيب وراها فوراً بكلمة سلطانيه مع انها ليست في السياق ابداً فهي في سياق حال المؤمن يوم القيامة و الصحيح ان يقول ( ياليتني لم اوت كتابيه و لم ادري ما حسابيه ... ) الا اخر الآيات و اخيراً : ان كانت ثورتكم و حياتكم الدنيا و حرية زائفة ترجونها احب اليكم من الله رسوله و كتابه فتربصوا حتى يأتي الله بـ امره .. اصلح الله امركم اصبح القرآن يقراء بدون توقير و اصبح من ينطق بـ الحق و بكلام ربه تاجر دين منافق و بذيئ اللسان انسان واضح و يتمتع بـ الصدق و الشفافية لكي الله يا كنانة الله في ارضه لا اخشى عليكي الا هؤلاء
‏قال خالد المرسي
أخي الفاضل: نسيت أن أقول أنني أخطأه في أسلوبه من حيث قلة التوقير ونحو ذلك - ظنا مني أن قصدي مفهوم - فأنا إذن أتفق معك في ك ما ذكرت ولكني أختلف في أنه لا يعني قيام معنى الاستهزاء بالقرآن في قلبه! لأن هذا معناه التكفير من الملة ولا يُعذر بجهل اطلاقا!
العارف بفقه الدين وبأحوال الناس يحمل هذه الأوضاع على الخطأ وقلة التربية التي يعاني منها حتى المتدينيون لا على معنى الكفر والاستهزاء بالله رب العالمين!.
ابراهيم عيسى لم يكن يفسر قرآنا حتى تحمل أسلوبه على تعمد الاستهزاء والتنقص الذي باعثه الاستهزاء بكلام الله على هذا الشكل الذي حملته عليه.
كان لي أحد أقربائي من زمان حينما ذكرت سورة الكرسي أمامه قال لي ضاحكا " مفيش آية الطربيزة" ونحو ذلك يرد من العوام من لم يتأدب بأدب الاسلام مع المقدسات فهل يعني ذلك قيام معنى الاستهزاء في قلوبهم؟! ما يحدث بظاهر الجوارح لا يلزم منه قيام هذا المعنى الكفر بالقلب فهناك عوارض كالجهل وعوارض أخرى تمنع وجود هذا القصد
‏قال خالد المرسي
وهذا شاهد أخر على صحة تحليلي.
يقول الاعلامي يسري فودة مخاطبا الرئيس محمد مرسي:""لقد وعدت فأخلفت فقسمت فخرجت من الباب الخلفي" وهو بذلك يحاكي مقولة زخرت ها أدبيات الإسلاميين في مناقب العدل ومناقب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حينما قال له"رسول كسرى" ( حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر )
‏قال خالد المرسي
وهذا شاهد ثالث من أحد الإعلاميين يقول:" إن الله أعز الإعلام بباسم يوسف" على غرار قول الإسلاميين " إن الله أعز الإسلام بعمر بن الخطاب!"
‏قال خالد المرسي
http://www.youtube.com/watch?v=awLUPkY2XEU&list=TLjU9qwqifgdo

المشاركات الشائعة