العبرة والدلالة من تصريح الدكتور ناجح ابراهيم باغتيال سياسيين ومفكرين



هذا تعليق على تصريح للدكتور ناجح ابراهيم القيادي بالجماعة الإسلامية أثار بلبلة لما جاء فيه كما نقلته جريدة اليوم السابع:" حذر منظر الجماعة الإسلامية بمصر الدكتور ناجح إبراهيم، من «اغتيالات سياسية قد تطال ليبراليين وسياسيين ومفكرين» الشهر المقبل، قائلا إن هذه «ستكون نتيجة طبيعية لحالات التكفير والعنف والتخوين والاستقطاب السياسى الحاد الذى يشهده المجتمع المصرى والتى لم تحدث فى أى عهد رئيس مصرى سابق»، مشيرا إلى أن «هذه الاغتيالات ستكون مشتركة من جانب النظام السياسى والإسلاميين». وهذا رابطه

ونحن نعلم أن كل شيء ممكن! ولكن الواجب هو إبداء الرأي على وفق القواعد والأصول المقررة في علم السياسة لا بأصول أخرى لا نعرف ما هي بالضبط!، وقد انتقده الدكتور عصام دربالة القيادي بالجماعة الاسلامية وقال أنا أشكك في ثبوتها عنه لأنها تصريحات تسعى لتفخيخ المشهد وتفجيره،وبفرض ثبوتها فهذا رأيه وهو غير محسوب على الجماعة اداريا الآن كما نقلت عنه جريدة المصريون.

أريد من تعليقي هذا أن ألفت النظر إلى ضرورة أن نراجع النظر في مصادرنا التي اعتمدنا عليها في استمداد التصورات السياسية حتى نكون من أهل البصيرة في أعمالهم وتحركاتهم (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) حتى لا نقع في مطبات يصنعها من اتبعناه فنحمل تبعاتها من الخطأ الناتج عنها فضلا عن فقد ثقة الناس بنا وبتفكيرنا – وهذه الحالقة! - ولا يد لنا فيها!.
للكتدور ناجح مقال بعنوان "حق الثائر في الحكم .. هل هى حتمية تاريخية ؟!!  "وهذا رابطه
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=93174 ،
ينقض فيه القول بأنها حتمية تاريخية بما استدل من أدلة في مقاله  وهي في الحقيقة لا علاقة لها بمراده.

ولو وزنا كلامه بمقتضى العلم لوجدناه خطأ كما يقول المستشار طارق البشري وهو من الإسلاميين  - وهو الذي اتفق المخالف والموافق على تقانته التخصصية – :" سبقت الإشارة إلى أن ثمة قاعدتين سياسيتين شبه مطردتين، وهما: أن من يحقق الإطاحة بالنظام القديم هو من يكون مرشحا للحكم من بعده، وإن العبرة فى ذلك بالقوى السياسية المنظمة التى تكون لها تشكيلات قادرة على إصدار القرارات وعلى الفعل التنفيذى لها" من مقال بعنوان "الدولة والدين فى الوطن العربى «الحلقة الثانية»

 وهذا رابط المقال
http://shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=30102012&id=700d1538-452a-488e-8c16-d7363b6a3a32
 يقصد ما شرحه في الفقرة رقم "4" من ذات المقال من أن العبرة بكون الثائر له شخصية مُحددة كتنظيم أو قيادة أي شخصية اعتبارية أو جسدية يمكن أن يُتعامل معها فتتولى هي الحكم أو ترشح من تريده – لو كانت عاجزة عن الحكم –  وإلا فلا يوجد عاقل من الثائرين قديما وحديثا يريد أن يتولى مثلا وزارة المالية أو رئاسة الجمهورية وهو جاهل بعلم الاقتصاد أو السياسة! فالثائر لو كان شابا جاهلا فهو يعرف جيدا مفاسد النظام الذي ثار عليه ويعرف أشخاصا معينة يعتقد انها أولى بالحكم أو يعرف سياسيين متخصصين يرشحون له ويرضى برضاهم. فالمشكلة في كون الحركة الثائرة متجسدة في تنظيم أو قائد يُعرف منه رأيها ورغبتها وهذا ما لم يتحقق في ثورة 25 يناير المصرية كما شرحه المستشار في الفقرة رقم "4".
هذا مثال واضح على أننا نأتي الأبواب من غير أبوابها ونتعدى على أهل التخصص ونتكلم بدون علم والله لم يأمرنا بذلك ، إنما البصيرة الواجبة علينا هي العلم بحسب المجال الذي ننظر فيه أو نتحرك به.
وستجد الخلل العظيم في ذلك يتمثل – مثلا - في وجود فريقين، كل منهما منشغل ببناء التصورات والأراء السياسية وكل منهما يعلن صدوره عن المرجعية الإسلامية ، فتجد البعض منا يميز أحدهما عن الأخر باعتبار اللحية الطويلة! رغم أن هذا الفرق لا تأثير له في موضوعنا بل الثابت أن الفريق الذي هو غير ملتح أو ملتح ( مع تهذيب لها ) أراءه وتصوراته وتحليلاته معتمدة وتلقى احتراما كبيرا في الوسط العلمي الأكاديمي – حتى من بين مخالفيهم – مثل المدرسة السياسية التي يمثلها المستشار البشري وابراهيم البيومي غان ونادية مصطفى وهبة عزت وأمثالهم، بينما الفريق ذو اللحى الطويلة لا تلقى أراءهم هذا الاحترام في الساحة العلمية إذ الله أعطى الفريق الأول قدرة على التفكير والتحليل حرمها الفريق الثاني (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
أرأيتم هذا الفارق – الخطأ – الذي يميزون على أساسه فريقا إسلاميا عن فريق إسلامي آخر؟ وقد ينضم إلى هذا الفارق فارق آخر وهو شبهة انتساب – مجرد شبهة – الفريق الملتح إلى المنهج السلفي في الاعتقاد وهذا أيضا لا تأثير له لأن الفريقين يدعوان إلى تطبيق الشريعة وتنفيذ المشاريع المقننة من الحكومة السابقة . وإن فرّق أحدنا بين الفريقين بأن الفريق الأول يعتقد بعض منه بمنهج أبي الحسن الأشعري – متصورا أنه منهج أهل السنة لا فرق بينهما على الإطلاق – فهذا أيضا لا أثر له لأن المجال العلمي المنشغل به الفريقان لم يتعرض قط لنصرة منهج على منهج ثم إن محل البحث في العلاقة بين منهج الأشعري ومنهج أهل السنة هو كتب الاعتقاد والأبحاث العقدية لا غير! ولم يتصدر الفريق الأول لنصرة هذا المذهب والجدل عليه قط!، ومثل هذا الحَوَل الفكري ليس من سيما أهل الحق والبصيرة.

تعليقات

المشاركات الشائعة