أسئلة حول تعليقاتي على كتاب روح الدين للدكتور طه عبد الرحمن (6)



أسئلة حول تعليقاتي على كتاب روح الدين للدكتور طه عبد الرحمن (6)
بخصوص التعليق رقم (1) هذا
http://elmorsykhalid.blogspot.com.eg/2016/11/1.html
الذي نصصت فيه على أنه غير محرر، أقول: إن تمثيلي فيه بعقل نبينا هو تمثيل قد يُفهَم منه اعتقادات منحرفة، من جنس إمكانية معرفة هداية الإسلام بالدراسة قبل معرفته بالوحي ومصادره! وهذا قطعًا خطأ، لأن العقل البشري مهما كان ذكيًا إذا تعمق في دراسة العلوم الانسانية بدون دين صحيح تلاشى ذلك العقل في تضاعيف التفاصيل، وصار هباء منثورا، والأدلة على ذلك من العلوم الانسانية الحديثة ما وصل اليه الغرب من مقولات ك "عدم عقلانية العقلانية" و "ما بعد الحداثة" التي لا يعرف "جاك دريدا" معناها! رغم أنه من كبار مفكري ما بعد الحداثة!، فأنى لذلك العقل أن يكتشف قطرة مياه معينة من وسط بلايين إذن؟!!  إنما ما قصدته هو أن الشرع يتوافق مع العقل في أحكامه، وإن العقل الصحيح قد يخمن بحدسه أو إلهامه أفكار بشكل مجمل غامض ثم إذا شرع في دراسة الهداية الاسلامية وجد فيها ما يؤكد حدسه ثم يفصله ويجليه وهكذا.
ولو سالتني: لماذا لا يصح مقاربة هذه النسبة النفسية والعقلية للبشر تجاه الشرع من جهة غريزة المولود كما قلت في ردك؟ أقول لأن تلك النسبة هي ذاتها العلاقة بين العقل والشرع، وهذه العلاقة لا تثبت صحتها أو خطئها بغير "تحاليل علمية على دقائق واقع معاصر" وهذا ما فعله علماؤنا السابقون المجددون كلُ في عصره ودقائق واقعه، وهو ما يجب ان يفعل مثله مجددونا المعاصرون في دقائق واقعهم، ولا يثبت بغير ذلك. ولكن أهل الخرافة لما عجزوا عن إثبات ذلك بالعقل وكانت لديهم إرادة شديدة على إثبات ذلك لنصرة الإسلام قذف بهم "لا وعيهم" إلى إثبات ذلك بالخرافة بعد أن عجزوا بالعقل، وهي جهة غريزة المولود، كما أقنعهم "لا وعيهم" أن ذلك هو عين العقل! ولو كانوا درسوا الإسلام من بداية حياتهم بشكل معين ، أشرت إليه في هذا الرابط في معنى كون "الدين علم"
http://elmorsykhalid.blogspot.com.eg/2016/10/blog-post_25.html
 لو كان ذلك لما خدعهم "لا وعيهم" ولكنهم لم يوفقوا إلى شيوخ مهتدين يعلمونهم علم الإسلام بهذا الشكل، مما أدى بهم أيضا إلى الخوض في دراسة علومهم الآتية من الغرب (كالمنطق والفلسفة والعلوم الإنسانية) من غير أن يكتشفوا درجة ونوع الزيف فيها فظنوها تصلح إطارًا علميًا يُستمد منه الفكر النهضوي، مما أوغل بهم في عالم الخرافة، لأن هذا الزيف لا يتضح إلا بدراسة الإسلام بالشكل المذكور سابقا، فذلك الزيف كالبرص في الوجه، لا يراه صاحبه إلا بمرآة، كذلك زيف هذه العلوم لا يراه دارسها إلا بمرآة (وهي الإسلام كعلم) فتجمعت في داخلهم أنواع من الزيف مكنت الشيطان من أن يتلاعب بهم ويوجههم من تحت مستوى شعورهم، ليجعلهم أباطرة الخرافة ودجاجلة عصرنا تخصصوا في تشويه الإسلام وتدمير العقل، ويظنون أنهم مجددون! بل هم أعظم من مجددي الصحوة الإسلامية الأوائل لاطلاعهم على علوم لم يطلعوا عليها!!! فهؤلاء الدجاجلة هم المجددون وهم الفلاسفة وهم وهم، بينما شيوخ الصحوة الأوائل شيوخ تقليديين ضعفاء!!

تعليقات

المشاركات الشائعة