(2) نقاش مع الدكتور عزمي خليفة حول هل الدين علم؟ وعلاقته بالعلوم اٌلإنسانية، وأن الدين عند الله هو الإسلام.

كتبت هذه الخاطرة: لا تزال الأدلة تتواتر من كل صنف ولون واتجاه على أن الإسلام "قرآنا وسنة ومنهج تعامل" هو كتاب علوم إنسانية لا كتاب دين بالمعنى الجاهلي للدين.
فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
وأسأله الثبات والنماء على ذلك، وأن يستعملني في خدمة ذلك.
فعلق الدكتور عزمي وقال: ولما الحقائق العلميه دي تتغير فما العمل ؟
ايضا العلم الطبيعي والعلم الإنساني قائم علي مفهوم اللايقين فهل الدين يقوم عل ذلك ايضا؟.
فقلت: شكرا جزيلا أستاذنا الفاضل على هذه الفرص التي تتيحها للنقاش، وتشجعني لكي أقول ما عندي.
الرد مرتب على ترقيم فضيلتك، مع العلم أني رديت على النقطة رقم واحد باعتبار سؤال فضيلتك عن لو ثبت أن تلك الحقائق تضاد الدين، ثم بعد كتابة الرد انتبهت أن سؤال فضيلك في تغيرها لا في تضادها، ولكن لا حرج في إثبات الرد كما كتبته فهو مفيد في الكشف عن مقاصدي الأصلية من الدعوة تلك.
1- لو ثبت أن الحقائق تضاد الدين (لا أقول تتغير فقط) كانت النتيجة أن الدين باطل وهنا يجب تركه، ونفعل مثلما فعل الحنفاء عند العرب قبل بعثة نبينا وكما فعل أمثالهم في العصر الحديث ك "هربرت سبنسر" وقف عند ما يقتضيه العقل الطبيعي من مجملات دينية ورفض ما ثبت بطلانه بالعقل السليم أو الفطرة والتجريب أو العلم الطبيعي أو أو ... وتمسك فقط بتلك المجملات الثابتة وترك ما عداها وهجره "هجرا جميلا مثلا لتفادي الاصطدام أو نحو ذلك من أنواع الهجر وفقا لما يراه الحكيم التارك لدينه" فلو ثبت ذلك مع دين الإسلام لوجب تركه، ولذلك كان نوع الدليل الذي أستند عليه في دعوتي استنادا جوهريا متكاملا حين أوجه الدعوة إلى أمثال "سبنسر ودور كايم وماكس فيبر وكانت" وأمثالهم وتلامذتهم من أمثال فضيلتك، ذلك النوع الذي يُدعى بما "لا يدرك فوريا" بتعبير "ريمون بودون" ويضرب له مثلا بنظرية أرخميدس، وكنت أود التفصيل في سبب اختياري ذلك النوع من الدليل لكن أخشى الإطالة على فضيلتك.
فأقول لهم هناك "قارة ذهنية" و"عالم مختلف" سيكشف لكم الكثير من الحقائق وسينبهكم إلى أنواع كثيرة من الزيف والخداع غارقون أنتم فيها حتى الثمالة، اشرعوا في التعرف على تلك "القارة الذهنية" بتضاريسها وبكل ما فيها، حتى إذا اتضح لكم الدليل وأدركتموه فكروا فيه.
وتلك "القارة الذهنية" هي ما أرشدتكم إليها في منهج طلب العلم الشرعي الذي يجمع بين مسائل التحليل وبين دقائق الواقع في نقطة وسط، وحفزتكم إلى إنشاء العزم على التعرف على تلك القارة بسندين كما في هذا النقاش بيني وبين فضيلتك
http://elmorsykhalid.blogspot.com.eg/2016/10/blog-post_25.html
2- نعم هذا ستجدونه كثيرا أثناء رحلتكم الاستكشافية البحثية في داخل "القارة الذهنية" فمثلا يقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ } سماه علمًا { فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ} وبنى عليه سيلاً من الشرائع والأصول الكبرى والحقائق الثابتة رغم أنه علم مبني على "لايقين" وبيان ذلك: أننا نتيقن من أخبار النصوص الشرعية وإجماع علماء المسلمين أن "المسلمين" سيدخلون الجنة، وأن المسلم لو مات مسلمًا سيدخل الجنة يوما ما مهما ارتكب من المعاصي والكبائر وهؤلاء اسمهم "الجهنميون" ومع ذلك الإجماع هناك إجماع آخر من العلماء ونصوص شرعية على حرمة القطع بأن مسلمًا معينا "لو مات" أنه سيدخل الجنة! فلو متُّ أنا حرم على الحي القطع بأني سأدخل الجنة لأنه لا يعلم أني مسلم "بيقين" في ذات الوقت الذي فيه نقطع لأشخاص معينين بالدخول في الجنة وهم الأشخاض الذين عينهم النبي كالعشرة المبشرين بالجنة وغيرهم ممن ثبتت فيهم النصوص، وفي ذات الوقت الذي يعاملني الناس في حياتي على أني مسلم وقد سمى الله اعتقادهم في شخصي أنه "علم" وبنى عليه الكثير الكثير من الأحكام الشرعية وغيرها.
وبانتظار إتاحة فرص أكثر مع فضيلتك تشرفني بها وتشجعني على الاستفاضة.

تعليقات

المشاركات الشائعة