نحن خير أمة أم أخس أمة أم نخبتنا خير نخبة أم أخس وأحقر نخبة؟



نحن خير أمة أم أخس أمة أم نخبتنا خير نخبة أم أخس وأحقر نخبة؟
سؤال العنوان يسأل عن النخبة لا الشعب لأن الأمة أو الدولة أو المجتمع لا يكون محترما إلا بنخبته الذي يقع على عاتقها أهم أعباء النهوض بأبناء المجتمع، فسؤالي وجوابي متوجه للنخبة لا للشعب. القرآن الكريم يجيب هكذا {
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ} ولكن هذه الخيرية مشروطة بشروط حمل الدعوة الإسلامية والعمل بها، فإذا أعرضت النخبة صارت أخس نخبة لا خير نخبة فتكون أمتهم أخس أمة تبعا لخسة النخبة، ولكن يمكن اعتبار وجود الخيرية في تلك الأمة المتخلفة وجودا صلوحيا أو بالاستعداد أو بالقوة لا الفعل وذلك الوجود هو وجود الوحي فيها وولادة مولودين مؤمنين به بالوراثة فلا يكون بينهم وبين إمكانية الاستفادة به عائق مانع كالكفر به والمصالح المرتبطة بذلك الكفر.
فإذا انتقلنا للنظر في واقعنا لوجدنا أن مفكري الغرب الذين دأبوا على احتقارنا ووضعنا في مرتبة خسيسة بالنسبة لهم - ونحن ننتقدهم بلساننا في ذلك - وننسى أننا نقدم لهم أعظم الأدلة التي تبرر لهم احتقارنا فمن هذه الأدلة العجيبة التي بسببها زاد احتقاري - وهو احتقار يتبعه شفقه لا يتبعه انتقام وسعي للإيذاء - زاد احتقاري للنخب، من تلك الأدلة إعجاب نخبنتا بالفيلسوف الألماني المعاصر "كارل بوبر" حتى رأيت بعض الشباب الإسلامي المتميز علميا منبهر به ويقدمه كفيلسوف مناهض للفسلفة المادية وذلك في نظرهم نصر للفلسفة الإسلامية! كارل بوبر هذا شأن كشأن فلاسفة الغرب يتعصبون لمجتمعاتهم الغربية ومن أهم دعائم فلسفته في حل مشكلة الفقر في العالم المعاصر هو أن يقنعوا المجتمعات الفقيرة لا بتحديد النسل ولكن بمنع الإنجاب لحماية المولودين الجدد من المعاناة من الفقر ومن شظف العيش الذي ينتظرهم!! ودول العالم الثالث - التي تقع فيها الأغلبية المسلمة - تعاني من الفقر، فلو كنا حيوانات وبهائم لما صح ذلك الحل الذي يطرحه لأن الحيوانات لها حق التوالد وبقاء الجنس! فكيف ونحن بشر! ولكن هم لهم رؤية أخرى، ويبدو في نظرهم أنها صواب لا سيما حين يرون عقلاء أمتنا منبهرين بفلسفتهم وبفكرهم ويهتمون بنشره واستهلاكه كما يستهلكون المنتجات المادية منهم.
أؤكد أن احتقاري لنخبتنا احتقار خاص يتبعه شفقة ورحمة بهم وطلب من الله أن يكفيهم شرور أنفسهم ويكفي الناس شرورهم وضعف عقولهم لا احتقار يتبعه سعي في الانتقام والإيذاء.

تعليقات

المشاركات الشائعة