توضيح هام بخصوص مقال " من الإعجاز الفكري النهضوي في القرآن الكريم"

احدى الأخوات انتقدت قولي باستحالة علم نبنيا بهذا المعنى الذي بينته في هذا المقال 
http://elmorsykhalid.blogspot.com/2013/04/blog-post_27.html وكان هذا ردي عليها 
فإن استنكرتي شيئا اسألي فيه قائله - إن كنتي تعرفين أنه مؤهل، ولو كنت لا تعرفين تأهله فلا تجعلين عدم علمك به علم بعدم أهليته وتستطيعين ترك كلامه لأهل العلم يحكمون فيه ولا تنظري أنت فيه ولا تكلفي نفسك ما لم يكلفك به الله -
نبينا وصحابته لا يصح أن يعرفوا معاني الدين كلها لأن الله أنزل وحيه ذي النصوص المحصورة ليحل مشاكل الإنس والجن ذوي الأحداث غير المحصورة اللامتناهية فلو قلنا أن نبينا كان يعلم كل معانيه للزم القول بأن نبينا هو الله ذي العلم التام بما كان وما سيكون.
هل كان نبينا يعلم بالإعجاز العلمي الذي اكتشفه علماء الطبيعة بعد موته؟ ونبينا كان لا يعلم الغيب بإجماع العلماء؟!! هل نبينا كان يعلم بكل مشاكل الثقافة التي سيقع فيها الخلق من بعده وهو غير عالم بالغيب؟ فكيف يعلم الحلول المتضمنة في وحي الله وهو لا يعلم بتلك المشاكل المستقبلة أصلا؟!
ومن أعظم الأدلة على نسبة القرآن الكريم إلى الله هو عدم دراسة نبينا وتعلمه كما أوضح ذلك العلماء - انظري كتاب النبأ العظيم لمحمد دراز مثلا - ولم يكن يستطيع علم معاني الوحي بالتأمل كما يقول الملاحدة لأن هذه المعاني تحتاج ما هو فوق التأمل العقلي - لأننا نقر بالإجماع أن الأنبياء هم أذكى البشر - يعني هذه المعاني التي أوحى الله به لنبينا لا يصح القول بأنه كان يقدر على علمها بالتأمل كما يقول الملاحدة لأن مادتها تحتاج إلى دراسة طويلة وتعلم ولم يعرف نبينا بشيء من ذلك وهو ابن قومه الذي يعرفون كل شيء عن أخلاقه وعاداته وأعماله.

وأزيد بخصوص عدم علم نبينا كلاما للإمام الشاطبي قريبا جدا مما قلته وهو الإمام المتعمق في علوم الشريعة يقول الشاطبي:" فإن الشريعة قد فهمنا منها أنها تشير إلى أوصافهم - يقصد أهل البدعة - من غير تصريح ليحذر منها، ويبقى الأمر في تعيين الداخلين في مقتضى الحديث مرجئ، وإنما ورد التعيين في النادر كما قال عليه الصلاة والسلام في الخوارج :" إن من ضئضئ هذا قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم" الحديث..، مع أنه عليه الصلاة والسلام لم يعرف أنهم ممن شملهم حديث الفرق" !!!! الاعتصام ص 533. ونحن نعرف ما لم يعرفه نبينا من أنهم يشملهم حديث الفرق!!!!
وهكذا ربما أنكر عليّ كما أنكرت الأخت أحدُ علماء الحفظ الذي لا يُعتبر كلامهم عند علماء الفهم!! وعلماء الحفظ هؤلاء لو سمعوا أحدا يدعوا بهذا الدعاء " اللهم إني أعوذ بك منك" لفتكوا به وأقاموا عليه حد الردة! إذا لم يعلموا أن نبينا قاله كما يقول ابن القيم في أهل البدعة الذين ينكرون على أهل العلم أقوالا هي من صحيح الدين لكنهم ينكرونها لضعف عقولهم ولأن عقولهم خاملة لا تبلغ من الفهم فهمَ علماء السنة أهل العقول المتألقة، وإن كنت أعذر الأخت لجهلها فلا عذر لعلماء الحفظ أبدا

تعليقات

المشاركات الشائعة