لا يحسدونكم ولكنهم يعلمون ما لا تعلمون.

لا يحسدونكم ولكنهم يعلمون ما لا تعلمون.
بعض التيارات المهتمة بالعلم الشرعي في مصر تثير حنقا بالغا واستهجانا وضيقا شديدا من جهة طبقات كثيرة من العوام والمثقفين وطلاب العلم الرسمي أو الأهلي في الشعب المصري، فرأيت بعض هؤلاء يقول إنهم يحسدوننا على ما آتانا الله من علم. فأريد أن أقول لهم لا تتدخلوا في قلوب الناس فما هاجوا عليكم إلا كما هاج أئمة السلف على أمثالكم وأئمة الخلف عليكم! وقد نقل الإمام الشاطبي في كتبه نقولات كثيرة تعبر عن مدى الحزن الذي أصاب أئمتنا حينما رأوا العلم الشرعي متاحا للسفلة والرعاع وهذه بعض أقوالهم ، " روي عن مكحول أنه قال: تفقه الرعاع فساد الدين والدنيا، وتفقه السفلة فساد الدين.
وقال الفريابي: كان سفيان الثوري إذا رأى هؤلاء النبط يكتبون العلم تغير وجهه، فقلت يا أبا عبد الله أراك إذا رأيت هؤلاء يكتبون العلم يشتد عليك. فقال: كان العلم في العرب وفي سادات المناس، وإذا خرج عنهم وصار إلى هؤلاء النبط والسفلة غُير الدين" الإعتصام للشاطبي ص 504. وكذلك بعض الأئمة المعاصرين كالشيخ محمد الغزالي وصف هذه التيارات بأولاد الشوارع حين كان يناظر العلماني فؤاد زكريا في المناظرة المشهورة فقال إن سبب صعود هؤلاء العلمانيين هو جهلهم بالدين والذي دعم جهلهم هم أولاد الشوارع الذين طلبوا العلم وقعدوا مقعد العلماء!
وسر ذلك أن هؤلاء سيفهمون من الدين ما لم يرده الدين فيغيرونه ويشوهونه في عقول الناس ويتسببون في حرج عظيم يأتي على الدين والدنيا والواقع
المعاصر لهذه الجماعات خير شاهد!!! لأن الدين الإسلامي إذا أُخذ للقيادة به؛ لا يُفهم على وجهه إلا بواسطة عقل متألق صاحب فكر مركب جيد حتى يستطيع التفريق بين ما يجب التفريق فيه ولا يهدم كليات الشريعة ببعض جزئياتها أو محكماتها بمتشابهاتها.

تعليقات

المشاركات الشائعة