بين حسن البنا وبين الأئمة محمد عبده ورشيد رضا وابن باديس ومحمد دراز.

بين حسن البنا وبين الأئمة محمد عبده ورشيد رضا وابن باديس ومحمد دراز.
كل الإسلاميين يرون أن حسن البنا ينتمي إلى الأئمة العظام كمحمد عبده ورشيد رضا وعبد الحميد ابن باديس ومحمد دراز، بل أعظم منهم من حيثية ما!! وبالطبع كل المدنيين يرون ذلك (وإن أقروا باختلافات بينه وبينهم لكن يرونها اختلافات فرعية لا تطال الجوهر والنسق التفكيري العام) والحقيقة أن بين حسن البنا وبين هؤلاء الأئمة اختلافًا جوهريًا نسقيًا كذات الخلاف بين المتعالم والعالم أو السني والخارجي، وهذا مثال واحد على ما أقول: حسن البنا بعد عشر سنوات من تأسيس جمعيته التي كانت دعوية جاهر بما يسميه وهمًا (الهدف السياسي) آمرًا أتباعه بالآتي نصه "إن فصل الدين عن السياسة دعوة نحاربها بكل سلاح.. والمسلم لا يتم إسلامه إلا إذا كان سياسيًا بعيد النظر في شئون أمته مهتما بها غيورا عليها.. لأن الإسلام حكم وتنفيذ كما هو تشريع وتعليم.. ولذلك سوف تنتقل الجماعة من دعوة الكلام وحده إلى دعوة الكلام المصحوبة بالنضال والأعمال" منقول من "عبد القادر شهيب"
يدعو المسلم إلى الكلام في السياسة، وقد قرأت في تفسير المنار للشيخ محمد رشيد رضا ينقل عن أستاذه محمد عبده، أنه من الخطر الكبير اقتحام العوام أمورَ السياسة العامة! وقد صدق الإمام، وهو يقصد بالعوام كل من ليس متخصصا ولا متفرغا لتحصيل العلم العام (الاجتماعي والسياسي) فالأطباء والمهندسون وعلماء الذرة والأدباء والفنانون وأمثالهم كل هؤلاء هم العوام المقصودون بكلام الشيخ، لأن من لا يكون متخصصًا سيضطره عدمُ تخصصه إلى اقتحام ما لاعلم له به، وهذا حرام، فالتعالم في حد ذاته حرام، ويؤدي إلى محرمات أخرى لو أنتج تعالمُه خللا ما في الواقع، قال الله تعالى {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } وقال سهل التستري "أعظم المعاصي الجهل بالجهل".
وركزوا أيضا في نص البنا على كلمة "تنفيذ" فأنا قرات في الأعمال الكاملة للامام ابن باديس، وهو ينصح طلابه الذين مكثوا عنده فترة يتعلمون العلم، ينصحهم قبل أن يغادروا إلى مدنهم الجزائرية، أن يكونوا داعين للناس وفقط ولا يكونوا كمن يريد تنفيذ فكرة! أرأيتم هذا الخلاف الجوهري؟ فعلى هذا قيسوا، لو تتبعنا فكر حسن البنا وفكر هؤلاء الأئمة لوجدنا ما لا يحصى ولا يعد من هذه الخلافات الجوهرية الأصلية.
خالد المرسي.

تعليقات

المشاركات الشائعة