هل التضحية بالنفس في سبيل فكر ما، تدل على نُبل وحُسن عقلي أو شرعي؟ (2)



هل التضحية بالنفس في سبيل فكر ما، تدل على نُبل وحُسن عقلي أو شرعي؟ (2)
تحدثت في هذا المقال
https://elmorsykhalid.blogspot.com.eg/2017/04/blog-post_18.html
 تحدثت عن انبهار علماء الاسلامين بسيد قطب وأمثاله في عصرنا، لأنه جاهد كثيرا في السجن ثم القتل، وقلت إن هذا ليس دليلا ولا حتى علامة شائعة على أن هذا المجاهد نبيل أو مخلص أو نموذج يستحق الاعجاب والتقدير والاحترام، وللأسف كل قادة وعلماء الاسلاميين على كافة توجهاتهم يقعون في هذا الاعجاب العاطفي غير المعقول وغير المشروع، كعادة العاطفيين يرون ما ليس بدليل دليلا، ويرون الأدلة على غير مراتبها ودرجاتها وعلاقاتها الصحيحة، فيتقلبون في الجهالات ولايدعون جهلا إلا ليقعوا في جهل آخر ... وهكذا
وهذا نص قاطع للإمام الماحسبي يدل على أن الجهاد شأنه كشأن العبادات الظاهرة، ليس دليلا ولا علامة يستحق صاحبها بها كيل أوصاف التقدير الديني أو العقلي! بل كلام المحاسبي يدل على أن هذه الأعمال شائعة في الفاسدين الكاذبين المنافقين! وقارنوا بين كلامه وبين كلام الإسلاميين السياسيين الحركيين الذي يرون أعمال الجهاد تلك مفارقة لأعمال من يضللونهم من الإسلاميين الآخرين ويسمون أعمالهم مظاهر كالاهتمام بتنقية الدين من بدع المقابر والعبادات، رغم أن كلا النشاطين والاهتمامين هو من المظاهر كما هو واضح في فقه السلف، وهذا نص كلام المحاسبي:" كثرة الصيام والصلاة والحج والجهاد... وما أكثر من يعمل هذه الأعمال.. وحب الدنيا في قلبه زائدة، وكثير من لا يكثر من هذه الأعمال وحبه للدنيا في نقص" من كتاب (آداب النفوس: ص 100)
 يعني ينص على أن الجهاد ومثله من الأعمال الظاهرة، كثيرون ممن يمارسونها ليسوا زاهدين في الدنيا، ويحبون التزود منها وهذا ليس شأن الربانيين، كما يتوهمون ويتوهم المخدوع بهم، وكثيرون ممن لا يكثرون من هذه الأعمال هم الزاهدون الربانيون حقا!! يعني ليست هذه الأعمال دليلا بل ولا علامة شائعة في أهل الصدق، على عكس ما يظن العلماء الاسلاميين الجهلاء المعاصرين!

تعليقات

المشاركات الشائعة