علم الاجتماع والإسلام (1)


علم الاجتماع والإسلام.
يقول "آن وارفيلد راولز" ( يقوم الصرح المعقد لكل النظريا السوسيولوجية (أي الاجتماعية) للآباء المؤسسين على مسائلة أصل الواقع الاجتماعي ووضعه الأنطولوجي، ومن المفارق أن نلاحظ أن السوسيولوجيا، التي نشأت في القرن التاسع عشر في خضم التحولات التي أحدثتها الثورة والعلمنة، كرست معظم جهودها الأولى لتحليل الظاهرة الدينية، وقد ذهب البعض إلى اعتبار علم الاجتماع الديني هو ما دشن ولادة النظرية السيوسيلوجية ذاتها)
النص واضح، إن ما يسميه (الظاهرة الدينية) هي الأساس المقام عليه!! فأين علماء الإسلام من ذلك، ما دور الدين الذي نسميه (الإسلام) ووظيفته وهديه في هذا المجال؟ لم يهتم علماء الاسلام المعاصرين بذلك، هم لا يعلمون هداية الإسلام المتعلقة بالعصر الحديث، لأن هداية الإسلام تختلف من زمان إلى زمان ولذلك احتاج الإسلام إلى مجددين كما في الحيدث الشريف "يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها "واحتاج الإسلام إلى تأليف كتب تشرحه يكتبها علماء، وتلك الحاجة للتأليف المتجدد لا معنى له إلا أن هداية الإسلام تختلف من زمان لآخر، الأمر الذي يحتاج إلى شرحها وتفسيرها بالكتابة فيها، بالطبع لا أقول إن على كل علماءنا المعاصرين طرق هذا الميدان، لأن الإسلام قسمان اسميهما (الإسلام الخام) و (الإسلام المُصنَّع) فأهل الإسلام المصنع هم من طرقوا هذا الميدان وبذلوا فيه ما يستحقه من وقت وجهد عقلي، وأهل الإسلام الخام لم يفعلوا ذلك بنفس القدر الذي فعله غيرهم، وإن كان بذلوا فيه وقتا لكن ليس بنفس القدر المقبول لتوصيفه كتخصص كما أهل الإسلام المصنع، لكن كليهما يكملان بعضا ولا يتعارضان كما شرحت في مقال (نظرات حول شيوخي) لكن المشكلة أن أغلب علماء العصر اليوم لا هم من هذا الفريق ولا من ذاك، ولذلك هم متعارضون مع كليهما وبالأخص (أهل الإسلام المصنع)
 وفي كلمة واحدة هم لا يفهمون حقيقة الإسلام الذي بعث الله به رسوله ولم يدرسوا أصوله وقواعده، وبالتالي لم يدرسوا فروعه في ضوء أصوله، الأمر الذي منعهم من فهم الإسلام ككل متكامل بالشكل الذي كان عليه أيام نبينا وصحابته كما دل عليه قول نبينا  في الدين الحق وأهله أنهم هم " من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي" ولذلك تجدونهم يشوهون الإسلام الحق بنشاطهم الديني، فمثلا في علم الاعتقاد سمعنا عن مؤتمر الشيشان الذي عقده الأزهر الشريف مؤخرا، لينصر عقيدة الأشاعرة على عقيدة علماء السعودية المعاصرين، ولما خرج مثقفون ومفكرون يتسائلون باستنكار عن فائدة هذا المؤتمر للمسلمين، خرج الشيخ سعيد فودة بروح تكفيرية متشنجة ليقول هذا علم العقيدة وهو الإسلام!!
 هو لم يفهم الإسلام ولم يدرس الإسلام ككل متكامل،ليعرف النسبة المكانية لمجادلات ومذاهب الاعتقاد تلك في خريطة الإسلام ككل متكامل، وهذا هو أصل الانحراف عند أغلب علماء الإسلام المعاصرين كما أشرت في مقال (نظرات حول شيوخي)
http://elmorsykhalid.blogspot.com.eg/2017/04/1.html

تعليقات

المشاركات الشائعة