كلمة في ثواب قراءة القرآن الكريم بدون فهم

كلمة في ثواب قراءة القرآن الكريم بدون فهم: الأحاديث التي وردت في ثواب القراءة إما أن نفهمها بالقراءة التجزيئية وهنا سنشوه معانيها ونضرب أحكام الدين ببعضها، أو نفهمها بالقراءة المفاهيمية أو الشاملة وهي القراءة الصحيحة في فهم الدين وكل علوم الدنيا العقليات والشرعيات والتجريبيات.
ومعنى هذه الأحاديث: أنه يُقصد بها القراءة بقصد الفهم، أو يُقصد بها القراءة لمن لا يستطيع الفهم الآن كالأجانب أو أهل الأمية الفكرية علمًا بأن من أسماء القرآن وأوصافه أنه " كريم" يعني لن يقرأه أحد مهما كان جاهلا إلا وسيكرمه القرآن بفهم بعض معانية كأهمية العدل وتقوى الله والإحساس بعظمته وجلاله ونحو ذلك من المعاني السهلة جدا مراعاةً لظروفهم غير الطبيعية ككونهم حدثاء عهد بالإسلام أو بالهداية لو كانوا مسلمين أصلا، ومع ذلك فالإسلام بما علمنا من فقهه العام ومقاصده العليا وحكمه، يرى هؤلاء ويصنفهم ضمن حالات غير سوية يجب عليهم ويجب على الدولة والأسرة أن تخطط لهم لتنقلهم إلى الحالات السوية فيرفعون عنهم الأمية الثقافية الفكرية لينهلوا من القرآن الكريم ومن القراءة في الكتابين " المسطور والمنظور " فيتكون لديهم البناء الفكري المعرفي الذي هو أصل التقوى والنهضة، فإذا طال بهم الأمد منذ الاهتداء ولم ينتقلوا إلى الحالات السوية يأخذوا حينها حكم أهل الطروف الطبيعية فلا عذر لهم .
أما لو فهمنا تلك النصوص بالقراءة التجزيئية فسينتج لنا فقه مشوه يضرب بعض أحكام الله ببعضها، فلو قال قائل: إن لمطلق القراءة ثوابا سيقول له آخر لقد شبه القرآن الكريم الذين يقرؤونه بدون فهم ولا تدبر باليهود! في قوله {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ} كما يفسرها بعض العلماء كابن تيمية، وسيُعارَض بأن الله أنكر على من لم يتدبر القرآن الكريم {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} ولا ينكر على ترك شيء إلا وهو واجب لا مجرد نفل وسنة ورفاهية فكرية! وجعل عدم فهم القرآن من الأوصاف اللازمة لمن كفر بالرسول وحاربه وجعله من المقدمات التي أدت بهم إلى الكفر {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا ۚ} {{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} إلى آيات قرآنية كثيرة بهذا المعنى، ومعلوم أن الآيات النازلة في الكفار تجر بذيولها على المؤمنين لأنها تنكر على الكفار صفات قامت بها قياما كليا فلو قامت ببعض المؤمنين قياما جزئيا استحقوا جزءا من النكير والعقاب في الدنيا والآخرة.
وقد عرضت هذا الفهم على شيخي د. طه العلواني فأقره

تعليقات

المشاركات الشائعة