حوارات خفيفة مع الأستاذة منى (2)

الأستاذة منى التي كتبت عنها هذا المقال 
تراجعت وبدأنا نناقش بعض ما لديها من قضايا برسائل على الفيس بوك
وهذا أول حوار.
منى:
-كنت حابه إني اوضح الموضوع عندي بس يمكن مش عارفه اشرح كتابة يعني بس هو كان موقف مريت بي وربطته بأحاديث وكنت في حالة صدمة خلتني افقد توازني تماما نفسيا إن يكون فيه في الدين حاجات تتناقض تماما مع مش بس المنطق لكن كمان الإنسانية والرحمة‎ ‎

وعقلي كان في حالة شبه هستيرية بيدور على مخرج من إن يكون الدين أي دين بيقول بالمعاني الإنسانية بشكل كلي مش شويه إنساني وشويه بيقسو على المرأة لقيت إن فيه ظلم بيين في كل الديانات وأرحمهم في الإسلام لكن أرحم القساة‎ ‎

يعني مش فيه رحمة بالمرأة اصلا وحاصرها في مكان معنوي دوني بغلاف مزخرف من إنصافها ‏‎.
- آسفة مش عارفه اشرح بشكل أدق الموقف اللي مريت بي أو اللي حصل قدامي يعني لكن بعدها انعزلت شويه وفكرت كتير بس عندي ثقة في ربنا إنه طيب اوي ومش بيعاملنا كدا بالدونية والظلم دا لإنه سبحانه وتعالى كامل مطلق وأكيد احنا حتى أعلم العلماء بالدين هم عقولهم مهما بلغت من علم وفهم فهم نسبيين فما بال أنا من عوام عوام العوام فأكيد محدش عارف يوصلنا الدين على حقيقته.
بس اللي تاعبني نفسيا جدا إضافة لكل الأفكار دي وغيرها من اللي بيدور في ذهني دايما هو ( لغاية إمتى ! ) .. ‏‎ ‎
يعني لغاية إمتى هنفضل كبشر وبالأخص حتى اللي اتولدوا مسلمين لغاية إمتى مش هنلاقي حد يفهمنا الحقايق ‏‎ ‎
وهل الصح إن إحنا منستناش اللي يفهمنا ويروح كل واحد منا بعقله لفين ما بهيديه ويوصله !‏‎ ‎
أكيد دا جزء بس هل بقى كل مش جزء !‏‎ ‎
طيب فين الفيصل ومين !‏‎ ‎
مفيش.. ‏‎ ‎
‏‎ ‎أنا مؤمنة بربنا اوي
مصدقة إن فيه ربنا وإنه الله مش حد تاني ‏‎ ‎
ومؤمنة بمنطقية إن يكون فيه حياة تانيه‎ ‎
ومؤمنة بمنطقية إن جايز يكون فيه فعلا رسل جم للبشر زمان‎ ‎
يعني مش مكدبة دا بس طبعا معنديش يقين بردو بكدا لإني مشوفتهمش بعيني ولا عاصرتهم هم خبر أخبرنا بي ولقيته منطقي عقلا ‏‎ ‎
بس التفاصيل اللي في الدين أو بمعنى أصح شرح ل اي هو الدين وبيقول اي محدش بيوصلنا دا بحقيقته والله وحده اللي عالم فين الحق‎ ‎
بس اللي وصلتله إن فعلا كل إنسان لازم يعيش باحث مش متلقي للعلم أو للدين لإن كل حد بيوصلهولنا بيشرح فهمه هو الشخصي وبيلصقوا بالدين على إنه هو الحقيقة‎ ‎
آسفة عن الإطالة بس يعني دي تعتبر عنواين عن اللي حاصل جوايا بشكل عام بخصوص فكرة الدين ‏‎ ‎
وأنا محتاجه اتناقش مع حضرتك ضروري في نقطة من يطلق عليهم علماء الدين أو رجال دين لإن المسمى نفسه كمان هو شايفاه إنه إستحالة يكون يرضي الدين الحق‎ ‎
حاسه إن المسمى نفسه المفروض يستأصل من الأمة الإسلامية الحقة‎ ‎
لإني بحس فيه إنه بيخلي الدين حكر على ناس يعني فهم الدين بقصد‎.
- ودا من الأسباب الرئيسية في رأيي اللي خلى غالب المسلمين يستسلموا لفكرة المتلقي يعني بقينا بنشوف ان فهم الدين ليه ناسه واحنا مش ناسه احنا ببساطه ناس عاديين بنروح نعرف منهم هم ديننا ونستسلم ونسلم ليهم عقولنا وحتى بنسلم ليهم ازاي نفكر في الدين من وجهة نظرهم هم وكإنهم هم اللي عندهم أوبشن الفهم والتفكر واحنا الإناء اللي بيصبوا فيه من أفكارهم وفهمهم الخاص بالمعلومات اللي هم فهموها بطرقتهم وشخصيتهم وتركيبة عقولهم ونظرتهم للأمور‎.

-
يعني بكل صراحة اللوم قبل ميكون عليهم ف للأسف احنا كناس اللي فتحنالهم اصلا المساحة دي من الحق دا خليناه حقهم ‏‎ ‎
وطبعا مش بقصد جيلنا احنا بقصد من كتير لكن حتى دا احنا كمان بنمارسه بالوراثة وجدنا ءآباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ‏‎ ‎
مش بس طلعنا مسلمين بالوراثة لأ وكمان دا‎ ‎
صدقني ياأستاذ خالد إحنا محتاجين قبل م نحاول نفوق اللي المجتمع أطلق عليهم علماء دين أو رجال دين إحنا محتاجين نفوق الناس إنهم لازم هم اللي يتفكروا قبل ميتلقوا ويسلموا زمام عقولهم لغيرهم تحت مسمى عالم دين ‏‎ ‎
وقتها بس إذا احنا كناس فوقنا وقتها بس استحالة حد منهم هيقدر يعمل غسيل مخ بفكره الشخصي بقصد أو غير قصد لان الناس هتكون واعية وعارفه اي حدوده وحدود اللي بيعرض علمه عليه منهم‎ ‎
يعني الاستسلام هو لربنا وللدين عمره أبدا ماكان لعلماء الدين زي م الناس بقت بتتعامل دلوقتي.
-----------------------------------------------------------------------------------------
خالد:  بخصوص كلامك عن المرأة فالمرجع فيه للمرأة فعليك بالدكتورة هبة عزت مثلا، وهناك موسوعة للدكتورة منى أبو الفضل - رحمها الله - في ثلاثة مجلدات عن المرأة في القرآن والسنة، موجودة بمركز دراسات المرأة والحضارة في الزمالك. أما عن حقائق الدين فنعم كما ذكرتي الواجب هو تشغيل العقل وتسيير الأمور ومحاولة السماع الحذر من علماء الدين فلا نأخذ منهم غير الأحكام المعروفة مسبقا فيكون كلامهم بالنسبة لنا وعظ للإلتزام بتلك الأحكام المعلومة سلفا كالصلاة والزكاة وقيام الليل والصيام وبر الوالدين وقراءة القرآن وعدم الكذب و الأخلاق الحميدة وو... الخ ولا داعي للتركيز فيما يلقونه من حقائق جديدة في طيات ذلك الخطاب الوعظي لأننا لدينا فكرة عن مقامهم الحقيقي من العلم والفهم، ومحاولة تشغيل العقل فيما يلقونه من تلك الحقائق الجديدة وعدم الوثوق فيها ابتداء كما نثق في الوعظ، كما ذكرتي هي جزء مؤقت لا كل دائم، لكن لن يظل هذا الجزء دوما هو الكل لأن الله وعد الأمة بأنه سيبعث فيها كل فترة من يجدد لها أمر دينها ومن للتبعيض يعني يرسل جماعة علمية، ومهمتها هو بيان الحقائق الجديدة التي تحتاج لدقيق فهم وتحليل. أما عن نفسي فكتجربة ذاتية موضوعية مدروسة أحكيها لعلك تستفيدين منها، بدأت حياتي بالقراءة لمن يُقال إنهم علماء الأمة ومفكروها الأئمة وبعد فترة وجدت كلامهم غير علمي كما اكتشفتي أنتي وغيرك، فهداني الله إلى العلماء المجددين، ووجود هؤلاء على نوعين 1- حكمي 2 - حقيقي. حقيقي بمعنى الوجود الجسدي كالدكتور طه العلواني، والحكمي بمعنى وجود كتبهم لا أجسادهم يعني ماتوا، فحددت من هم موجودون حكما وهما محمد رشيد رضا ومحمد دراز - رحمهما الله -، وأعرضت عن علماء هذا العصر - ولم اكن وقتها أعرف من الدكتور العلواني غير اسمه ولكن لم اهتم بالقراءة له لتكوّن انطباع عام لدي بأنه مثله مثل غير، مجرد انطباع عام لا أكيد لأني لا أحكم على شخص من غير أن أقرأ له ولكني مللت ولم أعد أطيق تضييع وقت أكثر مما ضاع فيمن لا أتأكد من علمه مسبقا - فظللت أستقي الحقائق من هذا النتاج حتى وجدت كتابا هو التوحيد ومبادئ المنهجية للدكتور العلواني فقرأت شيئا منه فوجدت أنه من جنس هؤلاء المجددين فزادت المصادر ثلاثة - وتلك المصادر فيما يتعلق بإصلاح الفكر المعاصر من زاوية الإسلام ولا يشغلني إصلاح التراث لأنه مهمة وتخصص ألصق بالأكاديميين لا يصح أن يشغلوا بها النخبة المسلمة والمثقفين، أي هو تخصص محصور في أروقة الجامعات شبيها بتخصص اللغة العربية والقراءات القرآنية وصمطصلح الحديث. فصرت أستقي من هؤلاء الحقائق الدينية الفكرية التي أبني بها عقلي ونفسي وأزيل الشبهات وأطور بها القدرات، ولو جد لي علم بأحد آخر سيدخل ضمنهم إن شاء الله. وهكذا.. وأنبه إلى أن التركيز في كلام المشهورين بالعلم الديني في زماننا من أهل الوعظ وتلقي الحقائق غير المعروفة منهم، سيأتي بنتائج خطيرة فإما تدمير عقل السامع فلا يفكر ويكون تدينه تدين تقليدي جامد قاتل للقدرات، أو لو فكر فلربما كفر وظن ظنون السوء بالإسلام لا سيما مع الغزو الثقافي الذي نتعرض إليه ليل نهار. هكذا سيرت أحوالي الدينية والحمد لله النتائج مذهلة فقد كونت بناء فكريا راقيا تيقنت من خلاله بعلو الفكر الإسلامي على كل نتاج البشر وأستطيع الجدال في ذلك والكتابة فيه بكل يقين.

تعليقات

المشاركات الشائعة