حوارات خفيفة مع الأستاذة منى (1)

الأستاذة منى التي كتبت عنها هذا المقال 
 http://elmorsykhalid.blogspot.com/2014/09/blog-post_13.html
تراجعت وبدأنا نناقش بعض ما لديها من قضايا برسائل على الفيس بوك
وهذا أول حوار.
منى:
-كنت حابه إني اوضح الموضوع عندي بس يمكن مش عارفه اشرح كتابة يعني بس هو كان موقف مريت بي وربطته بأحاديث وكنت في حالة صدمة خلتني افقد توازني تماما نفسيا إن يكون فيه في الدين حاجات تتناقض تماما مع مش بس المنطق لكن كمان الإنسانية والرحمة‎ ‎

وعقلي كان في حالة شبه هستيرية بيدور على مخرج من إن يكون الدين أي دين بيقول بالمعاني الإنسانية بشكل كلي مش شويه إنساني وشويه بيقسو على المرأة لقيت إن فيه ظلم بيين في كل الديانات وأرحمهم في الإسلام لكن أرحم القساة‎ ‎
يعني مش فيه رحمة بالمرأة اصلا وحاصرها في مكان معنوي دوني بغلاف مزخرف من إنصافها ‏‎.
- آسفة مش عارفه اشرح بشكل أدق الموقف اللي مريت بي أو اللي حصل قدامي يعني لكن بعدها انعزلت شويه وفكرت كتير بس عندي ثقة في ربنا إنه طيب اوي ومش بيعاملنا كدا بالدونية والظلم دا لإنه سبحانه وتعالى كامل مطلق وأكيد احنا حتى أعلم العلماء بالدين هم عقولهم مهما بلغت من علم وفهم فهم نسبيين فما بال أنا من عوام عوام العوام فأكيد محدش عارف يوصلنا الدين على حقيقته.

بس اللي تاعبني نفسيا جدا إضافة لكل الأفكار دي وغيرها من اللي بيدور في ذهني دايما هو ( لغاية إمتى ! ) .. ‏‎ ‎
يعني لغاية إمتى هنفضل كبشر وبالأخص حتى اللي اتولدوا مسلمين لغاية إمتى مش هنلاقي حد يفهمنا الحقايق ‏‎ ‎
وهل الصح إن إحنا منستناش اللي يفهمنا ويروح كل واحد منا بعقله لفين ما بهيديه ويوصله !‏‎ ‎
أكيد دا جزء بس هل بقى كل مش جزء !‏‎ ‎
طيب فين الفيصل ومين !‏‎ ‎
مفيش.. ‏‎ ‎
‏‎ ‎أنا مؤمنة بربنا اوي
مصدقة إن فيه ربنا وإنه الله مش حد تاني ‏‎ ‎
ومؤمنة بمنطقية إن يكون فيه حياة تانيه‎ ‎
ومؤمنة بمنطقية إن جايز يكون فيه فعلا رسل جم للبشر زمان‎ ‎
يعني مش مكدبة دا بس طبعا معنديش يقين بردو بكدا لإني مشوفتهمش بعيني ولا عاصرتهم هم خبر أخبرنا بي ولقيته منطقي عقلا ‏‎ ‎
بس التفاصيل اللي في الدين أو بمعنى أصح شرح ل اي هو الدين وبيقول اي محدش بيوصلنا دا بحقيقته والله وحده اللي عالم فين الحق‎ ‎
بس اللي وصلتله إن فعلا كل إنسان لازم يعيش باحث مش متلقي للعلم أو للدين لإن كل حد بيوصلهولنا بيشرح فهمه هو الشخصي وبيلصقوا بالدين على إنه هو الحقيقة‎ ‎
آسفة عن الإطالة بس يعني دي تعتبر عنواين عن اللي حاصل جوايا بشكل عام بخصوص فكرة الدين ‏‎ ‎
وأنا محتاجه اتناقش مع حضرتك ضروري في نقطة من يطلق عليهم علماء الدين أو رجال دين لإن المسمى نفسه كمان هو شايفاه إنه إستحالة يكون يرضي الدين الحق‎ ‎
حاسه إن المسمى نفسه المفروض يستأصل من الأمة الإسلامية الحقة‎ ‎
لإني بحس فيه إنه بيخلي الدين حكر على ناس يعني فهم الدين بقصد‎.
- ودا من الأسباب الرئيسية في رأيي اللي خلى غالب المسلمين يستسلموا لفكرة المتلقي يعني بقينا بنشوف ان فهم الدين ليه ناسه واحنا مش ناسه احنا ببساطه ناس عاديين بنروح نعرف منهم هم ديننا ونستسلم ونسلم ليهم عقولنا وحتى بنسلم ليهم ازاي نفكر في الدين من وجهة نظرهم هم وكإنهم هم اللي عندهم أوبشن الفهم والتفكر واحنا الإناء اللي بيصبوا فيه من أفكارهم وفهمهم الخاص بالمعلومات اللي هم فهموها بطرقتهم وشخصيتهم وتركيبة عقولهم ونظرتهم للأمور‎.
-

يعني بكل صراحة اللوم قبل ميكون عليهم ف للأسف احنا كناس اللي فتحنالهم اصلا المساحة دي من الحق دا خليناه حقهم ‏‎ ‎
وطبعا مش بقصد جيلنا احنا بقصد من كتير لكن حتى دا احنا كمان بنمارسه بالوراثة وجدنا ءآباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ‏‎ ‎
مش بس طلعنا مسلمين بالوراثة لأ وكمان دا‎ ‎
صدقني ياأستاذ خالد إحنا محتاجين قبل م نحاول نفوق اللي المجتمع أطلق عليهم علماء دين أو رجال دين إحنا محتاجين نفوق الناس إنهم لازم هم اللي يتفكروا قبل ميتلقوا ويسلموا زمام عقولهم لغيرهم تحت مسمى عالم دين ‏‎ ‎
وقتها بس إذا احنا كناس فوقنا وقتها بس استحالة حد منهم هيقدر يعمل غسيل مخ بفكره الشخصي بقصد أو غير قصد لان الناس هتكون واعية وعارفه اي حدوده وحدود اللي بيعرض علمه عليه منهم‎ ‎
يعني الاستسلام هو لربنا وللدين عمره أبدا ماكان لعلماء الدين زي م الناس بقت بتتعامل دلوقتي.
------------------------------------------------------------------
خالد:  أريد أن أبدأ بكلامك عن عدم اليقين في الأنبياء. أولا العقائد القطعية في الإسلام يكون الإيمان بها باليقين فيها، اليقين الذي لا يداخله ريب أو شك، والجواز ينافي اليقين كما قال الله { ذلك الكتاب لا ريب فيه} أما بخصوص تبريرك لذلك الموقف بنظر العين والمعاصرة فالواقع أن هناك في الإنسان حواس أخرى غير حاسة البصر يشاهد بها ويحس ويدرك بشكل صحيح كصحة مُدركات البصر بل أقوى!! فالبصر في أحوال ما قد يرى بشكل خطأ كرؤية العصا منكسرة لو كانت في ماء وأمثال ذلك كثير مما يحجب الرؤية البصرية الصحيحة، ويؤكد بطلان هذا المنطق أننا يقينا أبناء لأمهاتنا وأبابئنا وإخوة لأخواتنا لكننا لم نرى ذلك بالبصر، ولكننا وعينا على الدنيا فوجدنا أنفسنا وسط ناس قالوا لنا وعلمونا أنهم أهلنا وووجدنا من مشاعر الأيوة والأمومة ما يؤكد ذلك، ورأينا مستندات رسمية تثبت نسبنا إليهم ووجدنا البيئة المحيطة تؤكد لنا ذلك، ولكننا لم نبصر، ولا يُقبل أن يشكك أحد في أي شيء من ذلك ولرماه الناس بالجنون! وكذلك العلوم النظرية والعملية التي تُدرس في كل جامعات الدنيا هذه علوم لا تُدرك بالبصر ةولكنها مُدركة بالفكر فلا يُقبل أن يأتي طالب يُشكك في صدق أي علم منها طب هندسة زراعة تجارة نظم معلومات لغات..الخ، بل حتى الفلسفة التي تُشكك في كل شي لا يُقبل من أحد منهم التشكيك في شخصية المعلمين الأوائل في الفلسفة اليونانية كأفلاطون وأرسطو رغم أنهم قبل نبينا بآلاف السنوات ولم تحظ كتبهم التي هي المصادر الأم الكلاسيكسية لمواد الفلسفة في أنحاء الدنيا إلى الآن، لم تحظ كتبهم بجزء بسيط من الرعاية والحفظ الذي حظي به النص القرآني والأحاديث المتواترة والأحاديث الأخرى التي تثبت لدى المتخصص! ولم يحظ تاريخهم العملي الزمني بمثل ما حظي به تاريخ نبينا وحضارته التي أنشأها التي تُضنف كحضارة أولى أعلى وأعظم من حضارة الاسكندر المقدوني! ورغم ذلك لا يُقبل من أي من دارسي الفلسفة والفلاسفة أن يشككوا في وجود تلك الشخصيات وفي منتوجها الفلسفي بحجة أنهم لم يرونهم بالعين ولم يعاصروهم! وذلك لأن هذا النتاج مُدرك بالفكر، فالعلوم لها أصول تحتها أصول فأصول فأصول وكل أصل لاحق هو فرع لأصل سابقه، فيحدث لدى الدارس لذلك العلم من اليقين الفكري في صدقه بواسطة رؤيته لذلك الشكل التراكمي المتسلسل بعقله، فكذلك أمر أنبياء الله وبالأخص محمدا صلى الله عليه وسلم لأنه بمعجزته القرآنية حفظ سير هؤلاء الأنبياء السابقين بطريق يقيني لولاه لما ساغ للمؤمنين بهم إلى الآن أن يثبتوا بعثتهم السابقة، إذن فمنطق الاعتماد في تكوين اليقين على رؤية البصر وحدها منطق باطل لا يصح اعتماده ولا البناء عليه. وحين ننهي هذه الجزئية ندخل في غيرها.

أحب التنبيه إلى قاعدة تجعليها صوب عينك مدى الحياة وهي أنه لو كان كلامي حق وكلام العلماء الحقيقيين حق فالواجب هو إخضاعه لدائرة التفكير من جهتك والاختبار مدى الحياة لا مجرد يومين فترة النقاش فيه بينك وبين قائله! لكي يتأكد صوابه ويقينه أكثر ما دام أنه حق فيزداد إيمانك وانتفاعك به وهذا معنى " زيادة الإيمان" في العقيدة عندنا، أو يكون خطأ فتكتشفي خطئه ولكن لا تستعجلي بالتخطيء إلا بعد البحث والنقاش مع أهل العلم
 

تعليقات

المشاركات الشائعة