حوارات خفيفة مع الأستاذة منى (3)

الأستاذة منى التي كتبت عنها هذا المقال 
تراجعت وبدأنا نناقش بعض ما لديها من قضايا برسائل على الفيس بوك
وهذا أول حوار.
منى:
-كنت حابه إني اوضح الموضوع عندي بس يمكن مش عارفه اشرح كتابة يعني بس هو كان موقف مريت بي وربطته بأحاديث وكنت في حالة صدمة خلتني افقد توازني تماما نفسيا إن يكون فيه في الدين حاجات تتناقض تماما مع مش بس المنطق لكن كمان الإنسانية والرحمة‎ ‎

وعقلي كان في حالة شبه هستيرية بيدور على مخرج من إن يكون الدين أي دين بيقول بالمعاني الإنسانية بشكل كلي مش شويه إنساني وشويه بيقسو على المرأة لقيت إن فيه ظلم بيين في كل الديانات وأرحمهم في الإسلام لكن أرحم القساة‎ ‎

يعني مش فيه رحمة بالمرأة اصلا وحاصرها في مكان معنوي دوني بغلاف مزخرف من إنصافها ‏‎.
- آسفة مش عارفه اشرح بشكل أدق الموقف اللي مريت بي أو اللي حصل قدامي يعني لكن بعدها انعزلت شويه وفكرت كتير بس عندي ثقة في ربنا إنه طيب اوي ومش بيعاملنا كدا بالدونية والظلم دا لإنه سبحانه وتعالى كامل مطلق وأكيد احنا حتى أعلم العلماء بالدين هم عقولهم مهما بلغت من علم وفهم فهم نسبيين فما بال أنا من عوام عوام العوام فأكيد محدش عارف يوصلنا الدين على حقيقته.
بس اللي تاعبني نفسيا جدا إضافة لكل الأفكار دي وغيرها من اللي بيدور في ذهني دايما هو ( لغاية إمتى ! ) .. ‏‎ ‎
يعني لغاية إمتى هنفضل كبشر وبالأخص حتى اللي اتولدوا مسلمين لغاية إمتى مش هنلاقي حد يفهمنا الحقايق ‏‎ ‎
وهل الصح إن إحنا منستناش اللي يفهمنا ويروح كل واحد منا بعقله لفين ما بهيديه ويوصله !‏‎ ‎
أكيد دا جزء بس هل بقى كل مش جزء !‏‎ ‎
طيب فين الفيصل ومين !‏‎ ‎
مفيش.. ‏‎ ‎
‏‎ ‎أنا مؤمنة بربنا اوي
مصدقة إن فيه ربنا وإنه الله مش حد تاني ‏‎ ‎
ومؤمنة بمنطقية إن يكون فيه حياة تانيه‎ ‎
ومؤمنة بمنطقية إن جايز يكون فيه فعلا رسل جم للبشر زمان‎ ‎
يعني مش مكدبة دا بس طبعا معنديش يقين بردو بكدا لإني مشوفتهمش بعيني ولا عاصرتهم هم خبر أخبرنا بي ولقيته منطقي عقلا ‏‎ ‎
بس التفاصيل اللي في الدين أو بمعنى أصح شرح ل اي هو الدين وبيقول اي محدش بيوصلنا دا بحقيقته والله وحده اللي عالم فين الحق‎ ‎
بس اللي وصلتله إن فعلا كل إنسان لازم يعيش باحث مش متلقي للعلم أو للدين لإن كل حد بيوصلهولنا بيشرح فهمه هو الشخصي وبيلصقوا بالدين على إنه هو الحقيقة‎ ‎
آسفة عن الإطالة بس يعني دي تعتبر عنواين عن اللي حاصل جوايا بشكل عام بخصوص فكرة الدين ‏‎ ‎
وأنا محتاجه اتناقش مع حضرتك ضروري في نقطة من يطلق عليهم علماء الدين أو رجال دين لإن المسمى نفسه كمان هو شايفاه إنه إستحالة يكون يرضي الدين الحق‎ ‎
حاسه إن المسمى نفسه المفروض يستأصل من الأمة الإسلامية الحقة‎ ‎
لإني بحس فيه إنه بيخلي الدين حكر على ناس يعني فهم الدين بقصد‎.
- ودا من الأسباب الرئيسية في رأيي اللي خلى غالب المسلمين يستسلموا لفكرة المتلقي يعني بقينا بنشوف ان فهم الدين ليه ناسه واحنا مش ناسه احنا ببساطه ناس عاديين بنروح نعرف منهم هم ديننا ونستسلم ونسلم ليهم عقولنا وحتى بنسلم ليهم ازاي نفكر في الدين من وجهة نظرهم هم وكإنهم هم اللي عندهم أوبشن الفهم والتفكر واحنا الإناء اللي بيصبوا فيه من أفكارهم وفهمهم الخاص بالمعلومات اللي هم فهموها بطرقتهم وشخصيتهم وتركيبة عقولهم ونظرتهم للأمور‎.

-
يعني بكل صراحة اللوم قبل ميكون عليهم ف للأسف احنا كناس اللي فتحنالهم اصلا المساحة دي من الحق دا خليناه حقهم ‏‎ ‎
وطبعا مش بقصد جيلنا احنا بقصد من كتير لكن حتى دا احنا كمان بنمارسه بالوراثة وجدنا ءآباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ‏‎ ‎
مش بس طلعنا مسلمين بالوراثة لأ وكمان دا‎ ‎
صدقني ياأستاذ خالد إحنا محتاجين قبل م نحاول نفوق اللي المجتمع أطلق عليهم علماء دين أو رجال دين إحنا محتاجين نفوق الناس إنهم لازم هم اللي يتفكروا قبل ميتلقوا ويسلموا زمام عقولهم لغيرهم تحت مسمى عالم دين ‏‎ ‎
وقتها بس إذا احنا كناس فوقنا وقتها بس استحالة حد منهم هيقدر يعمل غسيل مخ بفكره الشخصي بقصد أو غير قصد لان الناس هتكون واعية وعارفه اي حدوده وحدود اللي بيعرض علمه عليه منهم‎ ‎
يعني الاستسلام هو لربنا وللدين عمره أبدا ماكان لعلماء الدين زي م الناس بقت بتتعامل دلوقتي.
---------------------------------------------------------------------
خالد:   أما بخصوص كلامك عن مسمى " علماء الدين" وأنه السبب في قبول الناس وضعية المتلقي الذي لا يفكر. فالكلام يكون على مستويات عدة نربطها ببعضها لتتضح الرؤية. أولا هل هناك علماء للدين الحق؟ ثانيا هل العلماء الحاليين هم مثال للعلماء الحقيقيين - حال قلنا بوجود علماء للدين الحق -؟ الجواب عن المستوى الأول سنسير في البحث فيه كما نسير في البحث عن السؤال التالي: هل يوجد علماء تجارة وهندسة وزراعة وطب؟ الجواب لو كانت هذه التخصصات علوم لوُجد لها علماء، وبما أنها علوم ولها كتب تُدرس بدقة وصحة إذن فلها علماء، ونعود لسؤالنا لنقول إن مشكلة رسل الله مع أقوامهم هي في هذه الجزئية، كانت الرسل تقول لهم الدين علم، وهو علم له معايير معينة بحساب لا يصح تجاوزها وأنتم تجاوزتموها! فيقول لهم الرافضون نحن لا نقبل بمعاييركم تلك فلنا ديننا ولكم دينكم ونحن متدينون ومعايير ديننا هي الصحيحة وليس الأمر كما تدعون من صحة معايير دينكم وخطأ معايير ديننا، فالمشكلة كلها هنا - في مستوى الكفر والإيمان - وهي هي المشكلة - في مستوى الأمة الإسلامية - بيننا وبين علماء الإسلام التقليديين نقول لهم علم الدين له معايير دقيقة أنتم تخالفونها بمعايير خطأ يقولون لنا: معاييرنا صحيحة ليست خطأ!. إذن فالدين ليس إلا علم له مناهجه ومعاييره الصادقة، فإذن يجب أن يكون له علماء. أما المستوى الثاني من البحث وهو أن العلماء الحاليين ليسوا علماء دين حقيقيين فهم لا يعرفون دور العالم الديني الحقيقي ولذلك نجدهم يعجزون عن القيام بدورهم المُفترض في تصحيح الفكر والريادة فيه لأنهم أصلا يتصورون دورهم خطأ تبعًا لتصورهم للدين بشكل خطأ - وإن ردد بعضهم شعارات عقدية صحيحة توحي بفهمه الصحيح لرسالة الدين لكنهم لا يستطيعون فهمها عند التفصيل ولا تطبيقها على الفكر والواقع بالأحرى -. نأتي لعلماء الدين الحقيقيين لكي نحدد العلاقة بينهم وبين المتلقي، فمسئوليتهم أن يعينوا المسلمين على التعلم من أجل التفكير والاستقلال والإبداع ليكون الوعي الشرعي والإبداع - وهو ما يُسمى في دراسات التراث بالاجتهاد - عاما في المسلمين، لا تعلمًا من أجل التلقين وتعطيل الدماغ، فما يُسمى بالاجتهاد ليس خاصا بعلماء الدين، ولكن المتعلم له أن يجتهد ويبدع بل واجب العلماء أن يحضوه ليجتهد مثلهم ويبدع ثم يناقشوه لينتفعوا بما جاء به أو ليفيدون بخطأ في اجتهاده، ويكون الفرق بين العلماء الدينيين المتخصصين وبين المتعلم غير المتخصص هو في زيادة العلم وزيادة التجارب بحكم السن بما لا يخرج الناقص المتعلم إلى ادئرة الجهل، ولكن كل منهم عالم - العالم والمتعلم - كلاهما عالم فيما هو يجيده وفقا للمعايير العلماية الصحيحة، ولذلك قامت مدرسة إسلامية المعرفة بهدف جعل الاجتهاد والإبداع في الدين مشاعا بين كل المسلمين بمختلف تخصصاتهم - وبالأخص العلوم الاجتماعية الإنسانية - لا حصرا على المتخصصين في علوم الدين.

تعليقات

المشاركات الشائعة