مناقشة في موضوع " خواطر في شعار الإسلام هو الحل"


مناقشة في موضوع " خواطر في شعار الإسلام هو الحل"
هذه مناقشة بيني وبين أخي مالك عبد الله حول هذا الموضوع
http://elmorsykhalid.blogspot.com/2013/04/blog-post.html
مالك: اتفق معك على فهمك للشعار
واختلف معك على المراد بالشعار
خالد: لماذا؟
مالك: لان من ياخذ هذا الشعار هو يخوض معارك انتخابيه بين جيوش من انصار العلمانيه واللبراليه وغيرها من الاسماء التى لم ينزل الله بها من سلطان
خالد:لا يصلح دعوتهم الى مجهول، القرآن أوجب البيان والوضوح في دعوة الكفار والمسلمين على سواء
مالك: عم هذا امر لا ريب فيه
وهذا كان شعار وليس المضمون
خالد: الشعار يكتسب فائدته من مضمونه، فهو كالحد الجامع المانع عند أهل الأصول حينما يضعون الحدود للتعريف والشرح، فالشعار ليس إلا خلاصة فكر ومنطق وفلسفة يحويها وتكون خلفية له
مالك: فلقد قلت فى السابق انى اتفق معك فى فهمك للشعار
، ولكن ياتى هذا المضمون عند حدوث الازمات والمشاكل فيبدا اهل الشعار فى عرض الحلول من اصل الشعار
خالد: صحيح فليأت بالحل أولا ثم يقول هذا هو الحل لا قبل أن يأتي به ويقول هذا هو الحل!! فما المشار اليه حينها إلا شيئا مبهما لا معنى له
مالك: لقد بنيا الاسلام على خمس اليس كذلك هل معنى هذا ان هذا هو الاسلام ام ان هذا هو بداية الاسلام ثم ياتى بعض ذلك التعمق فيه والاستفادة من هذا النور الالهى


خالد: كلامك صحيح، والاعتقاد الإسلامي يقول إن الفطرة تعرف الإسلام مجملا كما في الحديث الشريف (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ) ثم بعث الله تعالى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بتفاصيل هذا المجمل، فهل يصح أن تستبدل شعار الفطرة هي الحل بشعار الإسلام هو الحل؟ بنفس المنطق الخرافي يصح، ولو قال صاحب هذا المنطق لا يصح لطولب ببيان الفرق المؤثر بينهما وسيعجز عن هذا البيان لأن الفطرة تعرف مجمل الإسلام والإسلام تفصيل لهذا المجمل السابق ثم هو " الإسلام" مجملات لما بعده يقول نبينا (بُعِثتُ بجوامعِ الكَلِم" فكما أنك لا تستطيع الاستفادة بفطرتك في الواقع ما لم تعرف تفاصيلها" الإسلام" فكذلك لا تستطيع الاستفادة بالإسلام في واقعك ما لم تعرف تفاصيل ما تحتاج إليه منه، فالشعاران يشتركان في استحالة الاستفادة منهما – الاستفادة الواجبة لا مطلق الاستفادة -  ما لم تعرف تفاصيل حاجتك  منهما، إذا فيلزم صاحب المنطق الخرافي أن يجوز استبدال أحدهما بالآخر ويسوي بينهما ولو لم يسو بينهما لعجز عن بيان الفرق ولانفضح فكره الخرافي.
وللعلم: فإن هذا الإسلام المبعوث به نبينا " المجمل" جوامع الكلم لا يزعج جمهور العلمانيين والليبراليين  لأن أغلبيتهم الساحقة تعظم القرآن الكريم والسنة النبوية والنبي والصحابة وهناك اجماع بين علماء الاجتماع الكفار الغربيين على أهمية الدين في المجتمع بل ولربما وجدت كثيرا من الملحدين يتفق معهم على ذلك وإنما هو يختار الإلحاد كاختيار شخصي مع اقراره بأهمية الدين في المجتمع! أما الذين يطعنون مباشرة في دين الإسلام من العلمانيين فهم أقل القليل وباقي العلمانيين يتبرؤون منهم كما تبرأ شيخ العلمانيين العرب فؤاد زكريا من العلماني شبلي شميل  وأمثاله وقال إن هذا الصنف العلماني المتشدد لا وجود له في مصر من زمان طويل ( قاله في مناظرته مع د. محمد عمارة) والعلماني الدكتور جلال أمين كتب منذ أيام مقالا وقال فيه لا يجرؤ أحد على معارضة من يطلب تطبيق الشريعة ولا يجرؤ مسلم على أن يقول لا أريد تطبيق الشريعة الإسلامية! إذا فمطلق الفائدة ومطلق المنفعة المجملة العامة للإسلام وكونه دينا عظيما مفيدا للمجتمع لا يكفر به أحد من العلمانيين والليبراليين في مجملهم، فلا باعث ولا سبب منطقي إذا لأن ترفع شعارا مجملا " الاسلام هو الحل" وتجعله عنوان هوية خاصة لجماعة من المسلمين تشكل أقلية وسط الشعوب المسلمة ذات الهوية الاسلامية، ولكن ماذا تفعل في العقل الضعيف أو حدثاء الأسنان – وحداثة الأسنان تتحدد شرعا بالعلم والعقل لا بالسن- الذين يعملون من الحبة قبة!،.
يبقى أن يصحح أحد هذا الشعار من باب دعوة المثقفين الذين يفكرون في نهضة العرب إلى استنباط منظومة المفاهيم والحلول من الإسلام لأننا نعتقد أن الله أنزل الإسلام هداية للبشر إلى كل ما ينفعهم في مشكلات الفكر والاعتقاد والثقافة عموما كما أخبرنا الله بذلك في النصوص قطعية الدلالة والثبوت، أقول: صحيح، ولكن لو كان صاحب الشعار يقصد به دعوة المثقفين إلى ما تقول فلماذا كون جماعة وتنظيما وجعل هذا الشعار علامة هويته المختص بها ثم ما هي مساهمة صاحب أو أصحاب الشعار أنفسهم في استنباط حلول المشكلات من الإسلام؟! أليس أصحاب الدعوة هم أولى الناس بالمساهمة فيها؟ ( والمعروف أن كلهم وعاظ ومنهم علماء حفظ وشهادات رسمية لا علماء فهم من المسجلين في سجل الفكر العالي الجامع بين العلمية والدعوية لا المقتصر على الثانية فقط كالأئمة رشيد رضا ومحمد عبده ومحمد دراز وامثالهم) كل ذلك يدل دلالة قاطعة على أن أصحاب هذا الشعار لا يقصدون به الدعوة إلى ما تقول أو ما نسميه " صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان بالقوة لا بالفعل" فهم بفكرهم الخرافي الجُمَلي لم يفرقوا بين صلاحية الإسلام بالقوة وصلاحيته بالفعل او هم فرقوا ولكن تفريقهم لا يرقى إلى مستوى المقبول بموازين المثقفين الوطنيين المخلصين أهل الفكر العالي في مجملهم.
والفرق بينهما أن الإسلام هو الحل بالقوة أي أن الله اودع في نصوصه كل الحلول لكل المشكلات التي ستواجه البشر إلى قيام السعة أما " الإسلام هو الحل بالفعل" فمعناه أنه صار حلا فعلا بعد أن نجح أهل الجيل في استنباط حلول لمشكلاتهم من نصوصه ولذلك لا يصح أن نقول" الإسلام هو الحل بالفعل للمشكلات التي سيقابلها البشر بعد ألف سنة لأن الله لم يخلقهم ولا خلق  مشكلاتهم بعد، فكيف يكون المركب الواحد مخلوقا فعلا قبل أن يخلق الله بعض عناصره الأساسية التي يتركب منها، ولكننا نسطيع أن نقول الإسلام هو الحل بالقوة لمشكلات كل البشر الإنس والجن الذين سيخلقهم الله إلى يوم القيامة.
وهكذا ستجد كثيرا من تنظيرات كثير من الإسلاميين المعاصرين ( لا كلهم) لو وجدت ناقدا فاهما في الإسلام والفكر المعاصر لديه الشجاعة لأن يلقي عليهم الأسئلة والإشكالات كما تفعل لاتضح أن فكرهم قائم على الخرافة وعلى جهالات يظنونها علما وسنة تحزبوا عليها وتسببوا بها في مشكلات اجتماعية ونفسية وفكرية كثيرة مع المدعوين " عامة ومثقفين" وأضروا بالإسلام ذاته قبل أن يضروا
أنفسهم ومجتمعهم فنسأل الله تعالى أن يستبدل قوما غيرهم ثم لا يكونوا أمثالهم

تعليقات

المشاركات الشائعة