بنية التخلف


التخلف مبثوثة عناصره في المجموع أو البنية المركبة لا في السمات والأفراد. رأيت نماذج معاصرة كثيرة ترفع سمات وأفراد مسائل هي علامة على الانفتاح ولكن مجمل حالهم لا ينزع عنهم وصف التخلف، لكن للأسف الكثير يظنونهم منفتحين لا متخلفين لعدم علمهم ببنية التخلف.
هذا الكلام شرح لمقولة الإمام ابن القيم " العلم أمر آخر وراء الشبه والإشكالات"
جملة ابن القيم قالها في كتاب شفاء العليل في مسائل الحكمة والقضاء والقدر والتعليل، قالها وهو يناقش شبهات القدرية والجبرية بعدما كان يصور شبهاتهم العميقة جدا في الاستدلال والمنطقية والتعقيد حتى تبدو لمن لا يعلم وكأنها نتاج عقول عبقرية بلغت الغاية في العقلنة والتنوير، فذكرها ابن القيم حينها؛ مما يدل أن هذه الفرق كانت تحمل سمات المنفتحين العقلانيين وهي الاستمرارية في روح البحث والتعمق ف النظر والاستدلال ذي الصبغة البنيويةالمركبة المعقدة المتناسقة إلا أنهم لم يصيبوا هدفهم وهو العلم الصحيح بمسائل القضاء والقدر، وهكذا شاء الله أن يكون الابتلاء في كل شئون الحياة على هذا الوضع فحفت الجنة بالمكاره والنار بالملذات وقدر لأهل الباطل أسباب من الحق يدارون به باطلهم على من شاء الله إضلاله بهم، وقدر على أهل الحق أحوالا مرضية قد تنبع من تقصيرهم أو من عند الله لا من عندهم ليبتليهم ويبتلي بهم، فلا يبقى شيئا من الخير والحق والسعادة إلا ويحتاج إلى  جهاد طلابه، ولا يبقى شيئا من الشر والتخلف إلا ويحتاج جهادا من مقاوميه ليتم لهم التحرر منه وعدم مخالطته وبذلك يصدق قول الله {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} وقوله{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} على كل أحوال الدنيا مرضها وصحتها بل وعلى مراتب الدرجة الواحدة من العلو أو السفل في الهداية أو الضلال على كل الأحوال

تعليقات

المشاركات الشائعة