حول الفصل بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية (1)

حول الفصل بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية
استمعت اليوم إلى فيديو للدكتور عدنان ابراهيم ينتقد فيه الفصل بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية ويزعم أنه مبتدع، وأنا منذ فترة كتبت رأيي في هذا الموضوع حين انتقد الدكتور حاتم العوني نفس هذا الفصل ثم رد عليه طلاب العلم حدثاء الأسنان قليلي الأدب ونالوا من عرضه، و كان مما نقله الدكتور حاتم العوني تباعا ليؤيد كلامه نصا عن ابن تيمية نفسه من كتابه المشهور " الرسالة التدمرية" صريحا في أن العرب كانوا يشركون في الربوبية وأن القرآن الكريم سجل عليهم ذلك الشرك، فأرسلت رأيي للدكتور حاتم فأقره ولكنه ذكر أنه ينتقد النتيجة التي بناها ابن تيمية وابن عبد الوهاب على ذلك الفصل.
ونظرا لأني علمت من منهج أئمة الفهم رشيد رضا ودراز وأمثالهم أن الكلام في مثل هذه المسائل في عصرنا لا يصح ولا يليق فلم أشغل نفسي بالرد رغم علمي بتسجيل عدنان ابراهيم منذ فترة لكن لم أستطع تحميله إلا اليوم لأسمعه من باب الفضول لا بنية الرد، ولكن فاجأني الدكتور كعادته بسب ابن تيمية واتهامه بأنه اتبع الهوى وتولى عن النصوص القرآنية القاطعة في المسألة – تلك النصوص التي يحفظها الصبية في زماننا زمن الجهل! – واتهم من اتبعه على هذا التقسيم بأنهم كسالى فكريا فضايقني جدا ونويت الرد عليه وبيان المنطق العام وراء هذا الفصل الذي لو فهمه لعرف سر المسألة وأنه المخطئ – ولكني لن أتكلم عن النتيجة التي ينتقدون الفصل من أجلها وهي تكفير المسلمين كما يزعم لأني لا علم لي بها ولأن النتيجة الفاسد – لو كانت فاسدة – المترتبة على مقدمة قد يكون فسادها من فساد العلاقة المقامة بينهما لا من فساد المقدمة.
وقبل أن أكتب رأيي أريد أن أبدي عجبي الشديد المتكرر دائما من الدكتور عدنان وهو: كيف تقطع في ردك هذا على الإمام ابن تيمية في تسجيل صوتي مدته 120 دقيقة! أليس من اللائق بمثل هذه المسائل المعقدة والرد على الأئمة الجهابذة أن يكون الرد مكتوبا على التفكير المركب المعقد حتى يناسب فكر المردود عليه واستقصاء بناءه الفكري المعقد العميق بعيد الغور!، و كيف تجعل عمدتك في الرد على هذا الإمام وفي تلك المسألة المعقدة تلك الأدلةّ القرآنية والنبوية التي يحفظها الصبية الجهال في زماننا زمن الجهل! هل تؤمل من مستمعيك أن يصدقوا كلامك بتلك الأدلة المشهورة عند الصبية ويخطئوا ابن تيمية الإمام الجهبذ بإجماع كل من آتى بعده من مجددي الإسلام! ثم كيف تؤمل ذلك – لو فرضنا أن ردك يتناسب من حيث العمق مع مستوى المردود عليه وموضع الرد – رغم أننا في زمن الجهل ولا يمتلك المسلمون الوسائل العلمية التي تؤهلهم لتحقيق تلك المسائل التي تزعم أن الإمام ابن تيمية أخطأ فيها اتباعا لهواه!!! يا للمنطق ما هذا يا دكتور !!!! أنت كمن يؤمل الطير في الهواء إذا ألقى الرجل نفسه من عل!

تعليقات

المشاركات الشائعة