الشعب يريد تغيير الأحوال!.


الشعب يريد تغيير الأحوال!.
سمعت أحد السياسيين ينتقد مطلب الإسلاميين "تطبيق الشريعة" بحجة أن الشعب ثار لرغيف الخبز ونحو ذلك، والواقع أن هذه الحجة مغلوطة وساذجة جدا، تقول الدكتور "هبة رؤوف عزت" ما معناه إن الناس كانت تجدد المطالب الثورية بحسب ما يستحضره ذهنها في كل وقت.
وهذا هو المنطقي وتفصيله كالآتي: إن الناس الثائرة موزعة على كل طوائف الشعب فمنهم الطبيب والأكاديمي والمهندس والحرفي والطالب والفلاح .. الخ، وباقي الشعب مؤيد لهم، وكل إنسان منهم لا يعرف في غير تخصصه سوى ما يسر له علمه من الثقافة ( وهو قليل جدا) بحكم أن العصر البائد جرد الناس من صحيح الثقافة والفكر، فمن الطبيعي إذن أن يرفع الناس - وحالتهم هذه - مطالب عامة ك" الشعب يريد إسقاط النظام" ونحو ذلك، لا لعدم رغبتهم في نواحي التغيير الأخرى! ولكن لأن هذا منتهى علمهم بطبيعة الأحوال المعاصرة السيئة الواجب تغييرها ( وهم يستحضرون أن لو هذا المطلب العام تحقق لترتب عليه تحقيق المصلحة في كل نواحي الحياة الأخرى)، ووضعهم هذا يشبه وضع الإنسان إذا أحس بوجع؛ لا يملك إلا أن يذهب للطبيب المختص ليصف – المريض - له إحساسه وصفا مجملا مبهما لا يعرف تفصيله، ثم ينتظر من الطبيب أن يباشر عمله، ويفصل له المجمل ويصف له الدواء ويرسم له خطة تناوله، فكذلك شأن الناس في حياتهم عامة، هم خرجوا وثاروا بإحساس مجمل بضرورة التغيير ثم هم ينتظرون الآن أهل الخبرة والفكر ليشخصوا الأدواء ( في حياتهم المادية و المعنوية معا) ويفصلوا لهم ما أجملوه قبل، ويرسموا لهم خطة تعاطي الدواء. هذا هو الوضع المنطقي للثورة ولا أظن أحدا عاقلا يخالف في ذلك!. فالواجب الآن هو أن يصغي الشعب لأهل الخبرة والفكر ليسمع منهم ويفهم عنهم ويعينهم في تحقيق النهضة المرجوة في كل نواحي الحياة من مادية ودينية ومعنوية ومن تصحيح أخطاء الماضي والحاضر لأجل مستقبل أحسن.

تعليقات

المشاركات الشائعة