مؤسس علم الاجتماع الحقيقي هو نبينا الأكرم ثم صحابته الكرام.


كتبت هذه الخاطرة في الفيس بوك :" مؤسس علم الاجتماع ليس هو ابن خلدون ولا ميكيافلي! المؤسس الأول هو محمد - صلى الله عليه و سلم - وصحابته من بعده !!!!!
" فاستغرب بعض الإخوة فبينت مقصودي في هذه الكلمة – المختصرة جدا - ولو أي فاضل له تعليق أو نقد فليتحفني به ويفيدني بما عنده:
أقول: أنا لا أقصد بالطبع علم الاجتماع الحالي العاجز والفاشل، ولكني أقصد علم الاجتماع الحقيقي، والركن الركين في تعريف مفهوم " العلم" أيا كان هو " النظام" ثم معنى " علم الاجتماع" وهو علم من أنواع العلوم الأخرى - كعلم الهندسة والطب والمهن المختلفة – معناه نقلا عن الدكتورة " ثريا التركي" التعريف المعتاد لعلم الاجتماع هو أنه دراسة المجتمع الانساني والعلاقات الانسانية.
إذا تقبلنا هذا التعريف العريض، فإن العلوم الأكاديمية المألوفة المرتبطة بدراسة المجتمع الانساني والعلاقات الانسانية تشمل علم الانسان والاقتصاد والجغرافيا والعلوم السياسية وعلم النفس وعلم الاجتماع". وكل هذا بالطبع فيما عدا التفاصيل المهنية المتروكة لاجتهاد البشر فهذه التفاصيل متروكة للاجتهاد البشري وإنما كلامي على أصل العلم وأركانه وتفاصيله الكبيرة، وحيث أننا نعلم أن الدين نزل من السماء ليكرم بني الإنسان ويبعدهم عن التشبة بالبهائم كان من أخص الجنس الإنساني هو أن فرض الله عليه العيش على وفق " نظام" نظام سماوي من عند الله تكريما له على سائر المخلوقات، وهذا النظام كما مر شرحه هو " علم الإجتماع: أي الفرد في ذاته ومجتمعا بغيره" حتى أن " نظرية البدعة في الدين" التي أسسها الإمام الشاطبي في كتاب" الاعتصام" قائمة على أن البدعة والخطأ في فهم مقصود النص يأتي بسبب عدم النظر فيه على وفق " التفكير العلمي" والنظام هو أركن ركن وهو الناظم المشتركفي كل اعمدة وأركان التفكير العلمي .
وكل عاقل " وأقول عاقل!" يعرف أنه لا فصل في الواقع بين هذه العلوم فهي كأعضاء جسم الانسان لا تنفصل فهي متداخلة تداخل مزج والتحام لا مجرد تركيب وحسب، حتى أن الدكتوة " ثريا" تعزو سبب تخلف جامعات الخليج في تدريس هذا العلم أنها تفصل بينه وبين العلوم الأخرى لأن المدرسين ليس عندهم استعداد تحمل عناء البحث – إذا ربطوا العلوم ببعضها!!!- " انظر كلامها في مجلة المستقبل العربي الصادرة عن مركز دراسات الوحدة العربية عدد يونيو 2012 بحث بعنوان" التكوين العلمي في العلوم الاجتماعية حالة دول الخليج الغربي" وهو بحث ضمن عدة أبحاث في ملق متكامل خصصته المجلة لهذا الموضوع وعنوانه " الإنتاج السوسيولوجي العربي : المرجعيات والتكوينال علمي" .هذا بخصوص تعريف علم الاجتماع، أما بخصوص تعريف " دين الإسلام" فهو كما يقول الدكتور محمد دراز:" "التشريع الإسلامي – يقصد به الدين كله - في جميع مراحله وأطواره وفي جميع وسائله واتجاهاته، إنما يهدف إلى الإصلاح الخلقي والنفسي والفكري، والإصلاح الاجتماعي والسياسي والقاني وليس من شك في أن غاياته إنما تلتقي عند إيجاد مجتمع سليم نظيف، وشعب ناهض قوي، وإخاء عالمي يقوم على أساس من الحب والعدل والمساواة والسلام." كتاب " نظرات في الإسلام" ص 14. ويقول الشيخ " محمد رشيد رضا" –رحمه الله -:" الإسلام هداية روحية وسياسة اجتماعية ومدنية" ويقول في موضع آخر إنه" جوهر الدين ونظام الدنيا" ويسميه في مقدمة كتاب الوحي المحمدي " علم الحياة " والدين كما هو اعتقاد المسلمين " علم" حتى " الوعظ" الذي صيره الدعاة في القرون المتأخرة مجرد نصائح سطحية متخلفة، هذا الوعظ هو علم حتى إن الله وعظ المسلمين { إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ } والوعظ من العلم كما قال العلماء ، فالدين قائم على عبادة الله " العبودية" وهذه العبودية في المجملات و التفاصيل ولذلك فاقرأ كتب الفقه الإسلامي المطولات وكل كتب الدين المطولة عموما من مختلف علوم الدين ستجدهم يتعرضون لأدق أحوال وخصائص الانسان في نفسه وفي مجتمعه وعن العلاقة بينهما في مختلف مجالات الحياة، فهذه هي العبودية الكاملة عبودية تصير للإنسان " صبغة" لا مجرد" لون ظاهري" ولن تكون صبغة إلا إذا اخترقت كل قوى الفكر والعاطفة في الإنسان، وهذا هو الفرق بين الصبغة واللون كما قاله الله { صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ } والدين كذلك كما يقول الدكتور محمد دراز:" الشريعة الإسلامية - يقصد الدين كله- نبهت على مبادئ الحكمة النظرية تنبيها رقيقا، وبينت الحكمة العملية بكمالها" كتاب " الدين" ص64، ومبادئ الحكمة النظرية هي أصول العلم الإنساني – فردا ومجتمعا- بل هذه الحكمة العملية التي يتكلم عنها "دراز" يقصد بها العبادات التي اكتملت وليس فيها اجتهاد كالصلاة والزكاة والحج ونحو ذلك، وأخص هذه العبادات علاقةً بين الإنسان وربه هو " الصلاة" فانظر ماذا يقول فيها – وفي الأركان الأربعة – الدكتورُ دراز :" الأركان الأربعة المذكورة في الحديث – يقصد حديث بني الإسلام على خمس – لأنها شعائر ظاهرة، خاصة بهذا الدين، واجبة وجوبا عينيا، مقصودة للشارع قصدًا أوليا، موضوعة لإقامة مصالح الدين أولا، وبالذات، ومصالح الدنيا ثانيا، وبالعرَض" كتاب " المختار من كنوز السنة شرح أربعين حديثا في أصول الدين" ص212 فهو نبه على وضعها لمصالح الدنيا " أي الاجتماع" فما بالك بغيرها من العبادات التي ليست بدرجتها في الخصوصية " بين العبد وربه!" فهذا هو موضوع الإسلام، ونبينا جاء من هذا الموضوع بأكمل مما جاء به الأنبياء – كموسى وعيسى – من قبله وفقا لنظرية" تطور التشريع السماوي" التي أسسها الدكتور محمد دراز، وحينما لم يُفهَم " الإسلام" بهذا الفهم اندرست علومه وماتت وكرهه الكارهون وجهل به الجاهلون حتى أن كبار المفكرين في العالم العربي المنشغلين بالعلوم الإنسانية يقلدون علماء الغرب – في أصول فلسفية – تناقض أصول العقيدة الإسلامية الكبرى وهم لا يدرون ولا يشعرون!!!! لأنها ماتت لما انشغل العلماء بدين على وفق فهمهم المخالف لهذا الفهم

تعليقات

المشاركات الشائعة