مقياس - باطل عقلا وشرعا - مشهور في الأمم المتخلفة يحددون به درجات العلماء.

يشتهر في الأمم المتخلفة - كأمتنا - تحديد درجات العلماء على وفق مقياس كثرة التأليف أو الحفظ أو القاء الدروس، وهذا مقياس باطل شرعا وعقلا، وهذا المقياس هو الذي سيتحقق به نبوءة نبينا - صلى الله عليه وسلم - في آخر الزمان وهي اتخاذ الجهال رءوسا في العلم كما في الحديث " يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" لأن الناس لن تعمد إلى رجل ساكت لتتخذه عالما تسأله وتستهديه!!! قطعا سيكون هذا الرجل ممن يتكلمون أو يكتبون أو ينشغلون عموما بمواضيع العلم ولذلك ستتوجه له أنظار الناس ظانينه أهلا للعلم - وجزء من نبوءة هذا الحديث متحقق في هذا الزمان - .
ولكن المقياس الصحيح هو أن يتوفر لدى المنشغل بالعلم أصول التفكير العلمي مع العقل الوافر فإذا توفر له ذلك - وقد يكون قليل التأليف والكلام - ولكنه إذا ألف أو كتب أو تكلم كان كلامه له قيمة فكرية عالية ودرجة مقاربة منهجية عالية للمشكلة التي يختلف فيها أهل زمانه وهذا المقياس هو ما جاء في قطعة من حديث طويل لنبينا وهي "عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله " هل تدري أي الناس أعلم؟ قلت : الله ورسوله أعلم. قال: أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس، وإن كان مقصرا في العمل". ذكره الشاطبي في الاعتصام .
وقد عرف العقلاء هذا المقياس بعقولهم - وإن كانوا كفارا - ففاضلوا بين العلماء بقيمة العقل وتحصيله لأصول التفكير العلمي وتطبيقه لها في مشاركاته لا بكثرتها.
والآن وقد اتضح فساد هذا المقياس، فكيف نفاضل بالمقياس الصحيح؟ الجواب هو : أننا سنظل في هذا التخبط حتى يجمع الله عقولنا على نخبنا وقادتنا - العماء وفقا للمقياس الصحيح - فإذا حصل ذلك - وعرفنا قدرهم - دلونا على من يتوفر فيه المقياس الصحيح فاستجبنا لهم وحصرنا فكرنا وهمنا على نتاج هؤلاء ولم نبال بنتاج غيرهم - ممن لا يشملهم المقياسا لصحيح -

تعليقات

المشاركات الشائعة