كتاب الموافقات والعلم الشرعي الحقيقي

كتاب "الموافقات" للإمام الشاطبي، هو كتاب لا يستطيع كثير من طلاب العلم وعلماءه في هذا العصر فهمه بدرجة مقبولة، وعلى رغم ذلك فهو كتاب موضوع للمسلم العادي المثقف غير المتخصص في علم الشريعة - من طلاب الاجتهاد - لكي يفهم أسرار ومقاصد التشريع الالهي!!!!! والجملة الأخير قالها العلامة " عبد الله دراز" أبو " محمد عبد الله دراز" في مقدمته للكتاب.
لو تأملنا في ذلك لعلمنا أن ما يُسمى -الآن - علما شرعيا ليس هو العلم المقصود بالوحي المطهر ، وما يوصف بأدنى درجات العلمية - إن سلموا بعلميته أصلا! - هو العلم الذي نزل من عند الله كما فصل ذلك الإمام الشاطبي في الموافقات! . 

والحقيقة أن أغلب هؤلاء الطلاب والعلماء محرومون بالفطرة من فهم هذه العلوم - وهؤلاء هم الذين تزخر بهم الجامعات الشرعية الرسمية! وينالون درجات الدكتوراة الرفيعة! - وقد شكى الدكتور محمد عبد الله دراز إلى شيخ الأزهر في زمنه ذلك الأمر في مذكرة أرسلها إليه  ذكر فيها انتقادات لمستوى الطلاب المقيدين لنيل درجة "العالِمية" وذكر بعض الحلول، ومما قال فيها :" إن من الطلاب من يصح أن يُعد من طبقة العوام المحرومين بالفطرة من أهلية النظر والبحث"وقال: " وهنا موضع العجب البادي وهو كيف قطع هؤلاء مراحل التعليم وأُذن لهم بالوصول إلى باب العالِمية؟" انتهى كلامه. 

فهل نتفكر؟!

 وستظل هذه الكتب مندرسة حتى ينشأ جيل من الطلاب يهتم بموضوعها فيجددوها أثناء اشتغالهم ببحث هذه المواضيع ومخاطبة الناس بها بما يفهمون