تنبيه على خطأ الشيخ محمود شاكر في حق الشيخ رشيد رضا



قرأت مقدمة الشيخ محمود شاكر لكتاب " أسرار البلاغة" للجرجاني، فوجدته أساء جدا مع الشيخين محمد عبده ورشيد رضا ورماهما بأقبح الشنائع والفظائه.
من المعلوم أن الشيخين كانا من المجددين وكانا يرفضان العلوم الجامدة الصادة عن جوهر الين التي اشتغل بها العلماء المتأخرون، فالعجيب أن الشيخ محمود شاكر يقول إنهما قصدا إلى إسقاط تراث المسلمين وهذا منهما بدعة فظيعة وسنة سيئة أحدثاها هما فتلقفها كل من كان بعدهم حتى ادعى أن " طه حسين" نشأ على يد رشيد رضا!!!!!!!! ثم جمع كل هؤلاء بقوله إنهم " صغار – في الحقيقة – كبار في الرتبة"!!!!
فاستئت جدا لعظم المغالطات والافتراء على إمامين بذلا الغالي والنفيس في سبيل إحياء صحيح التراث وتنقية الدين مما علق به من شوائب وتجديده في عقول الناس ولا سيما رشيد رضا الذي قال كل من تكلم فيه من بعده – من الأئمة الكبار – إن أكبر مجددي الإسلام في العصر الحديث ونتاجه يمثل مداد روح النهضة الإسلامية الحديثة وقوام التفكير الإسلامي المجدد.
حمْل الشيخ محمود شاكر تجديدهما على إرادة إسقاط تراث المسلمين ما هو إلا فهم – غريب! – وظلم شنيع، وليست هذه الفهوم من سيما علماء الدين المعتبرين قط، فمثلا الإمام الشاطبي في كتاب الاعتصام ج1 ص 193 نقل قول بعض علماء الدين الكبار والمتصوفة  المتعين للسنة ذمهم لبعض العلوم ووسمهم لها بالبدعة كعلم النحو والجدل في الفقه ونحو ذلك، وقد وجه الإمام الشاطبي أقوالهم توجيهات صحيحة، وأول توجيهاته هو ما يقصد رشيد رضا بالتحديد!! فليقرأ كلامه من يريد.
أما ادعاء الشيخ بأن " طه حسين" نشأ على يد رشيد رضا! فما أدري ما أقول في هذه – بل وفي كلامه كله!- إلا قولي " حسبنا الله ونعم الوكيل!" ولك أن تُحمل " مجلة المنار"نسخة المكتبة الشاملة من الانترنت وتكتب في خانة البحث الخاص بالمكتبة اسم " طه حسين" وانظر ما سيظهر لك من ردود لرشيد رضا ولغيره على طه حسين ونص رشيد رضا على أن طه حسين يريد تشكيك المسلمين في دينهم وفي عقائدهم وفي تراثهم!!!! ورشيد رضا مات وطه حسين في عمر الأربعين يعني كان طه في عز ضلاله لأنه مات في الثمانين!.
وأما تشكيك الشيخ محمود في رتبة هؤلاء الأئمة الجبال، فحسبنا الله ونعم الوكيل. ومثل هذه الفهوم والأمزجة غير المعتدلة في عصرنا الحديث هي التي فتحت أعظم أبواب البدعة والضلال في الدين حينما اقتدى بهم الشباب البسيط " ضعيف العقل" حين فُتن بهذه النماذج " المشوشة" وذهل بهاعن دلالات نصوص الوحي المطهرالقاضية باحترام  الناس – ويتأكد الاحترام في حق أخير الناس بعد الأنبياء والصحابة ألا وهم الأئمة المجددين – كما كان أئمة الحق من أهل السنة والجماعة، وكما كانوا يعرفون أقدار الناس على حقيقتها بلا افراط ولا تفريط.
وللشيخ محمود  شاكر في هذه المقدمة تنقص لظاهرة الجماعات الاسلامية لأنها في نظره تجمع شوية صبيان يتكلمون في الدين على جهل!!!
يجب أن نفرق بين التخصصات حتى نتفادى هذه المطبات الموقعةف ي الضلالات، فكون الشيخ محمود شاكر إمام في اللغة العربية – وهو كذلك – لا يعني كونه بنفس الرتبة في علوم الدين والفكر!!
كما يقول الذهبي رحمه الله : ( كم من إمام في فن مقصر عن غيره؛ كسيبويه، مثلاً، إمام في النحو، ولا يدري ما الحديث.ووكيع إمام في الحديث، ولا يعرف العربية... وعبدالرحمن بن مهدي إمام في الحديث ، لا يدري ما الطب قط. وكمحمد ابن الحسن، رأس في الفقه، ولا يدري ما القراءات. وكحفص، إمام في القراءات، تالف في الحديث).
كلام الذهبي منقول بواسطة الدكتور أحمد القاضي من هذا الرابط
http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=pu55jypz

المشاركات الشائعة