ما أنواع العلوم الشرعية التي يحتاجها أهل العصر من طالب العلم؟ ل د. "محمد دراز"


ما أنواع العلوم الشرعية التي يحتاجها أهل العصر من طالب العلم؟ ل د. "محمد دراز"
هذا جزء من مقدمة الدكتور محمد دراز –رحمه الله - لكتابه" المختار من كنوز السنة النبوية شرح أربعين حديثًا في أصول الدين" ألفه عام 1350/ 1932م عندما أُسند إليه درس الحديث النبوي لطلاب كلية أصول الدين بالأزهر الشريف في أبواب مختارة من كتاب" تيسير الوصول" الذي وضعه العلامة " الزبيدي" الشافعي، وكان هذا الكتاب كأصله وأصل أصله مجموعا من الكتب الستة المشهورة.
يقول
"واعلم أنك لن تجد ههنا من الأحاديث ما فيه تفصيل لكيفية الوضوء والصلاة وأحكام الطلاق والظهار والمواريث والحدود ونحوها من الفروع التي أوسعها الفقهاء بحثًا واختلافًا، فإن طالب تلك الفروع إن كان من الجمهور فكتب الفقه أدنى إلى تناوله، وإن كان من الخواص، أعني من طلاب الاجتهاد أو الترجيح في الشريعة، فإنه يجد ضالته عند " ابن تيمية الأكبر" في " المنتقى" و " ابن حجر" في " بلوغ المرام" وأمثالهما من الكتب التي عُنيت بجمع أحاديث الأحكام خاصة وعُنيت شروحها ببيان وجوه الاستنباط منها، ووصف معترك الخلاف فيها بين المجتهدين.
ولكنك ستجد إن شاء الله في هذا " المختار" ضربًا من الحديث كان متفرقًا في كتب السنة تفرُّق الذهب في مناجمه ولا أعلم أحدا أفرده بالتأليف قبل اليوم على شدة حاجة الناس إليه وقلِّة اختلاف الفقهاء فيه. هذا الضَّرب من الحديث منه تُستَمد أصولُ العقائد الإسلامية، وأصول الأحكام العملية والآداب الشخصية، والاجتماعية، والسيرة الصحيحة النبوية ومنه تتجلَّى عظمة الإسلام في متانة عقائده، وجماله في سهولة تعاليمه وسمو مقاصده، وبه تجد الدعوة إلى الدين مساغًا في نفوس جاهليه، وتزداد محبته تمكنًا في قلوب أهليه وفيه ما يحتاجه العقل من تثقيف، والنفس من تهذيب وإليك نموذجًا من هذه المجموعة:" سأنقل المقدمة كلها قريبا ان شاء الله.
تعليق:
وعلى هذا إجماع أئمة النهضة الإسلامية الذين وُجدوا بعد سقوط الخلافة الإسلامية! وهو إجماع كل من شيوخ الإسلام كابن تيمية والشافعي لو كانوا وُجدوا في هذا العصر ( ابتسامة) ولكن قدّر الله – تعالى - أن تتخذ الصحوة الإسلامية طريقا عكس هذا الطريق ( وهو الطريق الأول الموصوف في الكلام المنقول للدكتور محمد دراز)! وكانت من هنا أصل محنة الدين الإسلامي والصحوة الإسلامية في هذا العصر! وقد استفاد أعداء الدين من هذه المحنة في تمدد فكرهم ونشر ضلالهم، وكذلك الحكومات الإسلامية وأصحاب القرار لهم تدابير ومساع تجعل المتوجهين لدراسة العلوم الشرعية في الجامعات الرسمية من أضعف العناصر البشرية وهؤلاء لا يجدون مجالات للبحث وللمدارسة تتفق وطبيعتهم؛ إلا في الطريق الأول وأشباهه من الطرق!، والمعاهد الشرعية الأهلية نشأت لاستدراك هذا الخطأ فوقعت في مثله!، وقد تنبه لهذه الحقيقة الدكتور الليبرالي أسامة الغزالي حرب"! حيث ناشد الأزهر الشريف بعد الثورة المصرية أن يستقطب أفضل العناصر البشرية الموجودة للدراسة فيه،وهي العناصر التي تتوجه لكليات القمة التجريبية والفكرية. ولكن هل يُفكر ويتأمل القوم ؟ وكيف يُفكرون بعد ما فقدوا الاستعداد للعلم وللتفكر، فقدوه بسبب التعليم المشوه السيئ! كما معروف في العلوم الاجتماعية والاسلامية أن هناك أنواعا من التعليم تأتي بنتائج عكسية عما ينتجه التعليم! فيكون المتعلم بعد تعلمه أشد جهلاً من الجاهل قبل التعلم! كما أن الناشيء ضلالُه عن بدعة أخطر من الناشيء ضلالُه عن جهل أو تكاسل! .

تعليقات

المشاركات الشائعة