سؤال حضاري للأستاذ الدكتور سعيد صيني

سؤال حضاري للأستاذ الدكتور سعيد صيني .

هذا سؤال يرد عليّ من زمان عبر جهدي الفكري الذاتي في واقعنا، ومن المفترض أن يرد الآن  على كل متابع لقضية " الشيخ عائض القرني والأستاذة سلوى العضيدان" سيما مع قراءته للتعليقات القيمة للدكتور سعيد صيني على القضية – ولا رأس إن لم يجب الدكتور  لأسباب كثيرة، ومحاولة توجيهي السؤال له لرؤيتي فيه العقل الذي يفتقده الكثيرون، ومن الممكن مناقشة هذا السؤال من أي أحد لأنه من الأسئلة الأصلية الجوهرية في النهضة .

أنا كشاب – وكثيرون غيري - يقرءون بنية معرفة الحقائق وتكوين أنساق فكرية ومناهج علمية أتعامل بها مع الكون والحياة بشكل علمي منهجي كما أمرنا الله – تعالى –، و لما ثبت من كون  تحصيل هذا الهدف ينتج حضارة على أرض الواقع، ولا نختلف في أن تحقيق هذا الهدف لا يتم إلا بالقراءة والتلقي الفكري من المؤهلين فكريًا للأخذ عنهم. والسؤال هنا: كيف لهذا الشاب أن يعرف هؤلاء المؤهلين؟، والثابت لدي أن تزكيات مشايخ الإسلام مشوبة بمقاييس تقدح في حقيتها، ومن هذه المقاييس: مقياس العاطفة الإيمانية التي ينظر فيها الشيخ أو العالم المزكِّي للدوافع اللإيمانية وللأهداف التي يسعى المُزكََّى لتحقيقها بأعماله – سيما مع واقع الدعوة الاسلامية المعاصرة من الضعف فهم يريدون تشجيع الناس بالبذل الفكري عبر تشجيعهم وحضهم بالتزكيات – ولكن ثبت لدي أن هذا هو حال تزكيات شيوخ الدين وحتى مشايخي! فلم أعد أثق في أغلب تزكياتهم – من حيث إثبات أصل التأهيل أو من حيث إثبات علو درجة المؤهل عن غيره من المؤهلين بالدرجة التي يصورونها في تزكياتهم– غير الأسباب الأخرى الثابتة لدي دون السبب السابق، وحتى في المجال الثقافي البعيد عن المجال الشرعي الصحوي الاسلامي وجدنا قول الأستاذ عبد الله الناصر في هذا الحوار

http://www1.alwatan.com.sa/Culture/News_Detail.aspx?ArticleID=84913&CategoryID=7#.TylhNBl1cAE.facebook

ووجدت (أمارة) على وجود هذا الخلل في المجال الحضاري السياسي من قول الأساتذة الحاضرين في مؤتمر بعنوان"مفهوم الحضاري ومعالم منظور جديد في العلوم السياسية والاجتماعية
24/10/2010" عقده مركز الحضارة للدراسات السياسية بالقاهرة، في تعقيبهم على جلسات المؤتمر قولهم: ب"ضرورة تقييم المفكرين بصورة تتناسب وحجم أعمالهم ومضمونها الحقيقي." .

فنريد الاستهداء برأي فضيلتك في هذه المعضلة التي تواجه الشباب الصادق، في هل فضيلتك ترى سؤالي هذا في محله وأن الأمر واقع كما أصوره؟، وكيف نتعامل معه إن كان واقعًا؟

وجزاكم الله خيرا

خالد المرسي