حول الخلافة الراشدة والتمكين الذي وعده اللهُ المسلمين

حول الخلافة الراشدة والتمكين الذي وعده اللهُ المسلمين.

بقلم/ خالد المرسي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
يقول الدكتور عبدالله النفيسي : (لا أتمنى أن تصل أي حركة إسلامية لحكم أي بلد .. لأنه من خلال تعاملي ومعايشتي للحركات الإسلامية قيادة وقاعدة ، أستخلص بأن الحركات الإسلامية مشبعة بالتربية الحزبية وليس التربية الاجتماعية .. لذلك لا أتمنى أن تصل حرصا على المشروع الإسلامي وخوفا من أن يتعرى سياسيا ..).


هذا شرح وتفصيل مُختصر لفقه هذا الموضوع :


1- هذه الجماعات والحركات الإسلامية تصلح فقط كمرحلة إنتقالية وخطوة ضمن سُلَّم الوصول للخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة أو التمكين الموعود أهلَه به بناطق القرآن الكريم وصحيح السنة المطهرة كما تُجمع هذه الجماعات على كونه هدفًا نهائيا لها.


2- هذه الجماعات لا تصلح ولا يجوز لها الآن تولي شئون أي بلد مسلم بصفتهم أهل التمكين والمشروع الإسلامي الذي عناهم ناطقُ القرآن وصحيح السنة.


3- هذه الجماعات أو أحد أفرادها قد تصلح لتولي شئون البلاد الإسلامية الآن إذا توّفر في أحدهم الشروط اللازمة لتولي منصب الرئاسة، وإذا قدَّمت نفسَها للناس بصفتهم مسلمين عاديين؛ لا بصفتهم أهل المشروع الإسلامي والتمكين القرآني؛ وإذا فُقِد أحدُ هذين الشرطين لا يجوز لهم تولي شئون البلاد؛ وإذا فُقد الشرط الثاني فقط، وحكمت بصفتها أهل التمكين القرآني فسيصير مصير البلاد والعباد إلى خراب في الدنيا والدين، وسيستحيل على هؤلاء المدعين أن يقيموا هذا المشروع الإسلامي وهدفَهم النهائي في البلاد التي تولوا شأنها استحالة شرعية وعقلية وقدرية، وسيتعطل المشروع الإسلامي كثيرا كما يقول الدكتو عبد الله النفيسي. وتفصيل ذلك كالآتي:
يقول الشيخ محمد رشيد رضا "أبو السلفية في مصر: ( إتفق علماء الإجتماع والسياسة والمؤرخون من الأمم المختلفة على أن العرب ما نهضوا نهضتهم الأخيرة بالمدنية والعمران إلا بتأثير الإسلام في جمع كلمتهم، وإصلاح شؤونهم النفسية والعملية؛ ولكن اضطرب كثير من الناس في سبب ضعف المسلمين بعد قوتهم، وذهاب ملكهم وحضارتهم، فنسب بعضهم كل ذلك إلى دينهم، ومن يتكلم في ذلك على بصيرة يثبت أن الدين الذي كان سبب الصلاح والإصلاح، لا يمكن أن يكون سبب الفساد والاختلال، لأن العلة الواحدة، لايصدر عنها معلولات متناقضة، فإذا كان لدين المسلمين تأثير في سوء حال خلفهم، لا بد أن يكون ذلك من جهة غير الجهة التي صلحت بها حال سلفهم، وما هي إلا البدع والمحدثات التي فرقت جماعتهم، وزحزتهم عن الصراط المستقيم)(1). نقول الآن ونسأل: ما الذي أدخل هذه الشبهة على هذا الفريق من الباحثين؟ هو أن هؤلاء المتدينين المبتدعين المتخلفين قدَموا أنفسَهم للناس باعتبار أنهم أصحاب المشروع الإسلامي الأمثل – وإن كانوا غير ممكنين-، وإلا فلو كانوا لم يقدموا أنفسهم بهذه الصفة لنُسب تخلُفهم الدنيوي إلى شخوصهم لا إلى تدينهم فدينهم؛ شأنُهم في ذلك شأنَ الحكام المسلمين اليوم بما فيهم حكام المملكة السعودية القائمةُ شرعيتُهم على أساس المنهج السلفي الذي جدده الإمام محمد عبد الوهاب، ومع ذلك لم ينسب أحد التخلف النهضوي إلا لشخوص هؤلاء الحكام المستبدين والمقلدين المستهترين بشئون بلادهم. واعلم أن البدع التي يقصدها رشيد رضا ليست مقصورة على بدع المسائل العقدية المشهورة كالصفات الالهية والقبور والايمان وو... فقط بل هي أشمل من ذلك كما سيأتي ، ووضعية هؤلاء المبتدعين المتخلفين هي إحدى الوضعيات التي شرع الله لنا أن ندعوه أن لا يجعلنا فيها {رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً للقوم الظالمين } إذًا فنحن متفقون على أن التخلف ينبع من التدين المنقوص أو الذي يخالف تدين الأنبياء بخاتمهم محمد – صلى الله عليه وسلم – وصحبه رضوان الله عليهم ومن اتبعهم بإحسان من العلماء الربانيين . نأتي الآن لحال الجماعات والحركات الاسلامية المعاصرة. سؤال: لماذا قلنا بصلاح هذه الجماعات لمرحلة انتقالية وكخطوة فقط؟ لأن هذه الجماعات الإسلامية على خير كثير جدا يؤهلها لشَغل هذه المرحلة الانتقالية فقط، ولا يؤهلها للتمكين في الأرض الآن. فمثلاً الجماعات السلفية تقوم بحراسة الدين ونجحت في ذلك أيَّما نجاح، فهي تنشر علوم الآلة وأحكام الديانة ( وهذا جزء كبير فقط من المنهج السلفي العلمي الفكري)، والإخوان المسلمون متميزون في التنظيم الجيد، وباقي الجماعات لها جهد واضح في نشر دعوة الخير . سؤال: لماذا إذا لا تصلح للتمكين القرآني في الأرض الآن؟ لأن هذه الجماعات على ما فيها من خير، تشيع فيها روح التقليد لا التجديد والإبداع، فإذا جئنا مثلاً للجماعات السلفية التي هي عماد الصحوة الإسلامية المعاصرة نجدهم – في الجملة – اقتصروا على حراسة الدين ( في جزء كبير لا في كله) وأهملوا جانبًا هو جوهر الدعوة السلفية كما يقول الدكتور مصطفى حلمي عن هذا الجوهر:(إن من أبرز معالم المنهج السلفي الدعوة إلى الإرتقاء إلى مستوى أهل القرون الأولى المفضلة في تحقيق عقائد الإسلام وشرائعه ومُثُله العليا على المستويات الفردية والإجتماعية والسياسية والأخلاقية والتربوية والعالمية، فهم يعبِّرون بسلوكهم عن جذورنا الحضارية التي لن تقوم لنا قائمة مرة أخرى إلا بهذه الجذور نفسها. ومن ثم فإن جوهر الدعوة قائم على إحياء مبادئ وقيم)(2) يعني هذا الجوهر متمثل في المبادئ والقيم والروح والمفاهيم والخطوط العريضة والآداب العامة التي يسميه الشيخ رشيد رضا ب ( سياج الدين ونظام الدنيا)(3) ثم علينا عرْض هذا الجوهر على الناس بثقافة عصرهم وبما يناسب ثقافة المدعوين لا بثقافة القرون الوسطى، وهذا الذي هو جوهر الدعوة السلفية غائب الآن ! فإذا عرفتَ هذا وعرفتَ معه أن مفهوم الخلافة الإسلامية الراشدة الموعود بها أهلَ الإيمان هي في أبسط تعريفاتها وتصوراتها : (أن تفهم جماعة من الناس معينة متنوعة المنهجَ السلفي وتُحسِن تصوره ثم مع الوقت تنجح في التكيف به وتمثله، ثم تمتلك هذه الجماعة الأسبابَ الطبيعية لحكم بلادها؛ فتحكم وتجعل هذا المنهج هو السائد الظاهر في المجتمع وتعين من لم يفهمه على فهمه والتكيف به وتقيم شرع الله في الأرض )، فإذا كان جوهر الدعوة السلفية غائبًا الآن فهل يجوز لعاقل أن يتوقع قيام شيئ ليست فيه أدنى مقومات القيام التي لا يقوم إلا بها؟!. وسبب غياب هذا الجوهر هو أن إحياءه يحتاج لدعاة وعلماء مبدعين في الخطاب الديني، والمبدعون قلة، بينما الكثيرون يستطيعون حراسة الدين من حيث هو نقل كما هو الغالب على الجماعات السلفية الآن، بل وهذه الجماعات السلفية لو وجدت في صفها من يسَره الله – تعالى - لإحياء هذا الجوهر لَلِفظته وخافت منه؛ لأن المُقلد ضد المبدع، والعقلية المتحجرة المنغلقة ضد العقلية المتحررة، ضدان لا يجتمعان أبدا لأن موضوع كل منهما متناقض في ذاته وفي نفس الأمر، أو على أقل تقدير سوف يقف البعضُ منه موقفَ الريبة ولن يجد من يتفاعل معه ويسمعه ويتفهمه من هؤلاء.


نأتي الآن الى الجزئية رقم(3) التي نقول فيها أن هذه الجماعات أو أحد أفرادها إذا وُجدت فيه الشروط والمؤهلات اللازمة لمنصب الرئاسة فتولى حكم البلاد، فليقدم نفسه للناس بوصفه مسلما عاديًا، مِثلُهم أو مِثلُه مثلَ من سيترشح الى الرئاسة كالدكتور عبد الأشعل أو غيره، فكما أن الأشعل أو غيره وطني مسلم ذو عاطفة إسلامية جياشة لو وصل للحكم أفاد الإسلام بما يعتقد، فكذلك تلك الجماعة أو الحركة أو الفرد الإسلامي إذا حكم سيفيد الإسلام مثل الوطنيين ،مع وجود فروق في مدى نسبة الإفادة كمًا وكيفًا، فلربما كانت نسبة الإسلاميين أكبر لكن مهما كبرت هذه النسبة لن تُخرجهم جميعهم عن وصف مسلم عادي وطني، ولا تسمح إطلاقا لأحد او جماعة أن يصف نفسه بوصف أهل التمكين القرآني لأنه كما قلنا أن جوهر المنهج السلفي غائب عن الجماعات السلفية ، وما هو أوسع من الجوهر غائب عن باقي الجماعات . فلو استطاعت هذه الجماعة أو الفرد الحكم بهذه الصفة وحسنََت وضعَ البلاد عما كانت عليه؛ فخير وبركة، وإن فشلت عجزًا أو تعمدًا وسوء نية؛ فتتم انتخابات أخرى وتنتقل السلطة بشكل سلمي وهكذا دواليك. سؤال: وماذا لو تولت الجماعة أو الفرد بصفتهم أصحاب المشروع الإسلامي وأهل التمكين القرآني الموعود الذي أنفذه الله لهم؟ ومكنَّهم في أرضهم كما وعدهم؟ سوف تكون الصورة كالآتي: وجود سوء تصور لدى هولاء الممَكنين في مفهوم الخلافة الراشدة وصفتها وصفة أهلها . فإذا عرفتَ هذا وعرفتَ معه أن جوهر الدعوة السلفية الذي يسميه رشيد رضا ب ( نظام الدنيا) هو أو ما يحل محله؛ ضرورة عقلية من جهة عضوية فسيولوجية بمعنى أن أي جماعة بشرية انسانية لن تستطيع الحياة على الكرة الرضية إلا بتصورها ل ( نظام دنيا) لأن هذا النظام يشكل أصولَ وأطر العقل التي ينطلق منها ليفكر ويتعامل مع الحياة والأشياء ويظل يحوم ويسبح داخل هذه الأطر وبدون هذا النظام يستحيل التعامل والتفكير في شيء، وعليه، فإنك ستجد كل جماعة كافرة او مسلمة متكون عندها هذا النظام سواء من تراثها أو من استيراده من نُظم أخرى خارجية كما يفعل نخب وحكام العالم الإسلامي. فإذا عرفت هذا وذاك قلنا : حيث أن الجماعة التي تولت الحكم تتصور خطأً أنها اهل التمكين القرآني والخلافة الراشدة، يلزم من ذلك أن تنسب نظامها الدنيوي إلى دين محمد وصحابته ومن تبعهم باحسان من الربانيين، وهو في الحقيقة ليس كذلك لأنه غائب غير ظاهر أصلاً فضلاً عن وجود كيان متمكن فَهِمَه وتكيَّف به! ولكنهم ستلزمهم هذه النسبة الخاطئة تبعًا لسوء تصورهم وخطئهم في توصيف أنفسهم، ووقتها لا تسأل عن حجم الخلل والإنحراف الذي سيُرتَكب باسم الدين والمشروع الإسلامي الكامل تجاه من يخالفهم من التوجهات الإسلامية الأخرى، أو عموم المسلمين، وإذا كان المُشاهد الآن في فترة الضعف كم المعارك بين أكبر الجماعات السلفيين والاخوان كما يقول الدكتور عبدالله النفيسي، فكيف لو تمكن هؤلاء؟! لربما تحولت مصر إلى بركة من الدماء وثكنات عسكرية وحروب مذهبية طائفية وهذا بدلالة الأولى، كما هو معنى قول الشيخ ياسر برهامي (إنَّ قوةَ الترابط بين أفراد الأمة وقِلَّةَ التنازع لهو سِمِةٌ ضروريةٌ للطائفة المؤمنة المُهَيَّأَةِ للتمكين، أفتـَرَونَ أمَّةً تتنازع وهي في مرحلة الاستضعاف؛ ماذا يصنع بعضُها ببعض إذا مُكِّنَ لها وعند وجود السلطان والمال والسلاح؟! إذا كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يَخشى على أصحابه الذين رباهم على عَيْنه أن تُفتَح عليهم الدنيا، فيتنافسوها كما تنافسها مَن قبلَهم؛ فتهلكهم كما أهلكتهم؛ فما تَرَوْنَ فيمن بَعدَهم ممَّن لم يَتَرَبَّ مِثلهم، ولا أَخلَصَ مِثلهم، ولا صَدَقَ مِثلهم؟!
إنَّ ضَعفَ الروابط بين الأفراد وكثرةَ المنازعات مِن علامات إرادة الدنيا وضعفِ الإخلاص والصدق؛ ممَّا تكون مصلحة الأمَّة فيه أن تبقى في فترة الإحراق ولا تتحول إلى فترة الإشراق؛ لأن فترةَ المِحنة تؤدي إلى خُمود الأمراض، وفترةَ التمكين تؤدي إلى ظهور الأعراض لهذه الأمراض)(5).
وهذا الخلل الناتج من هؤلاء سيتأثر به من هم خلاف الإسلاميين وسيتراكم لديهم في خاصة أنفسهم نوع تَمَلمُل وتبرُّم من أهل المشروع الإسلامي، ومع الوقت سيترسخ في وعي بعض هؤلاء المتبرمين نوع تململ وتبرم من الدين ذاته مثل ما حكاه رشيد رضا عن الفريق من الباحثين وحكى مثله الدكتور محمد البهي عن فريق كبير من طبقات المجتمع العليا في مصر بعد الإستقلال (6).
 و إذا سالتَ وقلت لي لماذا تقطع بأن هذا الإنحراف سيصدر منهم ؟ أليس من الممكن ان تستقيم لهم الأمور وتستقر البلاد ،شأنهم شأن من يحكمها من وطنينن واسلاميين؟ أقول: أني أعتقد جزمًا بأن من عنده هذا التصور السيء المنسوب الى الدين لابد وأن تفسد عليه أحوالُه، ثم أصلاً نحن نوقن بأن البلاد الإسلامية لن تستقر إطلاقًا إلا بأن يفيء من يحكمها إلى شرع الله بفهم السلف الصالح، والدليل على ذلك كثير من آيات القرآن الصريحة والأحاديث الصحيحة الصريحة، وتاريخ الأمة الإسلامية يشهد بتلازم التخلف النيوي بالتخلف الديني، وهذه الدلالة والمدلول مُجمعُ عليها، حتى المراكز الغربية البحثية توقن بذلك وإن كانت لا تعرف سببَه كما يعرفه اهلُ الإيمان، وإنما نحن نسعى فقط للتغيير من أسوأ إلى أقل سوءًا ليرتاح الناس شيئًا ما، ولتجد الدعوة الإسلامية منافذ أرحب تنتشر من خلالها . وإذا قلت : لعل هذه الجماعات لو تولت الحكم أن تنجح في الإنتقال من الأسوأ إلى الأقل سوءًا شأنهم شأن من سيتولى من الوطنيين الصالحين؟ أقول: هذا بفرض حدوثه إن حدث؛ فلماذا ينسبون أنفسهم وقتها لأهل التمكين القرآني والمشروع الإسلامي ، وهم ليسوا كذلك؟ هذا عدم إحترام لعقول الناس، وهو كذب على الله، وعلى دينه، وسيفضحهم الله بأفعالهم التي سيستدل بها العوام على استحالة تطابق حال هؤلاء مع الدين الغالي والمركوز حبه في قلوب الشعوب العربية المسلمة ( والعوام في مثل هذه المواطن يتمتعون بأرقى مستويات الذكاء والفهم والعقل على الإطلاق )، وأيضا سياتي من الطائفة ( التي تكفَّل اللهُ – تعالى - بإيجادها تحفظ دينه حتى قبيل الساعة ) لتبين للناس الفرق بين حال هؤلاء المدعين وبين حال محمد وصحبه ومنهجهم الشامل بشكله الصحيح الذي لا يصح معه دعواهم النابعة عن سوء تصورهم هذه، وفي هذا حفظ للمنهج السلفي من أن يشوه جمالَه ضعافُ العقول ناقصو الفكر، ومن هذا الطريق أيضا ما قلته سابقًا من استحالة تحقق الخلافة الراشدة لهم شرعًا وعقلاً وقدرًا. فشرعًا: لأنها عبادة مشروطة بشرط، توجد بوجود وتعدم بعدمه؛ وحيث أنه غير موجود فيستحيل وجودها بالشرع. وعقلاً: لأنه – مع شرعًا السابقة – قد ثبت بدراسة المنهج السلفي وحالَ أهله السابقين تاريخيًا وإجتماعيًا وشخصيًا دراسةً مادية مجردة عن الوجه الإيماني الديني أنهم عباقرة بما فيهم محمد – صلى الله عليه وسلم – يُقرَُ بذلك المسلمون والكفار الدارسين، والمعلوم من حال الجماعات والحركات الإسلامية ( في الجملة) أنهم ضعاف العقل ناقصو الفكر(7) وفي الجملة نستطيع أن نقول أن : ( عقل الصحوة الإسلامية المعاصرة عقل ساذج). وقدرًا: لأنه كما مر شرعًا، ولأن الوجه القدري الذي يجوز وقوعه هنا، هو الذي دل عليه الحديث النبوي المتفق عليه ( إن الله لَينصر هذا الدين بالرجل الفاجر)، وهذا يدل على النصر الجزئي لا الخلافة الراشدة كما في الأحاديث التي تنص على دخول الرجل الذي أبلى بلاءً حسنًا في قتال الكفار النارَ ، أو ييسر الله الفاجرَ لأنْ يتخذ قرارات في صالح أهل الدعوة لاتفاق مصلحته مع مصلحتهم كما حدث ويحدث، ومن هذا النوع القدري حرق "محمد بوعزيزي" نفسه بالنار ( رغم أن هذا الفعل من كبائر الذنوب ) إلا أنه كان سببًا في انفراجة واسعة وهدية من الله ونصر جزئي للاسلام والمسلمين نرجو أن يتمه الله علينا .
والحمدلله رب العالمين.
-----------------------------
(1) من تعريفه لكتاب الإعتصام للشاطبي.
(2) كتاب" الرد على منتقدي السلفية" ص 204.
(3) تفسير المنار: ج1 ص.109 .
(5) مقال بعنوان" توجيهات قرآنية على مفترق الطرق".
(6) كتاب الإسلام في حل المشكلات الإجتماعية المعاصرة" .
(7) كما هو مُشاهَد للمتابعين للساحة ، وكما قال الأستاذ " أبو الأعلى المودودي" :( من دواعى الأسف أن الذين عندهم نصيب من القوى الفكرية والقلبية من النوع الأعلى من أفراد أمتنا هم مولعون باحراز الترقيات الدنيوية جاهدون فى سبيلها ليل نهار ولايقبلون فى السوق الا على من يساومهم بأثمان مرتفعة ومابلغوا من تعلقهم بالدعوة الى الاستعداد للتضحية فى سبيلها بمنافعهم بل ولابمجرد امكانيات منافعهم فاذا كنتم ترجون معتمدين على هذه العاطفة الباردة للتضحية .أن تتغلبوا فى الحرب على أولئك المفسدين فى الأرض الذين يضحون بالملايين من الجنيهات كل يوم فى سبيل غايتهم الباطلة فما ذلك الا حماقة ) من تذكرة دعاة الاسلام: ص56






تعليقات

‏قال خالد المرسي
نشر هنا
http://www.rpcst.com/articles.php?action=show&id=841

المشاركات الشائعة