لماذا أفكر وأكتب عبر رشيد رضا ومحمد دراز وأمثالهم؟


بينت بعض أسبابي سابقا في الإجابة عن هذا السؤال والآن أضيف وأقول:
لماذا كل كتاباتي مليئة بكلام رشيد رضا ومحمد دراز ، أقول: هذا لا عن عجز بالاستدلال بالنصوص الدينية أو بكلام السلف، فأنا أستطيع النقل عن كتب السلف كابن تيمية وغيره، بل ومن نصوص الوحي، ولكن لأنني أخاطب العقول المتألقة لا الخاملة، وأنا أعلم من حال هذه العقول أنه قامت لديها أدلة على أن الإسلاميين لا يفكرون تفكيرا سليما علميا، وهذا يعني – عندهم - أن نظرهم وفكرهم لا يستحق الاعتبار سواء كان فكرا يفهم الوحي مباشرة أو يفهم نتاج علماء السلف كابن تيمية وابن كثير وأمثالهم، وبما أنني من الإسلاميين وحكمي كحكمهم في نظر تلك العقول، فأنا أريد أن أقول لهذه العقول: إن كلامي ليس هو فهمي للنصوص لأني لست أهلا للاجتهاد، وليس هو فهمي لكلام السلف لأن هناك فجوات زمنية بيننا وبينهم حدثت فيها تغيرات ثقافية ولا يستطيع فهم كلامهم التفصيلي ومنهجهم العام وتنزيله على واقعنا – بعد حدوث هذه التغيرات – إلا أهل الاجتهاد أيضا – وأنا لست منهم – وبناء عليه، فما أنا إلا ناقل عن أهل الاجتهاد – رضا ودراز وأمثالهم – وإن كانت لي نظرات إبداعية فهي في سياق التعليق على كلامهم والتوسع فيه فلو اعتبرها من أخاطبهم غير علمية – لأني إسلامي – فلن تؤثر في موضوع دعوتي لأني ناقل عن أهل الاجتهاد المعاصرين الذين ثبت اجتهادهم بالضرورة في آفاق العالم كله وشهد لهم كل من أتى بعدهم من علماء ومفكري الدين الإسلامي بمختلف مذاهبهم وطوائفهم بل شهد لهم التغريبييون – لكن لا يقبلون أحكامهم وإن احترموها لأسباب تتعلق بالغزو الثقافي الذي هم فيه ولأسباب اجتماعية وثقافية داخلية أخرى .
نعم هناك قلة من علماء الإسلام في هذا العصر تفكيرهم علميا ولكن للأسف حكمهم – في نظر العقول المتألقة – كحكم الأغلبية! أليست القاعدة العقلية والنفسية تقضي بأن الحكم للأغلب؟ ثم إن كثرة الاضطراب الحادث بسبب كثرة الكلام والاجتهادات المنسوبة للعلم والفكر والحركة المستمدة – في نظر أصحابها – من الدين الإسلامي وأغلبها عاطفي خطابي لا علمي، هذا الاضطراب أذاب الحدود الفاصلة بين الجهل والعلم، وبين العلم العادي والعلم المبدع. أو بين التفكير العلمي والتفكير غير العلمي فيما يتصل بقضايا العلم والفكر الإسلاميين، أذابها في نظر من ليس عالما شرعيا فصار لا ينتبه إلى القلة من العلماء الأحياء الآن – والذين هم في الحقيقة تفكيرهم علميا بخلاف الأغلبية المعاصرة -

تعليقات

المشاركات الشائعة