معنى عقيدتنا:" الإسلام هداية روحية وسياسة اجتماعية مدنية".

يقول الشيخ رشيد رضا في مقال بعنوان " فاتحة كتاب الخلافة والإمامة العظمى": 

الإسلام هداية روحية وسياسة اجتماعية مدنية، أكمل الله به دين الأنبياء وما أقام
عليه نظام الاجتماع البشري من سنن الارتقاء .
فأما الهداية الدينية المحضة فقد جاء بها تامة أصلاً وفرعًا ، وفرضًا ونفلاً ،
ولما طرأ الضعف على المسلمين جهلوا هذا الأصل ، فغلا بعضهم في الدين ، فزاد
في أحكام العبادات والمحرمات الدينية والمواسم ، والأحزاب والأوراد الصوفية ، ما
ألفت فيه المجلدات ، ويستغرق العمل به جميع الأوقات ، ويستلزم جعله من الدين
نقصان دين الصحابة والتابعين إذ لم يكن لديهم شيء منه ، ولو اشتغلوا بمثله لما
وجدوا وقتًا لفتح البلاد وإصلاح أمور العباد .
وأما السياسة الاجتماعية المدنية فقد وضع الإسلام أساسها وقواعدها ، وشرع
للأمة الرأي والاجتهاد فيها ؛ لأنها تختلف باختلاف الزمان والمكان ، وترتقي
بارتقاء العمران وفنون العرفان ، ومن قواعده فيها أن سلطة الأمة لها وأمرها
شورى بينها ، وأن حكومتها ضرب من الجمهورية ، وخليفة الرسول فيها لا يمتاز
في أحكامها على أضعف أفراد الرعية ، وإنما هو منفذ لحكم الشرع ورأي الأمة ،
وأنها حافظة للدين ومصالح الدنيا ، وجامعة بين الفضائل الأدبية والمنافع المادية ،
وممهدة لتعميم الأخوة الإنسانية ، بتوحيد مقومات الأمم الصورية والمعنوية ، ولما
طرأ الضعف على المسلمين قصروا في إقامة القواعد والعمل بالأصول ، ولو
أقاموها لوضعوا لكل عصر ما يليق به من النظم والفروع .

تعليقات

المشاركات الشائعة