عن المجلس العسكري

أنا مستغرب من الهجمة على المجلس العسكري هذه الأيام! مهما قيل عن تباطئه في تنفيذ مطالب الثورة!، لأن هذا البطئ شيئ طبيعي حيث أن النظام الدولي هو الذي يتحكم في العالم كله خاصة مصر! والطبيعي أن يركع له النظام المصري . ولكن الكلام الجاد يجب أن يكون في تقدير ما إذا كانت إرادة النظام الحالي تهدف لصالح البلد أصالة أم لا، فلو كانت تهدف لصالح البلد أصالةً فلا نبالي بتنازلاته وركوعه أمام الضغوط الغربية لعلمنا بأنه لن يركع إلا عند الضرورة فقط وسينحاز للشعب في مساحات الحرية الخالية من ضغط غربي وإقليمي؛ ويتم تقدير حقيقة إرادة النظام هذه بمجموع أفعاله وبميزان المحللين المتصالحين مع الارادة الشعبية والنظام الشعبي العام لا التغريبيين - إذ التغريبيون قد يكون لهم موازين مختلفة تتعارض مع مزاج الشعب المصري فينحازون لأي من السيناريوهات التي تحول دون تأثير الشعب في توجيه الثورة وأعتقد أن منها قولهم أن الجيش أجهض الثورة! ويقصدون بذلك التنسيق ولغة الود بين النظام وبين القوى الاسلامية المتغولة في الشعب، بينما كان الوضع المتسق مع الثورة في نظر التغريبيين هو التعظيم من شأن القوى المدنية - التي بدأت الثورة في نظرهم - في مقابل تحجيم القوى الدينية، ويقولون أن الذي بدأ الثورة هو مالكُها ثم الذي أدار ووجه الثورة هم آخرون غير مالكيها لا يستحقون هذا الوضع - أي الاسلاميين - وهذا في نظرهم وضع ظالم غير متسق مع مبدأ العدالة - هذا ما فهمته من كلام الدكتور جلال أمين في لقاءه بصالون الشروق وهو يوقع كتابه الأخير. وأنا هنا لا أنتقد الحراك الشعبي  - فهو خير دائما وإن كان النظام عادلا موثوقا فيه -

تعليقات

المشاركات الشائعة