العلاقة الحتمية بين الوعي الثقافي والحكم الصالح

العلاقة الحتمية بين الوعي الثقافي والحكم الصالح


خالد المرسي   |  17-09-2011 00:21

الثورات الشعبية تقوم لإسقاط نظم الحكم المستبدة، فإذا سقطت هذه النظم وتنسم الشعب نسيم الحرية؛ لا يمكن الحفاظ على مكتسبات الثورة والحفاظ على الحرية وقطع الطريق على نشوء نظم مستبدة بعد ذلك إلا بطريق واحد وهو الوعي الثقافي عموما والسياسي خصوصا ، وأعني به أن يعرف أفراد الشعب ما لهم وما عليهم ويراقبوا أداء الحكومة ومؤسسات المجتمع ليعرفوا مدى اقترابها أو ابتعادها عن تنفيذ ومراعاة المصالح وخطط التنمية العقلية والمادية التي تتفق مع مصالح الشعب وخير دنياهم وآخرتهم، وكذلك معرفة ما يجد من مشاكل وما يُطرح لها من حلول. وعلى هذا تؤكد الدراسات الغربية والعربية من أنه لا يمكن تصور قيام نظام حكم غير مستبد وديمقراطي بدون تحقق الشعب بهذا الوعي الثقافي، وأن هذا الوعي هو الذي يهدف إلى استقرار توازن النظام، وأنه يجعل من الصعب على أي نظام سلطوي أن يستمر* ويقول الرئيس الأسبق للبوسنة " علي عزت بيجوفتش" – رحمه الله –
" ولست أشك أن الأمية تؤدى وظيفة لاغنى عنها للحكومات المستبدة .،
صدق السياسى الذى قال: إن الشعوب الجاهلة أسلس قيادًا من الشعوب المتعلمة".
ومن أهم ما يجب علمه من طبيعة هذا الوعي الثقافي أو ( البصيرة بالزمان) هو: أن أهم العقائد والعبادات التي هي من أصول وواجبات ومشروعات الدين الاسلامي لا يتسنى للمسلم القيام بها على وجه أكمل إلا إذا كان بصيرًا بزمانه. وكذلك من طبيعة هذا الوعي الثقافي أنه لا يمكن معرفته والوصول له في سنة أو سنتين ، بل يتوصل إليه بشكل تراكمي على فترات زمنية متباعدة، والواجب على الشعب المسلم أفرادا وجماعات أن يبدأ من توه لتحصيل هذا الوعي ومن سار على الدرب وصل.
* للاستزادة" الاتجاهات المعاصرة في دراسة الثقافة السياسية" د. عبد السلام نوير. مجلة عالم الفكر عدد يوليو 2011م
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=77819


 

تعليقات

المشاركات الشائعة