حقائق هامة عن الإرهاب والإرهابيين من كلام أكابر علماء الغرب (2)

أمريكا رائدة الإرهاب
يقول " جان بوديار" في كتابه الذي أتينا على ذكره في المقال الأول أثناء تحليله لغزو أمريكا العراق: أن أمريكا تستخدم مع الدول الأخرى أسلوب الإرهاب الوقائي ومعناه عندهم هو القبض على المجرم قبل أن يقوم بجرمه وقبل أن يثبت ما يدينه أصلا بل بمجرد التخييلات والأوهام ففي إحدى فقرات المقال يقول ما نص ترجمته" وهذا – يشير الى ما سبق من معنى الارهاب الوقائي – هو على وجه التدقيق سيناريو حرب العراق: القضاء على فعل الجريمة القادم في مهده ( استخدام صدام لأسلحة الدمار الشامل). والسؤال الذي يطرح نفسه بصورة لا تُقاوَم، هو: هل كانت الجريمة المفترضة سترتكب؟ لن نعرف شيئا عن ذلك أبدا مادام قد تم استدراكها.( صدام بلا أهمية. ) لكن ما يرتسم عبرها، هو تفكيك برمجة آلي لكل ما يمكن أن يحدث، شكلٌ من الوقاية على المستوى العالمي، لا من كل جريمة فحسب بل من كل حدث يمكن أن يشوش نظامًا عالميا يعتبر مهيمنا. إجتثاث الشر في كل أشكاله، اجتثاث العدو الذي لم يعد له وجود بوصفه كذلك ( يتم استئصاله لكل بساطة)، اجتثاث الموت تصير" صفر من الموتى " لا زمة للأمن العام. مبدأ حقيقيًا في التنظيف والتحذير و( منع الضلال)، ولكن دون توازن الارهاب. هذا الردع بلا حرب باردة، هذا الإرهاب بلا توازن، هذه الوقاية القاسية باسم الأمن سيصير استراتيجية كونية." وبالطبع فكلامه هذا كان إثر غزو العراق لأمريكا قبل أن يثبت أن العراق كانت خلوا من أي أسلحة وكانت أمريكا تعلم بذلك كما يقول كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المسئول عن التفتيش الدولي وملف العراق النووي، ويقول" جان بوديار" في فقرة أخرى :" ولكن ما هي حينئذ الاستراتيجية الأخيرة أو على الأقل النتيجة الموضوعية لهذا الابتزاز الوقائي؟ إنها ليست توقع الجريمة، وإقامة الخير، وتصحيح مسار العالم اللاعقلاني. حتى النفط والاعتبارات الجغرافية الاستراتيجية المباشرة ليست الأسباب الأخيرة. إن السبب النهائي هو إقامة النظام الأمني، تحييدٌ عامٌ للشعوب على قاعدة لا حدث نهائي. نهاية التاريخ بمعنى ما، ولكن لا تحت علامة الليبرالية المنتصرة على الإطلاق ولا الإنجاز الديمقراطي كما هو الأمر لدى فوكوياما – بل على قاعدة إرهاب وقائي يضع حدًا لكل حدث ممكن.".
ويقول علماء السياسة في تحليل وتفسير هذه العقلية الغربية أنه: بعد الحروب العالمية الثانية وما أملتها من ظروف سياسية معينة ظهر في أمريكا ميدان بحثي يُسمى ب " ميدان دراسات الشخصية القومية" وتولت هيئات بحثية متخصصة بالعمل في هذا الميدان وهدفه هو إعداد دراسات حول المقومات الرئيسية التي تميز الشعوب وتعبر عن الطابع العام لمجتمع ما، ونتجت عن هذه الدراسات  إعتقادٌ بأن بعض الشعوب لها طابع عدواني أو ثقافة قومية عدوانية ، وهذا الطابع يشكّل في إعتقاد هذه الهيئات أنه " القوة الرئيسية المحركة للصراعات والحروب الدولية" وعلى ذلك يرى هذا الاتجاه ضرورة مواجهة تلك الأمم ومحاصرتها كوسيلة فعالة للحيلولة دون تفجر الحرب نفسها ، وبما أنه لا يمكن القول بوجود اتفاق دولي عام حول وصف بعض الشخصيات القومية بالميل إلى العدوان؛ فالأمر كله يتوقف على الاتجاه العقائدي أو السياسي أو القومي لمن يقوم بتصنيف الدول إلى مجموعات عدوانية وأخرى محبة للسلام" منقول بتصرف من دراسة بعناون "الاتجاهات المعاصرة في جدراسة الثقافة السياسية" للدكتور عبد السلام علي نوير" وفي هامش هذا الكلام يشير الدكتور لمراجع هامة فيقول" د . منير بدوي، تحليل الصراع الدولي، في: د. علي الدين هلال ود. محمود إسماعيل ( محررين)، اتجاهات حديثة في علم السياسة، القاهرة: اللجنة العلمية للعلوم السياسية والادارة العامة بالمجلس الأعلى للجامعات 1999،ص 384.
وفي هذا الصدد يعتبر" ويلسون" كتابات هنتجتون حول الإسلام وتهديده للغرب من أبرز الأمثلة في مجال تحليل الشخصية القومية أو السمات الاجتماعية لشعب ما. انظر :  Wilson: op cit pp254-255

تعليقات

المشاركات الشائعة