متغايرون متماثلون (2)

متغايرون متماثلون (2)
أهتم بتوثيق فكري ليتبين أصالته وصلته بفكر من سبقني على رطيق الحق (الشرعي والعقلي) هذا نص ل "هيجل" يقول فيه :"فالاتجاه الشكلي الذي تتحامل عليه فلسفة العهود الجديدة وتقلل منه دون أن تمنع تولُّدَه المستمر في أحضانها"
هذا نص يدل على أن المفكر الذي ينتقد خطأ ما قد يقع فيه ذاته لكن من جهة أخرى وهو لا يشعر ويظن أنه نجا منه بل يعمل على نقضه وتصحيحه! وهذا معنى "متغايرون متماثلون" كما شرحته في هذا المقال الأول
http://elmorsykhalid.blogspot.com.eg/2017/05/blog-post.html…
وسأفيض في كل هذه الأوضاع بالتحليل في بقية مقالات عنوانها "هل يوجد في بلادنا في العصر الحديث مفكرون وباحثون علميون؟" لكن الآن باختصار أقول: لا تنخدعوا بمن يدأب في انتقاد انحرافات ما فتظنوا أنه نجا منها، ففي بلادنا تجدون الجماعات والمفكرين ينتقد بعضهم بعضا ويرصدون انحرافات شائعة في عقول الجماعات والمفكرين كانحرافات السطحية والفهم الخطأ للدين والفهم المفرغ من معنى والفكر غير الوطني ونحو ذلك، بينما ستجد من ينتقد ذلك ويتوسع في نقده، هو هو واقع فيه لكن من جهة أخرى، وسر ذلك هو أن تعرف أن معرفة الخطأ بإجمال سهل، وحتى العوام غير المتخصصين قد يعرفونه بفطرتهم وعقولهم الساذجة، بل قد يسبقون أدعياء التخصص في هذه المعرفة! أفلم نرى عواما كثر عرفوا أن حسن البنا جاهل وفارغ الفكر في حين انشغل دكاترة في العلوم السياسية بتحضير رسائل دكتوراة عنه؟! أما معرفة الخطأ بتفصيله فهو الصعب لأنه يحتاج إلى عنصرين متوازيين هما واحد في الحقيقة كوجهي العملة الواحدة، يحتاج المفكر إلى دراسة الحق بتفصيله لكي يعاير به محتويات واقع وعقول معاصريه فيعرف بهذا المعيار انحرافاتهم بتفصيلها، هذا هو العلم وهو التحدي وهو الذي يكون به أهل الحق "متغايرون غير متماثلين" وحجر الزاوية في هذه العملية هو "الحق بتفصيله" لأنه هو الباقي القديم المبارك الموعود أهله بالتوفيق الالهي، أما الانحرافات فغامضة كثيرة بلا منتهى ولا حدود لها بالنسبة إلى حدود الحق كما قال الله {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } جمع سبل الانحراف وأفرد سبيل الحق، أما المكتفون بالاطلاع على الخطأ إجمالا ولا باع لهم في دراسة العنصرين المتوازيين، فستجدونهم يعيدون ويزيدون في التنديد بالخطأ وأهله ويسودون في ذلك مقالات وكتبا كلها كلام عمومي فارغ من معنى، لفظي، أدبي، مفردات علمية تعبيرية بلا علم حقيقي، كما سأشرحه في المقالات سالفة الذكر فلا تنخدعوا.

تعليقات

المشاركات الشائعة