العقلاني أفضل الناس عند الله.

العقلاني أفضل الناس عند الله.
يقول الله تعالى عن نفسه {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} يقول الإمام ابن عطية في تفسيره :" قال أبو قتادة – ونحوه عن ابن عمر- قلت: يا رسول الله، ما معنى قوله تعالى {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} ؟ فقال:" يقول تعالى: أيكم أحسن عقلا، وأشد لله تعالى خوفا، وأحسنكم في أمره ونهيه نظرًا، وإن كانوا أقلَّكم تطوعا"
الحديث واضح أن أعظم الناس عند الله هم العقلاء المتفقهون في دينه، ولا يحسن أحد التفقه في دين الله إلا بعد (وبالموازاة) مع تحسين ثقافته العقلية المحضة وضبط استدلالاته العقلية، لأن التفقه الإسلامي الصحيح لا يتنزل إلا على نفس صالحة (عقليا ونفسيا) وللأسف فبسبب شيوع دجاجلة تحدثوا باسم الدين فشوهوا مفاهيمه وغلو في العبادات الظاهرة، فأدعياء السلفية يغالون في العبادات كقيام الليل وصيام النوافل (راجع هذا المقال فيه زيادة بيان لهذه الجزئية
http://elmorsykhalid.blogspot.com.eg/20…/…/blog-post_8.html…)
وغيرهم معهم، يغالون في حفظ كتب التراث وقراءتها بلا فهم رغم انفصالهم عن واقعهم المعيش، وغيرهم يغالون في العاطفة، ويسمونها عاطفة إيمانية! وهي في الحقيقة خيالات وأامني يغرهم بها الشيطان، لأن العاطفة الايمانية متحصّلة تبعا لعمل العقل الصحيح، حين يتفاعل مع أحكامه الإنسانُ فهما واقتناعا وتنفيذا وحبا، فتتحصل العاطفة تبعا لكل ذلك، أما أن يكون هناك عاطفة لا تصدر من تحت إشارة العقل الصحيح، فهذه هي الأماني والخيالات والغازات التي تفرزها قلوبهم يخدرهم الشيطان بها، وغيرهم يغالون فيما يسمونه فلسفة عقلية أو فلسفة إسلامية أو منطق، رغم انفصالهم أيضا عن واقعهم المعيش، رغم أن العقلاني الفاضل عند الله، هو الذي يتعقل في واقعه المعيش لأن هذا الواقع هو محل السؤال في الآخرة وهو الدنيا التي تكتسب فيها الحسنات والسيئات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "يسأل المرء في الآخرة عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله فيما اكتسبه..." عن عمره هو لا عن أعمار من سبقوه زمنيا أو غايروه مكانيا! والله تعالى لم ينزّل دينه ولم يخلق العقل الإنساني إلا ليستعملهما الإنسان في عبادة الله على هذا النحو في واقعه المعيش، فما كان من هؤلاء الضالين إلا أن كفروا هاتين النعمتين وعطلوهما بل استعملوهما في ضد ما أنزلهما الله له، فانفصلوا بهما عن واقعهم المعيش.

تعليقات

المشاركات الشائعة