إظهارُ سخف كلام بعض أئمتنا مقصورٌ على مراهقي اليوم أم مارسه أئمتُنا مع بعضهم؟!

أخطر ما يفعله المراهقون اليوم ممن يسمون مفكرين ومستنيرين، هو قصدهم إلى بعض اجتهادات صدرت من علماء الأمة السابقين، ظاهرة البطلان والسخافة، ليقنعوا بها ناس اليوم أن تراثنا الشرعي كله يجب أن لا يُحتَرم، وذلك باعتبار أنهم هم أول من تنبهوا إلى هذه السخافات، وإذْ لم ينتبه إليها غيرهم من أئمة ذلك التراث كان ذلك دليلا على عدم يقظة هؤلاء الأئمة مما يجعلهم (في أقل الأحوال) محل شك في قدراتهم العقلية (وفي طبيعة الحال) يكونون ساقطين لا يؤبه بفكرهم.
وهؤلاء المراهقون في الحقيقة كالذباب لا يسقط إلا على الوسخ، ولا ينتبه ولا ينشد إلى النظافة، فكذلك هم لا ينشدون ولا ينتبهون إلى مواطن قوة التراث ومواطن قوته التي تلغي مواطن ضعفه، فمثلا لو قرأنا في كتاب "إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول" تأليف العلامة السلفي "محمد بن علي الشوكاني" المتوفي منذ مئتين عام، يقول في هذا الكتاب بعد حكاية أقوال العلماء في شروط إفادة الخبر المتواتر للعلم الضروري، بعد أن حكاها كلها وأبطلها قال:"ويا لله العجب من جري أقلام أهل العلم بمثل هذه الأقوال التي لا ترجع إلى عقل ولا نقل، ولا يوجد بينها وبين محل النزاع جامعٌ، وإنما ذكرناها ليتعبر بها المعتبرُ، ويعلم أن القيل والقال قد يكون من أهل العلم في بعض الأحوال من جنس الهذيان، فيأخذ عند ذلك حذرَه من التقليد، ويبحث عن الأدلة التي هي شرع الله الذي شرعه لعباده، فإنه لم يشرع لهم إلا ما في كتابه وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم" ص 246.

تعليقات

المشاركات الشائعة